كتبت في الجزء الأول من هذه السلسلة أنني قد ′′..قررت أن أكتب لنساء مدينتي وبلغتهن الشاعرية الناعمة التي تزحزح الجبال…′′ بعد أن ′′ …سئمت من الكتابة ′′للذكور′′..سئمت من الكتابة لكثل الهرمونات والعضلات..أصابني القرف من فصيلة الرخويات..ويوما عن يوم ينهار سور مدينتنا وتنهار معه أحلامنا وآمالنا′′ وفعلا..كتبت نثرا..ونظمت شعرا… لكن.. نطق جمع المذكر السالم..وصمتت نون النسوة! ثرثر الذكور غيضا وحنقا…وغيرة على إناثهم! فيم سكنت النساء إلى ذكورهن بكل مودة ورحمة! ′′كل رجل غالبا ما يأتي على ما يحب′′ يقول أوسكار وايلد، كما أنه ′′في الحب الواعي للمرأة يوجد دوما بجوار النور..المفاجأة والبرق والليل′′ يقول نيتشه. تعادل سلبي في مسألة العواطف يعيدنا إلى نقطة البداية، كما يعيد من جديد صياغة سؤالنا الأول : لأجل ماذا تقرع أجراس المشاعر؟ يفضل البعض العيش بين القبور، بينما البعض الآخر يحلق بعواطفه عاليا في السماء مخافة أن تتسخ بتراب الأرض. والنتيجة.. رجال ونساء تائهون..غرباء عن بعضهم البعض..غريبون..لا تنتهي غرابتهم..ولا غربتهم… ومدينة لم يبق منها سوى اسمها..كنسائها… سيدتي.. حسبة بسيطة..اطرحي من أنوثتك قليلا..زيدي من برقك وليلك كثيرا..فاجئي وجه الذكورة حينا وحينا..تأتي إليك الرجولة يسيرا..تخطو إليك حثيثا! هل يحتاج الأمر إلى مزيد من الإيضاح؟ لنحسم بالقول إذن : بالحرائر من النساء قد نصل يوما ما إلى الأحرار من الرجال!