لطالما وقعت في مناسبات متكررة عينا القارئ للإعلانات والوثائق الجماعية للركادة على أخطاء لغوية وتعبيرية فاضحة ينخدش لها الذوق اللغوي السليم ، وأخرى قانونية ثقيلة تحمل من الإثارة والجدل ما يجعلنا نقول على لساننا الجراري ( إلى كثار لويل إضحك ). ويكاد يخنقك الخذلان حينما تجد تلك الوثائق وقد أخرجت في صياغات خطية رقمية غثة تنم عن تخلف كبير لدى كتابها أو بالأحرى كاتبها في تحريك فأرة الحاسوب واستعمال لوحة حروفه وأرقامه. لم يكن هذا ليحدث مرة أو مرتين حتى نعتبر الأمر عاديا كعادة الخطإ في الإنسان ، أما وقد صار عنوانا عريضا متداولا لما تخطه أقلام الأنامل الرسمية في دار الجماعة القروية الركادة ، ووجها مكشوفا من وجوه الرداءة والاستهتار بالمسؤولية في أدائها المكتبي ، فقد بات ضروريا إثارة المشكل من الزاوية الإعلامية حتى يعلم الذين يهمهم الأمر أننا لا نتحامل عليهم لمجرد سهو أو زلة أو نسيان ، ولكن لأنهم يستهزؤون بملاحظات الآخرين عليهم، فلا يبذلون أدنى جهد يحفظ الهيبة لأنفسهم ، والمكانة لمكاتبهم الجماعية التي تنتج مكيفاتها الهوائية الفواتير الكهربائية الطويلة ، والمؤونات المكتبية الثقيلة التي تلتهم دراهم المال لعام . الأمثلة جاهزة لمن أرادها عن ذلك . وأول ما نسوقه منها ، وهو بالمناسبة آخر (فيرسيون ) من الوثائق التي تحمل بالمضمون عبارة ( صنع في دار الجماعة الركادة ) ، إعلان موقع ومختوم من طرف رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وأعوان الجماعة المحلية ،علق مؤخرا على مسطحات النشر بعدد من الأماكن ضمنها سبورة النشر بمقر قيادة أولادجرار . المثير في هذا الإعلان ليس في ما احتشد به من أخطاء إملائية وركاكات تعبيرية لا مجال لهدر المداد فيها ، أو في طريقة إخراجه الرقمية البئيسة ، وإنما في الترويسة التي حملها الإعلان متضمنة العبارات التالية : ( المملكة المغربية / وزارة الداخلية / …)على الطريقة التي تمضي بها مراسلات ووثائق الجماعة المحلية .فكيف إذن يحصل ذلك في وثيقة إعلان لجمعية أرادت أن تخلق لنفسها حالة استثناء ضمن قائمة التشريعات المنظمة لعمل الجمعيات ،والقوانين المؤطرة للحريات العامة . وكيف تختلط الأمور على كاتبها بهذا الشكل وبهذا الحجم فلا تجد من أهل الدار من يستر (ما ستر الله ) . الجواب سهل لمن عرف الدار والجار ، وكيفما كان الحال والأحوال ، فالخطأ إذا كان مقصودا تحت غاية من الغايات علمناها أو لم نعلمها فقد تكشفت نيته و توضحت أسراره ، وإذا كان ممن يصنفه الفقهاء في ( باب من لاحرج عليهم ) فالإمساك والصوم عن الكتابة لذلك الكاتب أهون عليه من إثم الكتابة عندما يقرر الكتابة العلنية بلا نية . ….يتبع عبد الحميد بكون – أولاد جرار