بعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورات الأربع السابقة، ورغبة في إعطاء دينامية متجددة وحيوية للمشهد الثقافي المحلي والإقليمي وتأثيثه بأنشطة ثقافية ورياضية واجتماعية هادفة ومتنوعة، وتخليدا للذكرى 43 للمسيرة الخضراء، نظمت جمعية تمونت إرسموكن للتنمية بشراكة مع المجلس الإقليمي لتيزنيت وبدعم من وزارة الثقافة والاتصالو المجلس الجماعي لإرسموكن، و هيئات و مؤسسات متعاونة و مقاولات مواطنة، الدورة الخامسة لملتقى “أملال” للشباب المبدع من 03 إلى 06 نونبر 2018، بكل من جماعة إرسموكن ومدينة تيزنيت. فقد عرف اليوم الأول افتتاح معرض الوسائل الإعلامية القديمة بالموازاة مع تنظيم ندوة وطنية حول مكانة الأمازيغية في الإعلام بعد الدسترة من إعداد مركز إرسموكن للبحث والتوثيق، بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين و عدد من وجوه الإعلام والصحافة و الفاعليين الممثلين لمختلف تيارات وإطارات الحركة الأمازيغية والمهتمين،قصد تسليط الضوء على هذا الموضوع الهام تزامنا مع الذكرى 10 لتأسيس القناة الأمازيغية،بدار الثقافة محمد خير الدين بتيزنيت، حيث تم الاستهلال بكلمات للجمعية والمجلس الإقليمي والمديرية الجهوية لقطاع الاتصال بجهة سوس ماسة. هذه الندوة أطرها كل من المفكر والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد و أمينة بن الشيخ، مديرة جريدة "العالم الأمازيغي" والصحفي عبدالله بوشطارت والإعلامية " زينة همو" التي أنيطت إليها مهمة تسيير أشغال المائدة المستديرة، حيث تم استعراض مختلف الجوانب المرتبطة بالوضعية المتأزمة للغة الأمازيغية في قطب الإعلام الوطني على الرغم من دسترة اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد،وتم الوقوف على مجموعة من التراجعات التي تمت مراكمتها في مجال الإعلام الرسمي. وقد عرفت المائدة المستديرة نقاشا مستفيضا، ومشاركات ومداخلات قيمة أغنت محاور اللقاء، وحفلت بمجموعة من المداخلات انصبت حول الوضع المتردي والمتأزم للغة الأمازيغية في الإعلام العمومي المغربي . وفي ختام هذه الندوة المتميزة، كان الحضور على موعد مع حفل شاي وتنشيط فني لفرقة أحواش “أيتبراييم” بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء، ثم مأدبة عشاء على شرف المشاركين. وفي اليوم الثاني احتضنت دار الطالبةو الطالب بجماعة أربعاء إرسموكن، ورشة تكوينية حول "أساسيات العمل الصحفي و التصوير الفوتوغرافي" لفائدة تلاميذ وتلميذات الابتدائي و الإعدادي، أشرف عليها الإعلامي "عبد اللطيف بن الطالب" و الكاميرامان " عبدالله بايدو"، و اللذان راكما تجارب مهنية رائدة وواسعة في المجال الصحفي و فن التصوير. وفي الفترة المسائية كان الحضور الذي فاق التوقعات، من نساء وأطفال وشباب، على موعد مع عرض الشريط السينمائي “أدور” أي الشرف لمخرجه ” احمد بايدو” الذي كان برفقة وجوه سينمائية، حيث قدم شروحات حول ظروف الاشتغال أثناء التصوير والمجهودات المبذولة لتكييف كافة المؤثرات مع الحقبة