كتاب المسرح المغربي يتبادلون القراءات والإنصات الممثلون يحتفون بالنص المسرحي المغربي نظمت فرقة مسرح الشامات، بإدارة المخرج المسرحي الفنان بوسلهام الضعيف، ملتقى مكناس للكتابة المسرحية في دورته الثانية بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي وجمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية في الفترة ما بين 5 و8 نونبر2015 بمدينة مكناس.. وتوزعت الفضاءات التي نظمت فيها فعاليات الملتقى على مجموعة من الأماكن منها: المعهد الفرنسي، المركز الثقافي محمد المنوني، المركز الثقافي ميشيل جوبير، سجن قارا، وهري السواني. وتميز حفل افتتاح الملتقى، الذي جرى يوم الخميس 5 نونبر 2015 بالمعهد الثقافي الفرنسي بمكناس، بتقديم العرض ما قبل الأول لمسرحية sales gosses لفرقة مسرحية من فرنسا، تأليف ميكائيل ميخايلوف، وإخراج ميشيل ديديم بحضور جمهور غفير ونوعي.. وتواصلت أشغال ملتقى الكتابة المسرحية، على مدى أربعة أيام، في إطار ورشات للكتابة للصغار والكبار وجلسات للنقاش وقراءات في نصوص مسرحية ولقاءات مفتوحة مع كتاب وعروض فرجوية.. وضمن فقرة "وجهة نظر"، شهد الملتقى جلسة حوارية مع ثلاثة كتاب مسرحيين حاورهم المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي ويتعلق الأمر بالأساتذة عصام اليوسفي ورشيد منتصر وعبد اللطيف فردوس الذين تحدثوا عن مساراتهم وتجربتهم في الكتابة ولامسوا أهم الأسئلة والهواجس التي ترافق الكاتب في صيرورة إبداعه، مركزين على مقارباتهم لعلاقتهم ككتاب مع المخرجين الذين يشتغلون على إنجاز نصوصهم، وكذا علاقة المبدع مع جمهوره.. ولعل أقوى لحظات الملتقى تتمثل في الجلسات التي قرأ فيها ممثلون مسرحيون فقرات من نصوص كتاب مغاربة.. استحضروا فيها تجارب كتاب دراميين معاصرين بصموا المشهد المسرحي الوطني بطابعهم الخاص والمجدد.. نذكر منهم على سبيل المثال: الراحلون محمد تيمد، محمد الكغاط وحوري الحسين.. والأحياء الذين لا يزالون نشيطين ومنتجين منهم المسكيني الصغير، عبد الرحمان بنزيدان، محمد بنعيسى، سعيد ناجي، عبد الله العروي، يوسف فاضل، محمد بهجاجي، عصام اليوسفي، الزبير بنبوشتى، فؤاد أزروال (الكتابة بالأمازيغية)، رشيد منتصر، عبد اللطيف فردوس... كما خصصت فعياليات الملتقى وبتنسيق مع المعهد الفرنسي بمكناس، حصة لقراءة مسرحية LA NUIT JUSTE AVANT LES FORETS - للكاتب الفرنسي DE BERNARD-MARIE KOLTES وقراءة نص MICHEL DIDYM. هذا وتميز البرنامج بتقديم وتوقيع نصوص مسرحية لبعض كتاب المسرح المغربي.. كالنص المسرحي "الما أمان في بوفكران" لمحمد بنعيسى وعبد الرحمان بن زيدان حيث قرأ الزجال المغربي محمد بنعيسى مشاهد من المسرحية؛ وكذا تقديم وتوقيع النص المسرحي "طنجيتانوس" للزبيربن بوشتى الذي قرأ بدوره متونا من مسرحيته. وقدم الكاتب المسرحي عبد اللطيف فردوس مسرحيته الجديدة "أنا ماشي حمار" المقتبسة عن رواية "سيرة حمار" لحسن أوريد. هذا وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الممثلين