أنا ابن مدينة تزنيت..ولدت في ليلة خريف باردة بالمدينة العتيقة أواخر ستينيات القرن الماضي. كطفل ورفاقي لعبنا وجرينا بين دروبها القديمة.. كشاب وأصدقائي احتسينا كؤوس الشاي المنعنعة وفناجين القهوة في مقاهيها..عشقنا كرة القدم والأفلام الأمريكية..وعاكسنا فتياتها الجميلات.
والآن وأنا في منتصف العمر وبعد عقد كامل من الكتابة ′′لذكور′′ مدينتي قررت أن أكتب للنساء..نعم..نساء مدينتي..المتزوجات والعازبات..الموظفات وربات البيوت..الأمهات والجدات…جميعكن..بلا استثناء ولا تمييز.
ولا أخفيكن سرا..لقد سئمت من الكتابة ′′للذكور′′..سئمت من الكتابة لكثل الهرمونات والعضلات..أصابني القرف من فصيلة الرخويات..ويوما عن يوم ينهار سور مدينتنا وتنهار معه أحلامنا وآمالنا.
أمام أعيننا متشردون… ′′ذكور′′ على المقاهي وأرصفة الشوارع شاردون… أطفال مسجونون… لا فضاءات للعبهم ولا منتزهات ولا هم يحزنون…الخ
عذرا!لقد عادت السحب القاتمة مرة أخرى. أستسمحكن! تحضرني الذكريات. سألني : – لماذا لا تكتب شعرا؟ سألتني : – لماذا لا تنظم القوافي؟ أجبتهما بسرعة : – الوقت ليس وقت شعر كما أنني أخشى أن أخون زماني!
نظرا إلي باندهاش بالغ..لم يفقها ما قلت. كما أنني وبدوري لم أفقه ما قلت!
لكن، ومع كل هذا فقد قررت أن أكتب لنساء مدينتي… وبلغتهن الشاعرية الناعمة التي تزحزح الجبال. لدي طلب واحد قبل بداية الكتابة.. – أتوسل إليكن هلا أفصحتن عن وصفتكن السحرية لصناعة ′′الرجال′′؟