الزمنية للأحداث الواقعية للشريط بالجنوب الشرقي للمملكة. وشهد اليوم الثالث من الملتقى في الفترة الصباحية تنظيم دوري حبي في كرة القدم المصغرة لفائدة فئة البراعم، بالملعب الجماعي إرسموكن الذي اكتسى حلة متميزة، وذلك بمشاركة 4 مدارس كروية تتجلى في حسنية أكادير وأمل تيزنيت وأمل كلميم وشباب إرسموكن، حيث كان التتويج من نصيب فريق حسنية أكادير. وفي الفترة المسائية، تميزت هذه النسخة بتنظيم لقاء مفتوح حول “التأطير الرياضي للشباب”بمشاركة فاعلين ومؤطرين وصحفيين رياضيين جهويين وإقليميين، إضافة إلى ضيوف المجلس الإقليمي من تجمع منطقة Pays d'Issoire الفرنسية الذين شاركوا في إغناء النقاش. هذه الورشة الرياضية التي كانت من تأطير الصحفي المقتدر مبارك إدمولودواللاعبان الدوليان السابقان مولاي إدريس اشقيرةو حسنبيكيش، عرفت حضورا نوعيا متميزا من المهتمين بمجال التكوين والتأطير الرياضي. إثر ذلك، تم تنظيم مقابلة حبية بين القدامى في أجواء حميمية بملعب دار الطالب،تكريما للمؤطر الرياضي ابن المنطقة الأستاذ عبدالله ناموس بمشاركة ثلة من أصدقائه وقدامى القرق الرياضية، عرفانا له على إنجازه الدولي بتأهيل المنتخب المغربي المدرسي لكأس “دانون” واحتلاله الرتبة الثالثة أمام أعتد الفرق العالمية مثل الأرجنتين والمكسيك، بالولايات المتحدةالأمريكية صيف سنة 2017، وعرفانا لما قدمه لكرة القدم بفريق أمل تيزنيت وكذا فريق إرسموكن لكرة القدم. ومسك ختام هذا اليوم الرياضي المتميز كان تنظيم أمسية فنية بأحد المنتجعات السياحية للمنطقة الرملية “تلعينت”، عرفت عرض وصلات موسيقية بآلة “الرباب” للموهوب الشاب ” محمد ففاح” بناء على عقد شراكة بين الملتقى ومهرجان « Tiz Talents Show » الشبابي بتيزنيت، نالت إعجاب الحضور، إضافة إلى معزوفات موسيقية للفنان الأمازيغي الصاعد إبراهيم اكيلال رفقة مجموعة “إسوليلن ماسة”. وقد عرف هذا السمر الفني المتميز إلقاء كلمات وشهادات في حق الأستاذ ع.الله ناموس، وتقديم شواهد تكريمية وتذكارات للمحتفى به، ليتم الاختتام بمأدبة عشاء على شرف أصدقاء ومعارف المكرم. هذا، وقد عرف اليوم الأخير حضور مراسيم تحية العلم تخليدا لعيد المسيرة الخضراء بساحة مركز الجماعة، ثم تنظيم صبيحة ترفيهية للأطفال من تنشيط فرقة أصدقاء الطفولة، وتقديم رسوم متحركة بتقنية “سكراتش” من طرف أستاذة للغة الأمازيغية بدار الطالب والطالبة، إضافة إلى توزيع مجموعة من الألعاب بدعم من جمعية “تدارت” والمحافظ بدعم من مجموعة “أكوا” والاحذية بدعم من مجموعة “أطلس” على الأطفال الحاضرين بحضور السيد القائد ورئيس وأعضاء الجماعة وممثلي المجتمع المدني، ليتم الاختتام بمأدبة غذاء ختامية على شرف الضيوف. كانت هذه إذن مجمل الأنشطة المنظمة طيلة أيام الملتقى الذي عرف تغطية إعلامية واسعة، والحضور المكثف لكافة الفئات المستهدفة التي استحسنت الفقرات المبرمجة من حيث جودة التنظيم ونوعية المجالات التي تم الاشتغال عليها. وضرب الجميع موعدا في الدورة القادمة بإذن الله.