أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات بتسريع أعمال بناء الجدار الحدودي بين إسرائيل ومصر وذلك بسبب الوضع الداخلي في مصر والتظاهرات الاحتجاجية، كما أنه يسعى إلى مد سكة حديد بين مدينتي إيلات وعسقلان لتكون بديلة من قناة السويسوقالت صحيفة «هآرتس» أمس الأحد إن نتنياهو يريد دفع مشروع مد سكة الحديد بين إيلات الواقعة على شاطئ البحر الأحمر وعسقلان الواقعة على شاطئ البحر المتوسط في جنوب إسرائيل لكي تشكل سكة الحديد هذه «جسراً برياً» موازياً لقناة السويس.ويرى نتنياهو أن الأحداث في مصر تلزم أيضاً بتسريع بناء الجدار الحدودي من أجل وقف تدفق المهاجرين الأفارقة إلى إسرائيل... عبر الحدود المصرية.وتحدث نتنياهو خلال لقائه مع مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير يوم الجمعة الماضي عن ضرورة تطوير حقل الغاز الفلسطيني قبالة شواطئ غزة، وذلك في أعقاب الوضع في مصر أيضاً.ووقع انفجار في أنبوب للغاز قرب مدينة العريش بشمال سيناء أول من أمس يوصل الغاز المصري إلى الأردن ما أدى إلى توقف تزويد الأردن وإسرائيل بالغاز. ونقلت «هآريتس» عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى وصفه للتظاهرات الاحتجاجية في مصر بأنها «التطور الأكبر الذي حدث هنا في العقود الأخيرة» وأنه ثمة أهمية لإيجاد أي طريقة للحفاظ على اتفاقيات السلام مع مصر والأردن. وقدر المسؤول الإسرائيلي أن ثمة ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الوضع السياسي في مصر وأن السيناريو الأفضل بالنسبة لإسرائيل هو الانتقال التدريجي للسلطة الذي تدعمه الإدارة الأميركية الآن. وقال المسؤول: إن السيناريو الثاني سيكون «مثل تركيا اليوم» في إشارة إلى التوتر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا بسبب سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين.على حين السيناريو الثالث هو أن يصعد إلى الحكم «نظام إسلامي مثل إيران ويهدد الاستقرار في المنطقة كلها وقد يشكل خطراً على استمرار وجود السلطة الفلسطينية».وفي هذه الأثناء دعت الإدارة الأميركية وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى «زيارة طارئة» إلى واشنطن للتباحث في التطورات في مصر.وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس: إن المحادثات التي سيجريها باراك مع المسؤولين الأميركيين ستتمحور حول انعكاسات الأحداث في مصر على أمن إسرائيل واستقرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.وقالت مصادر في مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي إن باراك لم يقرر نهائياً ما إذا كان سيزور الولاياتالمتحدة وإن قراراً كهذا قد يتخذ غداً أو بعد غد.يشار إلى أن باراك كان قد ألغى الأسبوع الماضي زيارة مقررة إلى لندن بسبب التطورات في مصر.وكثير من المسؤولين السياسيين والإسرائيليين وبينهم باراك الذين يزورون بريطانيا يواجهون تهديدات قضائية تتمثل باستصدار منظمات حقوقية مذكرات اعتقال من محاكم بريطانية على خلفية اتهام المسؤولين الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين. كما تشهد إسرائيل مؤتمراً أمنياً يستمر لمدة أربعة أيام حيث تمثل التغيرات القوية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط في الفترة الراهنة الموضوع الرئيسي لهذا المؤتمر.وأعلن متحدث باسم المؤتمر الذي بدأت فعالياته أمس الأحد في منطقة هرتسليا القريبة من تل أبيب عن تغيير برنامج الاجتماعات في المؤتمر بسبب الاضطرابات التي حدثت مؤخراً في عدد من الدول العربية ولاسيما في تونس ومصر. ويشارك في المؤتمر العديد من الشخصيات الدولية منها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اندرس فوج راسموسين ووزير الدفاع البريطاني وليام فوكس.