بعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورات الخمس السابقة، ورغبة في إضفاء دينامية متجددة وحيوية على المشهد الثقافي المحلي والإقليمي وتأثيثه بأنشطة هادفة ومتنوعة، نظمت جمعية تمونت إرسموكن للتنمية بتنسيق مع المجلس الإقليمي وبدعم من المديرية الجهوية للثقافة ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، وهيئات ومؤسسات متعاونة ومقاولات مواطنة، الدورة السادسة لملتقى “أملال” للشباب المبدع من 01 إلى 03 نونبر 2019، بمركز جماعة إرسموكن بإقليم تيزنيت. ففي إطار البرنامج الموازي للتظاهرة (OFF) استقبلت الجمعية الوفد الفرنسي من تجمع جماعات Pays d'Isoire مع لجنة المجلس الإقليمي بالمدرسة النموذجية تمونت للتعليم الأولي يوم الأربعاء 23 أكتوبر للتعرف عن قرب على الخدمات التربوية التي يقدمها هذا الفضاء المتكامل والمتوفر على قاعتين للدراسة وقاعة للرياضة مجهزة بألعاب رياضية وحديقة ألعاب وساحة ومرافق صحية في بنية مستقلة، توفر جوا ملائما لنمو الأطفال البالغ عددهم 27 تلميذا وتلميذة وتمهيدهم للدراسة الابتدائية في ظروف ملائمة، ومؤطرين من طرف مربيتين ومديرة تربوية. وفي ختام الزيارة تم تنظيم حفل شاي على شرفهم حيث نال هذا المرفق الرائع إعجابهم.
وفي اليوم الأول من البرنامج الرسمي للملتقى، تم تنظيم صبيحة ترفيهية لفائدة أطفال المدرسة النموذجية “تمونت” للتعليم الأولي بمشاركة فرقة أصدقاء الطفولة سعيا لإدخال البهجة على قلوبهم. وعلى هامش هذه الصبحية تم توزيع مجموعة من المحافظ و اللوازم المدرسية والهدايا على الرواد المستفيدين، بدعم من مؤسسة “جود” للتنمية. وسعيا إلى المساهمة في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية خصوصا عقب صدور القانون التنظيمي بعد 8 سنوات من الدسترة، تم تقديم الدرس الافتتاحي لمشروع تجربة تدريس مادة اللغة والثقافة الأمازيغية في السنة الأولى إعدادي بدار الطالب رسموكة، بتنسيق مع الجمعية الإقليمية لمدرسي اللغة الأمازيغية والمركز الأمازيغي للترجمة والتكوين، ترصيدا للتراكمات الإيجابية في السلك التعليمي الابتدائي، بحضور فعاليات مهتمة بالتجربة من رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت وممثل المجلس الجماعي ومدير المدرسة الجماعاتية ورئيس جمعية الآباء والأمهات وممثل الجالية بالخارج، حيث تم توزيع ملفات خاصة بالمشروع على التلاميذ المستفيدين البالغ عددهم 25 تلميذا وتلميذة. وفي ختام هذه الحصة الفريدة تم إلقاء كلمات بالمناسبة صبت كلها في اتجاه تثمين المبادرة والدعوة إلى ضمان استمراريتها. وفي الفترة المسائية، كان مستفيدوا ومستفيدات دار الطالب والطالبة رسموكة على موعد مع ورشة حول الإسعافات الأوليةمن تأطير منظمة الإغاثة المدنية، تمكنت من تقريبهم من التفاعلات الأولية الممكنة حسب مختلف الوضعيات. وقد استفاد من هذا النشاط التكويني 60 تلميذا وتلميذة. وفي اليوم الثاني تم تنظيم لقاء مفتوح حول “النشر الإلكتروني”بالخزانة