المغاربة تناوبوا على قراءة مقاطع من النصوص المسرحية المقدمة بحضور أصحابها، ومن بين هؤلاء الممثلين: محمد الشوبي، محمد خيي، عبد الجبار خمران، سعيد الهراسي، حسني العيساوي وآخرون.. وفي الجانب المتعلق بالفرجة المسرحية، وبالإضافة لعرض الافتتاح، شهد الفضاء الأثري سجن "قارا" تقديم عرض لمسرحية "العريس" المقتبسة من طرف الكاتب المسرحي أنس العاقل عن رواية "العريس" لصلاح الوديع، إنجاز فرقة مؤسسة أرض الشاون للثقافات من إخراج الفنان ياسين أحجام وتشخيص الفنانين عبد الحق بلمجاهد، عادل لوشكي، نبيل المنصوري، زهير ايت بن جدي وأحمد الأمين ريان. يشار إلى أن أنشطة الملتقى أقيمت بمختلف المواقع الأثرية والمراكز الثقافية بمكناس. وعرفت هذه الدورة مشاركة عدد وازن من كتاب المسرح المغربي الذين تبادلوا القراءات والإصغاء إلى تجارب بعضهم البعض. إضافة إلى ورشات في كتابة النص المسرحي لاطفال وشباب المدينة. وقد أجمع المتتبعون على فرادة وجودة هذا الملتقى وتميزه في خريطة المشهد المسرحي وطنيا وعربيا.. هذا ومن المعلوم أن الدورة الأولى لفعاليات ملتقى مكناس للكتابة المسرحية شهدتها العاصمة الإسماعيلية في مثل هذا الوقت من السنة الماضية (أيام 7، 8 و9 نونبر 2014) بمشاركة نخبة وازنة من المسرحيين كتابا ومخرجين، ممثلين، وممثلات ونقادا... كما تميز بحضور الممثلة الوزيرة ثريا جبران التي قرأت مقاطع من نص للكاتب المسرحي محمد بهجاجي.. واختتم لقاء السنة الماضية بإصدار "تصريح الدورة التأسيسية" الذي خلف صدى ثقافيا لدى المسرحيين المغاربة لما حملته مضامينه القوية من وضوح وبعد النظر لا سيما وأن "التصور الفكري والثقافي الذي يؤطر هذا الملتقى الأول من نوعه في المغرب، يستند إلى فكرة وقيمة مرجعية أصيلة ونبيلة تنتصر للكتابة المسرحية وتعيد الاعتبار للمؤلف المسرحي ولمهنة الكاتب. وبذلك فهي تسعى إلى إعادة الأمور إلى نصابها والعودة إلى بهاء المعنى الذي بدأت الساحة المسرحية تفتقده شيئا فشيئا.. وليعود النص المسرحي المغربي إلى احتلال مراتبه الطليعية في سلم الأدب الملتزم الذي يتمثل الراهن الوطني وآفاقه بروح نقدية ورؤيا جمالية وفنية تترجم بعمق انشغالات المثقفين والمبدعين والمواطنين المغاربة، والذي يستشرف المستقبل ويستجيب للرهانات الحقيقية المطروحة على الوطن ويطرح الأسئلة الصعبة والشائكة". وكان التصريح التأسيسي قد حدد جملة من الأهداف التي يسعى هذا الملتقى إلى تحقيقها، أهمها: خلق فضاء ثقافي أخوي وودي للقاء والحوار والتبادل بين كتاب المسرح المغاربة. تعبيد جسور التواصل بين هؤلاء الكتاب وعموم المتلقين من ممثلين ومخرجين ونقاد وقراء والجمهور المهتم. ترسيخ ثقافة الاعتراف والعرفان والاعتبار للمبدعين المؤلفين الذين أسسوا ووطدوا وواوكبو كل أشكال المتن المسرحية وأثروا في الزمن المسرحي المغربي وامتداداته في الخارج، في العالم.. تكريس ثقافة الإنصات وتبادل الإنصات والإقرار بالتنوع والتعدد والاختلاف والقدرة على حسن تدبيره والتفاعل الإيجابي معه.