حذر المغرب من تعرض مسؤول سابق بجبهة البوليزاريو الى الاذى بعد اعلان دعمه لمقاربة المغرب لنزاع الصحراء المغربية وتسويته. وأهاب المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (رسمي) بجميع المؤسسات في العالم، بما فيها اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الجزائرية، وكل المؤسسات والجمعيات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، بذل ما في وسعها لضمان عودة مصطفى سلمة سيدي مولود سالما إلى تندوف وتأمين حقه في الدفاع عن آرائه بكل حرية. وفي بلاغ ارسل ل'القدس العربي' قال المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان انه تلقى رسالة من مصطفى سلمة سيدي مولود يعبر فيها عن اعتقاده بأنه ليس 'بمنأى عن رد فعل ممكن أن يصدر عن قيادة جبهة البوليزاريو حينما يعود إلى أسرته بمخيمات تندوف'، وشدّد على ضرورة أن تأخذ هذه المؤسسات بكل جدية احتمال تعرض المعني بالأمر لأي رد فعل من طرف قيادة البوليزاريو ومَنْ وراءها، 'خاصة وأن حالة حقوق الإنسان متدهورة في المخيمات، بل إن وضعية هذه الأخيرة غير قانونية من وجهة نظر القانون الإنساني الدولي'. وأعلن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود المفتش العام لشرطة جبهة البوليزاريو في التاسع من الشهر الجاري في ندوة صحافية بعد زيارة طويلة للمغرب دامت حوالي ثلاثة شهور بمدينة السمارة مساندة مشروع الحكم الذاتي كحل اقترحه المغرب لتسوية النزاع الصحراوي المندلع منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي. وقال انه سوف يقوم بالتبشير بموقفه وسط الصحراويين في مخيمات تندوف حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وقوات جبهة البوليزاريو. وترفض جبهة البوليزاريو مقترح الحكم الذاتي وتطالب بإجراء الاممالمتحدة استفتاء للصحراويين لتقرير مصيرهم في دولة مستقلة او الاندماج بالمغرب. وقال ولد سيدي مولود في ندوته الصحافية التي حضرتها 'القدس العربي' انه غادر وهو فتى مدينة السمارة مسقط رأسه الى مخيمات تندوف رفقة عائلته في 1979 بعد اشتباكات مسلحة بالمدينة بين القوات المغربية وقوات جبهة البوليزاريو سقط خلالها والده جريحا، وان سنوات النزاع السابقة وما عرفته من تشتت للعائلات الصحراوية تحفز للبحث عن حل تقترحه القبائل الصحراوية دون ضغوط اية جهة وان الحكم الذاتي هو الحل الممكن لصالح سكان المنطقة المتنازع عليها. وقال المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ان مصطفى سلمة سيدي مولود' الذي اعلن عن عودته لمخيمات تندوف في اليوم التالي لندوته الصحافية' لم يحدد بالضبط تاريخ عودته إلى تندوف، حيث زوجته وأبناؤه الأربعة وأخواه الإثنان. ويعتبر مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود اول منشق عن جبهة البوليزاريو يعلن تأييده للمقاربة المغربية لنزاع الصحراء يقرر بعد عودته للمغرب الرجوع الى مخيمات تندوف، مما يحيل على ناشطين صحراويين مؤيدين لجبهة البوليزاريو يقومون منذ اكتوبر الماضي بزيارات لمخيمات تندوف ويلتقون علنا قادة جبهة البوليزاريو ويعودون للمغرب. ونقلت صحف مغربية عن مسؤول بما يعرف بخط الشهيد المعارض داخل جبهة البوليزاريو ان قرار مصطفى ولد سيدي مولود العودة إلى مخيمات تندوف 'لفتح حوار حول الحكم الذاتي بين الصحراويين وعلى رأسهم عائلته من قبيلة لبيهات، سيجعل قيادة البوليزاريو في موقف تحد رهيب، وفي ورطة ليس من السهل الخروج منها.' ويرى نفس المصدر انه 'إذا اعتقلت قيادة البوليزاريو ولد سيدي مولود أو أعطت أوامر للجزائريين باعتقاله، فستجد نفسها في وضعية لا تحسد عليها من حيث الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، واذا ما دخل إلى مخيمات تندوف ولم يعتقل فسيفتح حوارا بالمخيمات حول الحكم الذاتي وسط شعبيته الكبيرة ومعارفه الكثيرين وعائلته التي تعد من أكبر العائلات الصحراوية بالمخيمات'.