الجماعية سيدي علي أوطاهربمشاركة فاعلين ومهتمين للتعرف على أهم المستجدات في هذا المجال بحضور وازن، ومعرضا لأهم المقالات الصحفية المنشورة محليا تكريما للناشر الإلكتروني ابن المنطقة الإعلامي “الحسين كافو”. هذا، فقد ناقشت هذه الورشة التي أطرها كل من الأستاذ المحفوظ أبوالجوف والإعلاميون عبداللطيف بن الطالب والحسن باكريم والحسن بومهدي مستجدات قانون النشر الإلكتروني وشروط ملاءمة المواقع الإلكترونية مع القوانين المستحدثة. وفي ختام هذه المائدة المستديرة تم تكريم الإعلامي المتألق ابن المنطقة “الحسين كافو” من طرف الجمعية والمجلس الجماعي وفعاليات المجتمع المدني المحلي والإقليمي، وإلقاء كلمات في حق المحتفى به تقديرا للمجهودات التي يبذلها في مجال الإعلام خدمة لتنمية المنطقة، توجت بتسليم هدايا قيمة. وعلاوة على ذلك، وفي الفترة الليلية، وكتطبيق لورشة “النشر الإلكتروني” تم عرض ومناقشة الشريط الغنائي الرقمي “كاسيما” والمصورحديثا بالفضاءات الرملية لإرسموكن بتقنيات عالمية تعريفا بالقدرات السياحية للمنطقة، في جلسة تقليدية بحضور الفنان الأمازيغي عبدالرحمان إمغران صاحب الأغنية والناقد السينمائي محمد تيسوكمين وفريق تصوير “الفيديو كليب” والذي تجاوز 300 ألف مشاهدة على “اليوتوب”،إضافة إلى حضور جماهيري غفير تابع باهتمام أطوار هذه الفقرة السينمائية والتي قامت بتسييرها باقتدار المنشطة ليلى إدبريك، حيث تم تكريم الطاقم الفني لهذا الإنتاج الفنيالمبهر،والذي عرف بالمنطقة كوجهة سينمائية واعدة نظرا للمؤهلات الطبيعية والبشرية والمادية الهائلة المتوفرة، في نهاية النشاط السينمائي. وكختام لهذا الموعد الثقافي الفني الإشعاعيالسنوي، وفي اليوم الثالث والأخير، تم تنظيم خرجة استطلاعية إلى الموقع الأثري “أكادير وارزميمن” بتعاون مع جمعيات محلية، على قمة جبال الأطلس الصغير المطلة على سد يوسف بن تاشفين وعلى بعد 600 متر عن سطح البحر. وقد شارك في هذه الرحلة الاستكشافية زهاء 30 مشاركا من باحثين مهتمين وإعلاميين وجمعويين وساكنة على غرار الجمعية الإقليمية لأساتذة الاجتماعيات ومركز إرسموكن للبحث والتوثيق، حيث تميزت بتقديم عروض، على شكل حلقية في الهواء الطلق، حول الطبيعة الجغرافية للموقع التاريخي وكذا مختلف محطات الحقب التاريخية التي عرفها هذا المكان الأثري من طرف الباحثين في التاريخ الأستاذ أحمد بومزكو والدكتور الحسين أكينو. هذا، وقد كانت هذه المبادرة المتميزة مناسبة لطرح توصيات بالتعجيل بجرد المآثر التاريخية لمنطقة إرسموكن قصد الترافع من أجل تثمينها حتى تؤدي الدور المتوخى منها سياحيا واجتماعيا واقتصاديا وإدماجها في تنميةالمنطقة، إضافة إلى تكثيف مثل هذه الأنشطة الهادفة والهامة لما لها من أهمية في خلق الروابط الأخوية بين الفاعلين في هذا المجال. وعقب اختتام هذه التظاهرة الإشعاعية المتميزة التي عرفت تغطية إعلامية واسعة، ضرب الجميع موعدا مع الدورة السابعة للملتقى في السنة القادمة بحول الله.