دأبنا خلال السنوات الماضية على نشر سلسلة مواضيع تحت عنوان ( وثائق تبوح بالأمية ) ، أردنا من خلالها بعث رسائل مكثفة المعنى إلى من يتحمل المسؤولية الكبرى في ما يصاغ شكلا ومضمونا من وثائق إعلانية توقع باسم الجماعة ، عسى أن يرتقي مستوى الخط والكتابة للوثائق تلك حتى تحفظ للمعنى صورته ، وتثبت للتواصل غايته . لكن وثيقة اليوم التي نعرضها مرفقة للموضوع ، تكشف أن لا شيء من ذلك تحقق مع استمرار مسلسل الجلد اللغوي الذي يلهب حرارة الألم في نفس كل جراري وعربي ، تحسرا على بعض ما يكتب وينشر ، وبعناوين غليظة وبارزة أحيانا تصرخ بالرداءة كما في المثال ( دراسة مشكل منع مندوبية التعاون الوطني لتيزنيت من المنحة السنوية لداري الطالب والطالبة ). أخطاء بالجملة والتقسيط ، ركاكات بحجم الهضاب لا تخطئها أعين القارئ خلف الضباب ، ومسندات لغوية تضبطها و تنظمها فوضى التعبير … تجعل ما يكتب أحيانا أشبه ( بعرام الدشيش ) كما يفهمه الجراريون . فمتى يدرك هؤلاء أن التعبير وجه للتفكير ، وأن التفكير وجه للثقافة ، والثقافة وجه للوجود المجتمعي ؟ وكوجه للعلاقة الناظمة للتعبير والتفكير سنطرح التساؤل التالي : ما مبرر عرض نقطة للدراسة لم تعد تطرح مشكلا بعد أن (…تم عقد اجتماع مع مندوب التعاون الوطني المعني نتج عنه تسوية الوضعية موضوع الشكاية ) ؟ ألا يفكر من يعبر كما يدبر؟ عن بوابة اولاد جرار المسقلة