سحب حزب الاستقلال دعمه لحكومة الرئيس المكلف سعد الدين العثماني، معتبرا أن حزب رئيس الحكومة (العدالة والتنمية) قد ضمن أغلبية مريحة داخل مجلس النواب ولم يعد يحتاج إلى أصوات نواب حزب الاستقلال. وقالت صحيفة "العلم" لسان حزب الاستقلال في افتتاحيتها: "الواضح اليوم أن حزب العدالة والتنمية لم يعد بحاجة مطلقة إلى مساندة حزب الاستقلال للحكومة المرتقب تشكيلها بعد أيام قليلة إن لم يكن بعد ساعات". وأضاف عبد الله البقالي القيادي في حزب الاستقلال وكاتب الافتتاحية قائلا إن "أصوات النواب الاستقلاليين ليست دروعا احتياطية، وليست عجلات يلتجأ إليها في حالات الضرورة، ولا هي أصوات إضافية يحافظ عليها في الخزان إلى وقت الحاجة". وتابع المتحدث: "حزب (العدالة والتنمية) بما له من إمكانيات فكرية هائلة وقوة إقناع كبيرة تمكن من ضمان أغلبية نيابية يصل تعدادها إلى 240 من النواب البرلمانيين، وبالتالي فإن الحكومة التي سيترأسها سعد الدين العثماني محصنة في أغلبية مريحة جدا على الأقل من الناحية العددية وليس من الناحية النفسية". وزاد قائلا: "قد يكون حزب الاستقلال من جهته لم يعد ملزما بهذه المساندة لأنه حينما قرر مجلسه الوطني مساندة الحكومة التي سعى عبد الإله بن كيران إلى تشكيلها كان المرجع في القرار حماية الشرعية الانتخابية، وصيانة الإرادة الشعبية التي جسدتها نتائج صناديق الاقتراع ليوم السابع من أكتوبر الماضي". وشدد على أن "قرار المساندة السابق يتعلق بموقف سياسي اتخذ في سياق سياسي معين، وقد يصبح غير ذي جدوى بزوال الأسباب التي مكنته من أن يصبح سائدا في لحظة من اللحظات، ولعل رسالة عدم التجاوب مع دعوة رئيس الحكومة الجديدة كانت واضحة ولا تحتاج إلى جهد لقراءتها". وسجل أن "رئيس الحكومة والحزب الذي ينتمي إليه اختارا عن طواعية التنكر للأسباب التي جعلت مواقفه محل تقدير كبير من طرف الاستقلاليين والاستقلاليات، وهي نفس الأسباب التي أقنعت قيادة حزب الاستقلال بالتصرف بالصيغة المعلومة في التوقيت المناسب". واعتبر أن "تنكر قيادة العدالة والتنمية لما تنكرت إليه قد يدفع بعض الاستقلاليين إلى الندم على عدم انتهاز الفرصة التاريخية التي أتيحت لهم ولغيرهم ومكنت غيرهم اليوم من مراكمة المكاسب، لكن مع ذلك فإنها تظل القناعة راسخة في أن المصلحة العامة للوطن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقاس بلغة المكاسب والمغانم". وزاد أن "الذي استسلم في البداية يصعب أن يصدق الرأي العام أنه لن يواصل الاستسلام، مادام ينظر إلى السياسي العام، من الزاوية الخاصة به بما يحفظ له حظوظا كاملة للاستمرار في الموقع، والأكيد أن حجم الكعكة لن يكون كافيا لتلبية شهية الفرقاء الستة وأن هذه الشهية ستمتد لتشمل قطع الكعكة وأجزاءها، وهذه حكاية أخرى من حكايات هذا المسلسل الممل". وكان حزب الاستقلال، الحزب الثالث في انتخابات 7 أكتوبر، قد أعلن في دورة استثنائية لمجلسه الوطني (برلمان الحزب) في دجمبر أنه قرر دعم حكومة عبد الإله بن كيران لمّا وضع القصر الملكي الفيتو على مشاركته فيها بعد تصريحات أمينه العام حميد شباط حول موريتانيا.