شدد الكاتب والمؤرخ المغربي، حسن أوريد على ضرورة التفريق ما بين الإسلام كدين والإسلاموية التي تعكس تدخلا بينا للسياسي في الديني. وأوضح حسن أوريد على هامش تقديم كتابه الجديد "الإسلاموية في الطريق المسدود - حالة المغرب"، ضمن فعاليات الدور 22 للمعرض الدولي للكتاب والنشر أن الدين يجب أن ينسحب من السياسة مبرزا خروج الدين من دائرة الشأن العام. وقال الكاتب والمؤرخ المغربي أن كل من جانبه سواء الدولة او الجماعات الدينية الاسلامية في المغرب على اختلاف انتماءاتها ومشاربها استغلوا الدين واستعملوه من أجل اعادة ترتيب الحقل الديني في البلاد. وأشار حسن أوريد أن الدولة بذلت جهودا كبيرة على امتداد عقودمن الزمن من أجل إعادة تدبير الحقل الديني وهيكلته في أكثر من مناسبة اتسمت بتحولات عميقة مست هذا الحقل سواء داخليا او دوليا. ذات الشأن، تطرق الكاتب والمؤرخ المغربي، الى قامت به الجماعات الاسلامية بالمغرب سعيا منها الى تدبير الحقل الديني على طريقتها من قبيل جماعة العدل والاحسان التي سعت الى أسلمة العصرنة. وقال إن جماعة العدل والاحسان لا تريد تحديث الإسلام، بل تسعى إلى أسلمة الحداثة قبل أن يخلص إلى أن عددا من المؤشرات الراهنة تذهب على أن الدين انسحب من السياسة لدى الإسلاميين. وأكمل أوريد بأن الطريف والمثير في مسار حزب العدالة والتنمية، أن خطابه السياسي تغير عقب الانتخابات المحلية والجماعية في شتنبر الماضي، حيث بات يعتبر نفسه حزبا حداثيا، ويقدم نفسه على أنه يحمي الحداثة، بينما كان فيما قبل يعتبر نفسه معاديا لما هو حداثي». ولاحظ حسن أوريد أن الحزب الإسلامي، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الذي كان أيام المعارضة يعتبر نفسه حزبا إسلاميا، غير من تعامله بخصوص عدد من القضايا الخلافية، وكذلك من خطابه ما بين زمن المعارضة وزمن الامساك بزمام السلطة وترأس الحكومة. وقدم الكاتب والمؤرخ المغربي نموذجا عن الفرق بين الخطاب السياسي لحزب العدالة و التنمية في وقت المعارضة، وبين واقع ممارسته لتدبير الشأن العمومي، وضرب حسن أوريد مثالا بقرار منع المشروبات الكحولية الذي لم تصدره الحكومة رغم ترأسها من طرف حزب العدالة والتنمية. واستعرض حسن أوريد، الذي اهتم بدراسة الاسلاموي منذ اكثر من عقدين من الزمن وعايش كل التحولات المعاصرة التي عرفتها الساحة العربي، أهم مضامين كتابه الجديد «الإسلاموية في الطريق المسدود - حالة المغرب»، الصادر عن دار المعارف الجديدة سنة 2015 ، سعيا منه الى تقريب الحضور من إشكالية «الاسلام كظاهرة» في المغرب وعلاقة «الفعل الاسلامي» سواء بالدولة أو الجماعات الاسلامية أو الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية. كما كان اللقاء، الذي تميز بنقاش واسع حول «الإسلام كظاهرة و»الفعل الاسلامي» و «ومسار الحداثة» في المغرب ساهمت فيه فعاليات ثقافية و متتبعون، كان اللقاء مناسبة إبرز فيها الكاتب والمؤرخ المغربي الفرق البين ما بين الاسلام والاسلاموية وأيضا الجهود التي قامت بها الاطراف المتداخلة في علاقتها بالشأن الديني من أجل الانخراط في مشروع تحديث المغرب. وقال حسن اوريد إن تحديث المغرب نجح بفضل مبادرة المقيم العام الفرنسي ليوطي الذي استطاع ان ينفذ جزءا من التجربة الايجابية لنابليون في مصر من قبيل احترام المؤسسات والقاعدة وأن يتفادى كل الأخطاء التي وقعت فيها فرنسا لحظة استعمارها الجزائر، واستمر مسلسل التحديث وعصرنة المجتمع مع ملك ذكي مثل طينة الراحل جلالة الملك الحسن الثاني. وأشار الكاتب والمؤرخ المغربي الى ان مسلسل التحديث في المغرب مستمر ومؤكدا انه مشروع اليوم له كل مقومات النجاح و السير بالمغرب نحو عصرنة لا تعني فقط التوفر على أحدث التكنولوجيا والمهارات الصناعية بل حداثة تعني عصرنة الذهنية ونمط التفكير يقبل الاختلاف والتعدد وتميز بالتسامح والقبول بالآخر. هذا واجمع الحاضرون المشاركون في مناقشة مضامين كتاب الكاتب والمؤرخ المغربي حسن أوريد «الإسلاموية في الطريق المسدود - حالة المغرب»، على ان ما يجب أن يجمع المغاربة ويسير بهم نحو الحداثة هو التوع والتعديية و شددوا في معرض نقاشهم في نهاية هذا االلقاء، الذي جدد فيه حسن أوريد أنه أكاديمي يقارب الظاهرة الاسلاموية بالمغرب بأدوات علمية وأنه ليس اداة للدولو والنظام لمهاجمة الاسلامويين و الاسلاموية في المغرب، شددوا على ضرورة اخراج الدين من دائرة أن من السياسة والشأن العام.