كشف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذي يرأسه عمر عزيمان، على أن غياب شروط مزاولة مهنة التدريس، سيما في المناطق النائية، وإحساس بعض الفاعلين التربويين بعدم الاستقرار النفسي والمهني، ثم هشاشة وقلة التجهيزات من بين أهم المعيقات التي تحول دون الارتقاء بمهن التربية والتكوين والبحث والتدبير، والمدرسة المغربية. وأكد التقرير الذي قدمه مجلس عزيمان صباح اليوم الثلاثاء، بمقر المجلس على المدرسة المغربية تعاني مشاكل القيم، بسبب تظافر عدد من العوامل، منها غياب شروط من قبيل ظروف العمل، وغياب آليات الوساطة، وحل النزاعات داخل المؤسسات، والتي من شأنها أن تعمل تحصين المهن التربوية من العنف اللفظي، والمادي، والرمزي. وتحدث التقرير، عن الاختلالات التي يعرفها تدبير الفاعلين التربويين، مشيرا إلى هيمنة التدبير الممركز، والتوزيع الجغرافي اللامتكافئ للموارد البشرية، الشيء الذي يكرس التفاوت بين المؤسسات والجهات، هذا بالإضافة إلى التوظيف المباشر في التعليم المدرسي، مما يؤثر سلبا على جودة الأداء المهني، والمردودية. وحسب المصدر ذاته، تعاني بعض البنيات والفضاءات التربوية من الهشاشة وقلة التجهيزات، والموارد، ناهيك عن الإشكالات المتعلقة بتقييم الأداء المهني للفاعلين التربويين، في علاقة بإنجازية، ومردودية مؤسسات التربية والتكوين. وفيما أكد على ضرورة إطلاق دراسة لرصد منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، من المهن الحديثة في أفق إدراجها ضمن منظومة المهن التربوية، أوصى المجلس بضرورة إطلاق خطة لتأهيل الفاعلين التربويين المزاولين حاليا بالقطاعين العمومي والخاص، وتجديد الحاجات الفعلية لكل هيئة في مجالات التكوين وإعادة التأهيل، بالإضافة إلى بلورة برامج قطاعية، جهوية، ومحلية متكاملة ومتدرجة للتكوين والتأطير. مجلس عزيمان أوصى أيضا بالعمل على استكمال سد الخصاص من الفاعلين التربويين، وتدبير أنجع للموارد البشرية المتوافرة محليا وجهويا، بالإضافة إلى التنزيل الفعلي لاستراتيجية مشروع المؤسسة والحياة المدرسية.