ماتزال ساكنة "امترزن " التابعة للجماعة الترابية بونعمان إقليمتيزنيت ،تواصل احتجاجاتها على حرمان المنطقة من معبر خاص بها على الطريق الرئيسية ،جراء تنفيذ مشروع إنجاز الطريق السريع تيزنيتالعيون . هذا المعبر الذي حُرمت منه الساكنة ، كان يربط بين مركز جماعة بونعمان وتجمعات دواوير امترزن مرورا بعدة دواوير في اتجاه سيدي بوعبدللي ، الأمر الذي دفع ، منذ السبت الماضي ، بمجموعة من النسوة " المترزيات " للإحتجاج بمكان المعبر المغلق في وجه الساكنة ، فاستمرت الإحتجاجات بعين المكان بما فيها تنظيم وقفة احتجاجية ، يوم الإثنين ، أمام قيادة بونعمان . وأمام عدم تجاوب السلطة المحلية و المسؤولين بالإقليم مع هذه الإحتجاجات ، أصرت الساكنة على الإحتجاج على اعتبار أنه الحل الوحيد المتبقي لها أمام عدم تجاوب المسؤولين مع مطالبها، و خاصة بعد استنفادها جميع السبل من شكايات و مراسلات و عرائض وُجهت لمختلف الجهات المعنية محليا و جهويا ووطنيا . يوم أمس الأربعاء، في أول أيام رمضان ، و استمرارا لمسلسل هذا الإحتجاج ،نفذت من جديد مجموعة من نسوة المنطقة و قفة احتجاجية أمام قيادة بونعمان ، و أمام عدم تدخل السلطات لفتح حوار معهن و الإكتفاء فقط بمراقبتهن من بعيد ، توجهت المحتجات لمكان المعبر حيث اعتصمن فيه طيلة يوم أمس ، إلى أن تدخلت الشركة بإحدى آلياتها من اجل اغلاق المعبر ، فاحتجت النسوة على سائق الآلية لتدخل عناصر من الدرك الملكي كانت على ما يبدوا مرابطة غير بعيدة عن المكان ، و قد اسفر تدخلها عن اعتقالات في صفوف الساكنة . ساكنة "امترزن " المتضررة ترفض ترهيبها بهذه الإعتقالات في ممارسة حقها الدستوري الذي يكفله لها القانون ، بعد أن سُدت في وجهها جميع أبواب الحوار ،خاصة و أن المنطقة على قاب قوسين أو أدنى من محاصرتها و ضرب الطوق عليها رغم أن طريقها منفتح على تجمعات سكنية كبيرة تفوق 1500 نسمة وهو الطريق الرابط بين جماعتي بونعمان وسيدي بوعبدللي. وجدير بالذكر أن هذه الطريق الرئيسية، التي تحاول الجهات المسؤولة اعدامها و محوها من الوجود ، يسلكها أزيد 300 أسرة (معدل 1500) من الساكنة لمختلف أغراضهم والتي أنشئت منذ 2012 بشراكة بين جماعة بونعمان وجمعية الدوار بكلفة تفوق 600000.00 (60 مليون سنتيم)، و تفك عزلة العديد من الدواوير والتجمعات السكانية (فهي صلة وصل بين دواوير امترزن ، دوار اجداعن ،جزء من دواوير ادلحسن و ادالمودن وادومغار في اتجاه بجماعة سيدي بوعبداللي وصولا الى الطريق الاقليمية 1903 وبين تجمعات ثلاث ووشن وكل الدواوير الواقعة على طريق الدير وصولا الى طريق أبحري الذي اعطيت صفقته حديثا في اطار برنامج الفوارق المجالية والاجتماعية والذي يصل بونعمان بالطريق الجهوية 104). اعدام هذا المعبر ، من شأنه أيضا ، أن يُكبد أصحاب الأنشطة الاقتصادية التي تعرف بها المنطقة خسائر مادية فادحة، خاصة وحدات تربية الدجاج (أزيد من 6 وحدات) وتربية الأبقار الحلوب مع العلم أن هذا المسار تسلكه الناقلة تجميع الحليب التابعة للتعاونية الفلاحية البونعمانية لفائدة شركة كوباك المغرب. ويعتبر التلاميذ وأطر التدريس ، من ضحايا محو هذا الطريق، الذي يسلكونه يوميا على الأقدام أو بوسائلهم الخاصة وعبر النقل المدرسي في اتجاه المدرسة الابتدائية او الثانوية الاعدادية والتاهيلية ببونعمان. و ترى ساكنة المنطقة أن حرمانها من معبر واسع يسمح بالولوج السلس الى مجال ترابي حيوي رحب اقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا، ستكون له انعكاسات سلبية حادة تتجلى في تعميق عزلة منطقة بكاملها وفصلها عن محيطها، وتحميل ساكنتها عناء البحث عن مسارات أخرى بعيدة ومكلفة، اضافة إلى قطع قنوات الربط مع طرق نشيطة جماعية واقليمية ووطنية.