احتضن أحد مقاهي مركز أنزي يوم الجمعة الماضي 25 مارس 2011 المقهى الأدبي الرابع الذي نظمته جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع أنزي حول : التراث اللامادي في الثقافة الأمازيغية، واستضافت خلاله كل من د أحمد بومزكو الأستاذ الباحث في التاريخ والباحث أحمد الخنبوبي الباحث في الثقافة الأمازيغية والعلوم السياسية، فيما تولى الأستاذ جمال البركاوي مندوب فرع جمعية الشعلة بأنزي تقديم اللقاء وإدارة مختلف محطات ومحاور هذا اللقاء... واستهل ذ بومزكو مداخلته بتقديم تعريف تركيبي للتراث استنادا إلى التعريفات المقدمة من مختف الجهات والمراجع، وتحددا منظمة اليونسكو، هذه الأخيرة كانت في البدء حسب الباحث تركز على التراث المادي، قبل أن توسع اهتمامها ليشمل التراث اللامادي الذي يشمل كل العادات، التقاليد، الفنون، المعارف، الخبرات ليشكل بذلك الوعاء الفكري والمعنوي الذي يحتضن التراث المادي. وقد أورد في هذا الباب جملة من العلامات والرموز التي تشكل إرثا حضاريا وتراثا يميز المنطقة ويشكل أيقونة لتاريخها الممتد عبر قرون، وسلط الضوء على المدارس العتيقة التي ساهمت بشكل كبير في صنع التاريخ المحلي وتشكيل ثقافته مستفيدة من أرضية خصبة أنبتت أعلاما وشيوخا نهلوا في مختلف التخصصات العلمية ووسموا المحطات الكبرى في تاريخ المنطقة مقاومة المحتل، نشر الدين الاسلامي على مذهب مالك، نشر مؤلفات في مختلف المجالات كالدين والطب والتاريخ ...لينتقل عقب ذلك إلى معالجة ظاهرة إدرنان التي تشكل إرثا تاريخيا وثقافيا عريقا يمتزج فيها الصمود ومقاومة المحتل بالقيم الاجتماعية المبنية على التآخي والتآزر بين مختلف القبائل التي تجعل من هذه المناسبة السنوية محطة تضع فيها الحرب والصراعات أوزارها فاسحة المجال لقيم السلام والتعايش وتبادل الزيارات مع ما يرافق ذلك من مظاهر احتفالية وجمالية وإنسانية سامية. وخلص الباحث إلى أن الموروث الثقافي والارث الحضاري يشكلان اليوم ركيزة أساسية من ركائز التنمية المحلية، وذكر بأن جبال ادرار أو جزولة القديمة تعد معقلا ثقافيا زاخرا بمقومات يمكن أن تشكل أساس نهضة تنموية حقيقية إن تم تثمينها وإدماجها بشكل سليم ضمن برامج ومخططات التنمية التي تشتغل عليها الجماعات المحلية والنسيج الجمعوي المحلي. ودعا في معرض حديثه إلى تكوين فريق للبحث العلمي من المهتمين والشباب والطلبة من أجل نبش الذاكرة الجماعية لمجال أدرار ونفض الغبار عن تاريخه وتراثه بشقه المادي واللامادي، مستحضرا تجربة مدينة تيزنيت التي توجت بإصدار كتاب : تيزنيت : الذاكرة الجماعية . ومن جهته، تطرق الباحث في الثقافة الأمازيغية والمتخصص في العلوم السياسية، ذ احمد الخنبوبي، إلى المتخيل في الثقافة الأمازيغية وعلاقته بالحقل السياسي، وربط الخصوصيات الثقافية بالمستجدات الأخيرة في الساحة الوطنية، حيث انتقذ تقرير اللجنة الملكية الخاصة بالجهوية الموسعة وما تمخض عن أشغالها من تقسيم ترابي همش الخصوصيات الثقافية لجهة سوس وفصلها عن عمقها في الجنوب المغربي قبائل أيت أوسا وشرقه درعة ..لينتقل الحضور بعد ذلك إلى مناقشة مختلف محاور هذا المقهى الأدبي بتسليط الضوء على نمادج مختلفة من التراث اللامادي المحلي وطرح تساؤلات واستفسارات أجاب عنها الأستاذان قبل اختتام اللقاء, وقد تم على هامش هذا المقهى الأدبي الرابع تقديم ديوان شعري جديد من إصدار الشاعر عبد الله بن زروال بعنوان : أفودر ن تمزلا، وترجمته التقريبية : النار الملتهبة ، كما تم توقيع كتاب : التراث اللامادي في التراث الثقافي بالمغرب، الذي يضم بين دفتيه أشغال الجامعة الشتوية المنظمة مطلع السنة الماضية بمدينة تيزنيت من طرف جمعية إسمون بشراكة مع عدة فعاليات جمعوية وثقافية بالإقليم. حسن أسمد مدون أنزي 0661577941