احتضنت قاعة قاعة العروض الشيخ ماء العينين بمدينة تيزنيت ، مساء يوم أمس الجمعة 16 يونيو 2017 ، لقاء علميا مع المفكر والأديب الجامعي الأستاذ حسن أوريد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ومؤرخ المملكة سابقا ، بدعوة من مركز أتيك للأبحاث والدراسات والتكوين، في إطار "الحلقة الثانية′′ للأيام الثقافية الرمضانية للمقهى الأدبي لفضاء أسرير ، تمحور موضوعه حول موضوع "الدين والسياسة" . واستهل المفكر والأكاديمي المغربي عرضه هذا، بجرد وبشكل مركز لأهم المحطات التاريخية التي عرفتها فترة النهضة الأوروبية ثم فترة فلسفة الأنوار و تطرق لمجمل الإرهاصات المتعلقة بالإصلاح الدين أنذاك ، ثم عرج بعد ذلك للإستشها ببعض التجارب في دمج مفهوم " الدين و السياسة" من خلال ثلاثة دول و هي روسيا و اليابان و التجربة الإسلامية من خلال مصر حيث وقف عندها بشكل مفصل . مؤرخ المملكة السابق، وفي قاعة عجت بالحضور، حاول رصد ظاهرة الإسلام السياسي مع جهد كبير في الحياد وهو ما عكسته العديد من العبارات التي اعتبرها محايدة، مشيرا أنه قدم تصورا للتعامل مع الدين بين من ينطلق من التقاليد ويسترجعا، ومن يوظفها ومن يريد تحديث الإسلام ومن يريد أسلمة الحداثة ومن يتعامل مع النصوص بشكل جامد. وفي سياق متصل، أشار أوريد إلى أن بعد النكسة في مصر عام 1967 أفرز الوضع اتجاهين، اتجاه يدعوا للعودة إلى الدين و الذي أفضى ما يسمى ب " الإسلام السياسي " و اتجاه آخر رفض الدين كشكل من أشكال الممارسة و التحديث مع اليسار . وقال المحاضر في هذا الصدد بأن الحركات الإسلامية عامة تأثرت بشكل كبير بفكر سيد قطب ، الذي تأسّس على تصوّرٍ لإسلام حركي يرفض أن يبقى الإسلام ديناً فقط ، بل يجب أن يكون ديناً ودنيا، وبالتالي فالإسلام معنيّ بالصراع السياسي و"التدافع" نحو قيادة الأمة من خلال رفع شعار "الإسلام هو الحل"، و اعطى نموذج لحزب مغربي و هو جزب العدالة و التنمية ووقف على مااعتبره بعض المنزلقات خلط الدين بالسياسة . واعتبر الكاتب والمؤرخ السابق للمملكة حسن أوريد، أن توظيف الدين في السياسة يؤدي دائما إلى مأزق، مشددا على أنه ينبغي فصل السياسي عن الديني حتى يتم تجاوز المشكلات التي يمكن أن يخلقها هذا الخلط. وقبل أن يختم مداخلته، أثار المتحدث قضية الثقافة و الحضارة وتحدث على أنهما يبنيان من خلال مفكريين متنورين لا يهتمون ب "القشور" و أعطى مثالا لثلاثة نماذج وهم محمد إقبال و علال الفاسي و محمد الطالبي. هذا و تجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت نقاشا علميا عميقا عكس مدى الإهتمام الذي أولاه الحضور للمحاضرة والتفاعل مع أفكارها المطروحة.