اختتمت مساء أمس الأحد 03 مارس 2019 بالمركز الثقافي محمد خير الدين بتزنيت، فعاليات ملتقى الشباب الأمازيغي المبدع في دورته الخامسة ، والمنظم من طرف منظمة تاماينوت تيزنيت، في جو طبعه التفاؤل بمستقبل واعد لتجويد المنجز الإبداعي الأمازيغي في شتى صنوفه. حقق الملتقى أهدافه التنظيمية بنجاحه في تجميع أكبر عدد ممكن من المبدعين الشباب بالأمازيغية، لمدة ثلاثة أيام توزعت فقرات برنامجه بين الورشات التكوينية والندوات العلمية وفضاء للكتاب (المعرض)، وخلقت لهم كل الظروف المواتية لتسهيل استفادتهم من ورشات تكوينية أطرتها أطر بصمت في الحقل الإبداعي الأمازيغي كل في مجال تخصصه؛ وسهل الملتقى في مستواه التنظيمي انخراط المشاركين في النقاش والتداول حول مجمل المنظورات الإبداعية التي ميزت المنجز الإبداعي الأمازيغي في مرحلته الراهنة: مرحلة الامتداد. كما حقق الملتقى رهاناته الإبداعية والجمالية متمثلة أساسا في تعريف وتقريب الشباب الأمازيغي المبدع في مجالات الكتابة بالأمازيغية : الكتابة الدرامية- الكتابة القصصية – كتابة السيناريو السينمائي، من تقنيات الكتابة المعاصرة، وتعريفهم على جملة من القضايا والإشكاليات المتعلقة بالانتقال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الامتداد. وقد عبر المشاركون – في إبداعاتهم داخل الورشات كما في مداخلاتهم أثناء الندوات- عن تمثلهم للأفق الجمالي الذي أضحى حاجة إبداعية ستمكن المنجز الإبداعي الأمازيغي من الخروج من دائر اجترار الأساليب الكلاسيكية، وستفتح أمامه أفقا مغايرا سيسهم لا محالة في رفعه إلى مستوى الإبداع العالمي. كانت الندوة التي اختير لها عنوان: “المنجز الإبداعي الأمازيغي الراهن: نحو أفق جمالي بامتياز”، في جلستيها (الاولى الخاصة بالنقاش حول الأدب والثانية الخاصة بالنقاش حول الفن)، مناسبة لبسط الرهانات الجديدة التي تؤطر/ستوطر المنجز الإبداعي الأمازيغي الراهن، تحقيقا للانتقال إلى مرحلة الامتداد، وقد ساهم في جلستها الأولى (نقاش حول الأدب: الرواية والقصة) كل من الأساتذة: محمد أوسوس بمداخلة بعنوان: “بعض ملامح التجريب والتجديد في الرواية المكتوبة بالأمازيغية”، في حين جاءت مداخلة الأستاذ لحسن زهور معنونة ب” القصة الأمازيغية القصير: بين المنجز الإبداعي والأفق الجمالي”، وكانت الجلسة من تسيير الأستاذ مبارك العابد أمرغاد الرئيس المؤسس لفرع المنظمة بتزنيت. أما الجلسة الثانية (نقاش حول الفن: المسرح والسينما)، فقد ساهم في إثراء نقاشها كل من السادة: الدكتور إبراهيم أودادا، بمدخلة موسومة ب” المسرح الأمازيغي بسوس: رهانات الامتداد”، في حين جاءت مداخلة الأستاذ عبد الله المناني بعنوان: ”رهانات الإبداع السينمائي الأمازيغي”، وكان تسيير هذه الجلسة من طرف الأستاذة الباحثة عائشة بتسعيد. أما الورشات التأطيرية، فقد خصت التكوين في مجالات: الكتابة الدرامية و الكتابة القصصية وكتابة السيناريو السينمائي، وأطرها على التوالي كل من: الطالب الباحث في المسرح وفنون الفرجة الأستاذ محمد بلقائد أمايور، والقاص الأمازيغي الأستاذ لحسن زاهور، والسيناريست الأمازيغي عبد الله المناني. وكانت مناسبة لتقديم توجيهات نظرية وتطبيقية لكافة المستفيدين من الورشات الثلاث. نجح الملتقى إذن، في تحقيق الأهداف التنظيمية ورهاناته الإبداعية والجمالية التي سطرها في هذه النسخة، بفضل مجهودات أطر منظمة تاماينوت وأصدقاء المنظمة من مختلف الفعاليات التي عرفت بالانخراط الجاد والمثمر في كل الأنشطة النوعية التي ينظمها فرع تاماينوت بتزنيت، كما نجح الملتقى بفضل الدعم الذي قدمه شركاء تاماينوت، وأيضا بفضل إصرار المبدعين الشباب وحماسهم ورغبتهم الأكيدة في الانخراط في مثل هذه التظاهرات الجادة.