أن نرى بائعات هوى من مختلف الاوساط العمرية(20 سنة) وما فوق فهذا بات امر عاديا لدى الكل ، أما ان نرى قاصرات تقطفهن الاوضاع الاجتماعية المزرية من شجرة العائلة بدون اي نضج عقلي فهذا ما يدعوا للدهشة والاسف،فالطفلة التي من المفروض أن تحتضن كتبها في احد الصفوف الدراسية تضضطر اليوم الى احتضان رجل في سن ابيها سعيا وراء دراهم معدودة للعودة الى وسيطة تستخدمها بمحفظة نقود علها تحصل على اكل يسد رمق ما بقي سالما من اعضائها، ولطالما صادفنا حالات تدعوا للبكاء،زهيرة فتاة في 15 من ربيعها اتى بها ابوها من قساوة البادية الى مدينة الشماعية تحكي زهيرة بمرارة عن حالتها المادية فزهيرة التي اتت الى المدينة لتشتغل نادلة بأحد المقاهي عانت الامرين سواء في شغلها الذي كان لا يخلو من تحرشات الزبائن، أوخالتها التي كانت لا توافق على ماهيتها الاسبوعية حيث كان أجرها لا يتعدى 150 درهما،بنات خالتها اللواتي كن محترفات في تجارة الجسد لم يتركن زهيرة في حالها وسرعان ما بدان باغرئها بعالم لا تعرف فيه الطفلة شيئا ،تقول زهيرة : "في البداية عرفوني على شاب من منطلق أنه )كيبغيني وناوي المعقول(،ومن تم بدأت التقيه كان يحملني على دراجته النارية وبعد مدة اغتصبني وافتض بكارتي وتححق لبنات خالتي مرادهن بعدها اصبحت خالتي تقفل الباب في وجههي،" في احد الايام بعد أن اقفلت خالت زهيرة الباب في وجهها قررت الاخيرة أن تذهب عند عمتها في حي هامشي ولسوء حضها اعترض سبيلها مجموعة من المجرمين ولولا تدخلي شخصيا لكانت الفتاة لفظت انفاسها. وبعد ذلك استسلمت زهيرة لاطماع خالتها الوسيطة وبناتها واصبحن يضربن لها العديد من المواعيد، تبيث الليل في بيوت لا تعرف عنها شيئا ذات مرة ضبطت زهيرة من طرف رجال الدرك اوسعوها ضربا وافلتت من قبضتهم بصعوبة زهيرة لم تعد تلك الفتاة البدوية كما كانت واكسبتها اقدم تجارة في التاريخ فلسفة جديدة في الحياة حيث اصبح بمقدورها التعايش داخل مجتمع تسيره الدئاب حسب تعبيرها. وعن ما ان كانت زهيرة تعرف الوزير الاول عباس الفاسي تقول زهيرة بسداجة وبراءة "شكون هذا ياك ما شي واحد لاباس عليه." واليوم بعد ان اصبحت زهيرة تكسب ضعف ما كانت تكسبه في المقهى ب7 اضعاف تغيرت معاملة اهلها لها خصوصا خالتها ، اما ابوها فقد انقطع عن زيارتها مند أن اتى بها الى المدينة وكانه لم ينجبها قط.