نظمت شعبة العمل الثقافي والتربوي التابعة لجمعية الإشعاع الثقافي بزاوية سيدي وكاك أكلو، بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بتيزنيت، نهاية الأسبوع الماضي، قراءات في كتاب، «أكلو: البحر والعين وسيدي وكاك» للأستاذ جامع بنيدير، بإحدى الفنادق المصنفة على ضفة شاطئ أكلو. وشارك في تأطير هذا اللقاء الثقافي، ثلة من الأساتذة الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي بسوس، و هكذا فقد تقدم الأستاذ علي الزهيم بمداخلة تركيزية تحليلية للكتاب، أبرز فيها ندرة مثل هذه المؤلفات، حيث ركز في مداخلته على جوانب عدة، من أهمها المنهج الذي اعتمده الأستاذ «بنيدير» في تأليف كتابه هذا، بعدئذ انتقل إلى استعراض محتويات الكتاب، مركزا على المثلث: البحر والعين و سيدي وكاك، وفي آخر مداخلته هنأ «بنيدير» على هذا المجهود الذي بذله في البحث والتنقيب لإخراج هذا العمل للوجود. ثم تناول الكلمة الأستاذ أحمد بومزكو، الذي ركز في مداخلته على مجموعة من الملاحظات النقدية، من أهمها، غياب دراسة أنتروبولوجية في كاتب «بنيدير»، بحكم تكوينه الفلسفي، كما سجل المتدخل، غياب الاهتمام بالمصادر الأجنبية، رغم أن هناك وثائق أجنبية تناولت زاوية سيدي وكاك بأكلو بشكل محتشم. أما في مداخلة الباحث في العلوم السياسية الأستاذ أحمد الخنبوبي، فقد ذكر الحضور بالمؤلفات والمصادر التي تناولت بالدرس والتحليل سهل تيزنيت باعتباره مجالا له قيمة تاريخية مهمة، ك: مؤلفات الأديب محمد خير الدين وكذلك إسهامات علماء سوس في بناء الدولة المغربية وغيرها من المؤلفات التي تناولت جانبا من قرى ومداشر تيزنيت. وشدد «الخنبوبي» في مداخلته على ضرورة إدماج تاريخ منطقة أكلو وتيزنيت في المقررات الدراسية، كما ألح على ضرورة رفع نصب تذكارية في مجموعة من الأماكن ذات دلالات تاريخية فريدة. أما بخصوص مداخلة الأستاذ عبد الله كيكر، فقد ركز على الحياة الشخصية ل»جامع بنيدير» حيث ذكر الحضور بالمراحل التي سلكها الأستاذ منذ أن تعرف عليه بالمعهد الإسلامي بتارودانت، وانتقالا إلى مدينة فاس وغيرها من المحطات التاريخية التي أصر «كيكر» على ذكرها، و أكد في مداخلته أنه «لا يمكن لأي شخص كيفما كان نوعه أو مستواه أن يعطي نظرة شمولية، يمكن أن تشفي غليل الباحثين حول كتاب: «أكلوا: البحر والعين وسيدي وكاك». وفي كلمة لرئيس جمعية الإشعاع الثقافي بأكلو أكد خلالها على أن «هذا اللقاء الثقافي نريده أن يكون ملمحا تاريخيا ولحظة التأسيس لتقليد جمعوي بديل ومغاير، يسعى إلى البحث عن أجوبة لأسئلة الهوية والعمق الحضاري لقبيلة أكلو في أفق تبني برنامج ممتد على مستوى الزمان والمكان، يروم الإحاطة بكل التاريخ المحلي...». الجدير بالذكر، أن جمعية الإشعاع الثقافي، تأسست في مطلع التسعينيات، بزاوية سيدي وكاك، وتضم في عضويتها نخبة من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالتراث من أبناء أكلو، ويعتبر هذا اللقاء من أهم اللقاءات التي سطرتها الجمعية خلال السنة الجارية.