السيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود رجل شجاع ،قال كلمته التاريخية "الحكم الذاتي هو الحل الأمثل للخروج من هذه الأزمة المفتعلة من طرف حكام الجزائر". قال هذا ومضى قدما نحو تحقيق الهدف غير آبه بما ينتظره من مخاطر، وهو المسؤول السامي بأمن المخيمات، أي يدرك تمام الإدراك ماذا يمكن للساديين بحمادة تندوف أن يفعلوه به وبأسرته وعشيرته.غادر الزويرات نحو مخيمات الذل والعار،وأثبتت كل التصريحات التي أدلى بها للمنابر الإعلامية أنه لن يتراجع عن موقفه. ففي تصريح له لشبكة طنجة الإخبارية "لا إمبارثيال" الاسبانية : قال أن هناك تعتيما تاما في مخيمات تندوف بشأن الاقتراح المغربي لمنح الحكم الذاتي للصحراء، مؤكدا أن "الصحراويين في هذه المخيمات لا يعرفون شيئا عن المخطط المغربي وأنه الآن أصبح من حقهم معرفة ذلك". وتابع كلامه مع الصحيفة الاسبانية، أنه يحق أيضا للصحراويين اليوم التعبير عن موقفهم بكل سيادة وبحرية مطلقة بعيدا عن الوصاية التي يفرضها عليهم قادة (البوليساريو).وعبر في هذا الصدد عن أمله في أن يكون الصحراويون في مخيمات تندوف "على علم بما يجري ويتمكنوا بالتالي من اختيار مصيرهم بكل حرية، مبرزا أن أسر الصحراويين هي التي تعاني في تندوف وليس قادة (البوليساريو) الذين يعيشون في الرفاهية. وفي تصريح هاتفي آخر للقناة التلفزية "المهاجر.كوم" التي يوجد مقرها بواشنطن قال فيه " سأمضي في طريفي لأنه الصواب ،وأنا هنا أعول على مساندة المنتظم الدولي وعلى المحبين لإرساء العدالة في مساندتي ضد هذه التهديدات والتنديد بالإستغلال والإنتهاكات التي تفرضها ميلشيا 'البوليساريو' على سكان مخيمات تندوف"، وأكد عزمه الراسخ ورفضه"الإستسلام لغطرسة وديكتاتورية الشرذمة الحاكمة في البوليساريو"، وعبر ولد سيدي مولود عن رغبته في أن يجعل من معركته رمزا لمقاومة الفكر الوحيد ومظاهر الإستغلال في المخيمات، مشددا على أنه يعتزم الدفاع عن المخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره "الحل الوحيد الكفيل بتحرير السكان المحتجزين"..وتابع كلامه بأنه صار من حق السكان المحتجزين في المخيمات أن ينعموا بحياة خاصة بهم، والإنعتاق مما يمليه عليهم قادة الإنفصاليين يضاف إلى هذا تصريحات اخرى للمنابر الإعلامية المغربية والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وكذلك المكالمات الهاتفية التي تمت بينه وبين القناة الجهوية بالعيون.. وفي ردود للأفعال االدولية فقد جاء الرد سريعا ،حيث أعرب مجلس قيادة حقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان بالولايات المتحدةالامريكية ، يوم الخميس المنصرم، عن قلقها الكبير إزاء سلامة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى "بشرطة البوليساريو"و الذي عبر مؤخرا وبشكل شجاع عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي.ففي بلاغ للمنظمة، لوكالة المغرب العربي للأنباء بواشنطن ، فإن مجلس قيادة حقوق الإنسان يتابع عن كثب الحالة الصحية لمصطفى سلمى وسلامته، وقد أعربت السيدة كاترين كامرون، عن قلقها حيال التهديدات التي تستهدف حياة هذا الرجل ، الصادرة عن قياديين في البوليساريو امثال عمر منصور وابراهيم غالي . وأبرزت المنظمة غير الحكومية الامريكية أن الوفاة "المشبوهة" للكاتب العام السابق " للجمهورية الصحرواية " المزعومة" ، محفوظ علي بيبا في ثاني يوليوز 2010 "تغذي هذه المخاوف بشأن ولد سيدي مولود"، مبرزة أن محفوظ علي بيبا كان بدوره قد أعرب قبل وفاته عن "نيته في دعم المخطط المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للصحراء والعودة الى المغرب". و السيدة كاترين سبق وأن زارت المخيمات ووقفت بعين المكان ، واستمعت إلى شهادات حول التعذيب والأعمال التعسفية التي يرتكبها البوليساريو،تجاه كل من يرغب في العودة للمغرب، وعاينت الجروح الناتجة عن هذه الأفعال .فهي تدرك تمام الإدراك الخطر الذي يحذق بالمناضل مصطفى سلمى. وفي رد فعل آخر ،وجه المركز الأورومتوسطي للتعاون والدبلوماسية المواطنة، الذي يوجد مقره ببروكسيل، أمس الأربعاء ، نداء "عاجلا" إلى الجمعيات البلجيكية والأوروبية من أجل ضمان حماية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود حين عودته إلى مخيمات تندوف بالجزائر نظرا لكون حياته باتت "اليوم مهددة ". وحذر المركز الأوروبي، في رسالة وجهها إلى النواب الفدراليين البلجيكيين، وإلى الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي وكذا إلى أعضاء اللجنة والبرلمان الأوروبيين، منبها أن "حياة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لشرطة البوليساريو" ، مهددة اليوم جراء التصريحات التي أدلى بها خلال لقاء صحفي بالسمارة، مسقط رأسه، يوم تاسع غشت2010. ومن جهتها وجهت الجمعية الاسبانية الصحراوية (حوار)، الأربعاء الماضي، نداء إلى منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والهيئات الرسمية في إسبانيا من أجل إجبار البوليساريو والجزائر على احترام حق مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام "لشرطة البوليساريو" في العودة دون شروط أو تهديدات" إلى مخيمات تندوف (جنوبالجزائر,وأشارت الجمعية التي يوجد مقرها في إشبيلية (جنوبإسبانيا) إلى أن منع البوليساريو عودة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي أعلن عن دعمه لمخطط الحكم الذاتي التي تقدم به المغرب باعتباره السبيل الوحيد والجدي لإنهاء النزاع حول الصحراء ، وهذا العمل يعد شكلا من أشكال الإرهاب النفسي.وأدانت الجمعية، بقوة رد الفعل السلبي لبعض وسائل الإعلام ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والأحزاب السياسية الإسبانية تجاه حالة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود وهو الأمر الذي لم تفعله عندما تعلق الأمر ب:الكركوزة المحركة من الاستخبارات الجزائرية أميناتو حيدر". وتستمر في كل يوم ردود افعال جديدة هنا وهناك، ليضيق الحبل حول حكام الجزائر وصنيعتها البوليزاريو.