نزل عشرات الالاف من المصريين الثلاثاء الى الشوارع في القاهرة والعديد من المحافظات مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ قرابة ثلاثين عاما وفرقت الشرطة بعد منتصف الليل اكثر من 10 الاف شخص كانوا لايزالون معتصمين في ميدان التحرير بقلب القاهرة. و تعد هذه التظاهرات الاكبر التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في كانون الثاني/يناير 1977... وتوفي ثلاثة اشخاص، متظاهران في السويس (شمال شرق القاهرة) وشرطي في القاهرة، متأثرين بجروح اصيبوا بها خلال اشتباكات تخللت التظاهرات التي الهمتها الثورة التونسية. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان "الحكومة المصرية لديها فرصة هامة لان تكون حساسة تجاه تطلعات الشعب المصري وان تقوم باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها ان تحسن حياة الشعب وان تساعد على ازدهار مصر". وفي القاهرة خرج اكثر من 15 الف شخص، وفق تقديرات الشرطة، الى الشوارع حاملين الاعلام المصرية ومطلقين شعارات تستلهم النموذج التونسي وتطالب برحيل الرئيس حسني مبارك (82 عاما) وتؤكد ان مصر ليست اقل من تونس. وامتدت التظاهرات الى محافظات عديدة من الاسكندرية في اقصى الشمال الى اسوان في اقصى الجنوب. وقالت مصادر امنية ان سبعين شخصا على الاقل اعتقلوا خلال التظاهرات. ومن بين المعتقلين وكيل مؤسسي حزب الكرامة (الناصري) امين اسكندر، كما علم لدى اسرته. ورفع المحتجون شعارات سبق ان استخدمتها الانتفاضة التونسية مثل "خبز، حرية، كرامة انسانية" او "بالروح بالدم نفديك يا وطن"، و"ارحل ارحل" في اشارة الى الرئيس حسني مبارك (82 عاما) او "يا زين العابدين الدور على مين". كما هتفوا كذلك "تونس هي الحل" و"يسقط يسقط حسني مبارك" و"يا مبارك، يا مبارك الطيارة في انتظارك" في اشارة الى هرب الرئيس التونسي زين العابدين بن على تحت ضغط الانتفاضة التونسية في الرابع عشر من الشهر الجاري. وفي العاصمة المصرية، بدات التظاهرات امام دار القضاء العالي (المحكمة العليا) قبل ان تمتد الى احياء عدة مثل المهندسين (غرب) وشبرا (وسط) والمطرية (شمال شرق) ومناطق اخرى. وكان الشبان والشابات يمثلون العدد الاكبر من المشاركين في هذه التظاهرات التي نظمت تلبية لدعوة اطلقتها على فيس بوك حركات احتجاجية شبابية من بينها خصوصا حركة 6 ابريل. ومنذ الصباح الباكر، اغلقت قوات الامن تماما الشارع الذي يقع فيه مقر وزارة الداخلية والشوارع المحيطة به كما انتشرت قوات الامن عند التقاطعات الرئيسية في القاهرة. وفي الاسكندرية شارك 10 الاف شخص على الاقل في مجموعة من التظاهرات كانت اكبرها في ميدان محطة الرمل بقلب المدينة الواقعة على البحر المتوسط. وشهدت محافظات اسيوط وقنا واسوان في صعيد مصر تظاهرات. وفي دلتا النيل جرت احتجاجات في محافظات كفر الشيخ والمحلة والمنصورة، كما نظمت تظاهرات في الاسماعيلية (على قناة السويس) وفي شمال سيناء. وناشدت وزارة الداخلية المصرية مساء الثلاثاء المتظاهرين انهاء تجمعاتهم حفاظا على "الامن العام" واتهمت جماعة الاخوان المسلمين بانها "دفعت في حوالي الساعة الثالثة عصرا باعداد كبيرة من عناصرها خاصة في ميدان التحرير حيث بلغ عدد المتجمهرين عشرة الاف شخص". وقالت ان "بعض هؤلاء المتجمهرين القوا الحجارة على قوات الشرطة واندفعوا يقومون باعمال شغب واحدثوا تلفيات بمنشات عامة ما ادى الى اصابة عدد من افراد الشرطة نتيجة قذف الحجارة". وتعاني مصر من مشكلات اقتصادية واستياء شعبي ما يجعل هناك العديد من اوجه الشبه بينها وبين تونس تحت زين العابدين بن علي الذي فر الى السعودية بعد 23 عاما امضاها في السلطة. وتتردد على نطاق واسع تكهنات حول رغبه نجله جمال مبارك (47 عاما) في ان يحل محله ولكن المعارضة المصرية ترفض بشدة ما تسميه "خطة توريث الحكم". ورفض المسؤولون المصريون خلال الايام الاخيرة المقارنة بين مصر وتونس واستبعدوا انتقال العدوى التونسية غير انهم المحوا الى انه لن يتم المساس بدعم السلع الاساسية تجنبا لاثارة غضب المواطنين. ا ف ب