اعرفه منذ فترة وجيزة، يدعى عاطف، يقيم في احدى مخيمات العاصمة الاردنية-عمان، وهو مناضل فلسطيني منذ اعوام السبعينات، ناضل من اجل حق عودته الى ارضه ومسكنه وبلدته الواقعة في فلسطينالمحتلة في العام 1948م، والتي هجرتْ عنها اسرته قصرا، واستقر الأمر بها في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين، طلب مني عبر الماسنجر، ان اوضح له ما يجري بخصوص المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني، ودولة الاحتلال اسرائيل، حيث اقيم شخصيا في مدينة رام الله منذ اكثر من عشر سنوات، اراد ان يستشف الأمر مني كوني قريب جدا من الأحداث والسلطة الفلسطينية، وقادتها، فطلب مني معرفة موقفي الشخصي جيدا من المفاوضات المباشرة، وما يقال لدينا عنها بهذا الخصوص، وفيما اذا يمكنها ان تحقق لنا شيئا من حقوقنا الوطنية المسلوبة، خاصة موضوع عودة اللاجئين، وكذلك الموقف السياسي العام. قلت:ان ما يمكن تحقيقه على الأرض من مكاسب سياسية من خلال المفاوضات المباشرة، الذي يتحكم به، هو موازين القوى على الأرض، فموازين القوى كلها تميل لصالح اسرائيل، والموقف الفلسطيني ضعيف نسبيا، لأنه لا يملك البدائل، اذا فشلت المفاوضات، خاصة انه لا يلق الدعم الكافي، لا عربيا ولا دوليا، فالموقف العربي ضعيف وخانع ومستكين، ولا يرغب ان يستغل اي من اوراقه السياسية او الأقتصادية وخلافها، لصالح القضية الفلسطينية، ومعظمها اما مستكين، او جل تفكيره منصب على الخطر الأهم بالنسبة لهم كالدول الخليجية، كما يدعون، وهو الخطر المتوقع نحوهم، من الجارة الكبرى ايران، والتي يعتبرونها العدو الأخطر لهم، وبهذا ظهرُ الفلسطينيين عاري تماما، ولا احد يسند ظهرهم بشكل جدي وعملي، وقوته الوحيدة، هي بتمسكه بحقه الشرعي كشعب محتل، والتي تعترف به قرارات الأممالمتحدة ومواثيقها الدولية وهي القرارات 242 و181 و194،و 338 وبعض الدول التي ترتبط بمصالح آنية في المنطقة. قال:استيراتيجيا، لا اعتقد ان موازين القوى تميل لصالح دولة الاحتلال. قلت: يمكن ان اتفق معك في ذلك، ولكنها مختلة حقيقة، على المدي القصير والمتوسط. وتابعت وقلت له: هل سمعت بتصريحات الملك عبد الله الثاني ملك الأردن الأخيرة؟؟ قال: ماذا قال بتصريحاته، فمعذرة، لم اتابعه، رجاء قل لي ما قاله. قلت: يريد طرح مبادرة بتطبيع العلاقات بين 57 دولة عربية واسلامية مع اسرائيل، تطبيعا كاملا، مقابل وقف اسرائيل لعملية الاستيطان في الضفة الغربية فقط، والتنفيذ سيكون فوريا. قال: وهل هم غير مطبعون يعني؟؟؟؟ هههههههههههه قلت:على الأقل، مطبعون بالخفاء، وليس علنا. قال: موازين القوى ايضا لصالحنا على المدى القريب . قلت: ليس لدينا موازين قوى لصالحنا على المدى القريب ابدا، والانقسام الفلسطيني سيفا قاتلا مسلط علينا، والعرب لهم يد فيه ايضا. قال: يا عمي الغرب كله مهزوم في افغانستان والعراق ،فالناتو هزم بالعراق وافغانستان ولبنان وغزة. قلت: ولكن مع هذا، اسرائيل تجيرهمْ كلهم، كي يقفوا الى جانب مصلحتها في فلسطين، أي يقفوا معها ضد الفلسطينيين، فالضغط الآن على الفلسطينيين لقبول المفاوضات المباشرة، يأتي من العرب والأوروبيين والولاياتالمتحدةالامريكية، وهذا الضغط يتضمن تهديد من كافة النواحي، اذا رفض ابو مازن والسلطة الخضوع لهذه الضغوطات. قال:لا، فقط هناك ضغط منها، لكنهم يعلمون جيدا اين يقفون، واذا ما تم الصلح اليوم، فهو افضل من غدا. قلت:العرب في معظمهم ضد السلطة عمليا، ولا يدعمونها بجدية وقوة، الا بعد موافقة اسرائيل والولاياتالمتحدة. قال:كل هذا صحيح، ولكن نحن نذهب للمفاوضات، وبدون خلفية، ماذا سنفعل؟؟؟ قلت: المفاوضات ستكون حوار، مثل حوار الطرشان، او ستكون من جانب واحد، ولن تستمر المفاوضات بضعة ايام، اذا ما اصر نتنياهو على مواقفه المعروفة والمتشددة، والسلطة حقيقة، مكبلة بالمساعدات الدولية المشروطة. قال: يا عم مساعدات، شو يعني، بلا منها هالمساعدات، ولكن هل الفريق الفلسطيني المفاوض، مؤهل للتفاوض بصراحة؟؟؟؟ وهل المفاوضون الفلسطينيون، لديهم خرائط ومعرفة بالوثائق؟؟؟ قلت:المفاوض الفلسطيني يعرف ماذا يريد، ولكن الاسرائيلي لن يتركه يتكلم، واذا تكلم، لن يسمع له احد. وحقيقة الفريق التفاوضي لديه خبرة طويلة جدا، امتدتْ لأكثر من خمسة عشر عاما، ولكن فريق التفاوض، ليس لديه بدائل، ولا مرجعية له ايضا. قال: طبعا، لديه خبرة سيئة. قلت :لا، خبرة تعلمَها من اخطائه السابقة في المفاوضات الطويلة، والتي امتدت لأكثر من خمسة عشر عاما. قال: تذكرْ عندما ذهبوا الى المفاوضات بدون وثائق، فكيف كان موقفهم؟؟؟ مخزي بالطبع. قلت: معظم القضايا الفنية الآن، لدى السلطة، على ما اعتقد، موجودة، فلديهم طواقم فنية في كافة المجالات، ولديهم مستندات يستندون اليها فعلا، فيما اذا طلب منهم شيئا. قال: انهم يحتاجون لجبهة داعمة، فأين هي هذه الجبهة؟؟؟ قلت:عمليا لا احد يقف مع صف الفلسطينيين من العرب ومن غير العرب بشكل فاعل وجدي. قال: دع العرب. قلت:اذن من اين لك من ستستند عليه؟؟؟؟ اسرائيل مدعومة من الدول الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية، وقضيتك عربية اسلامية، والفلسطينيون وحدهم بخط المواجهة، من سيسندهم، وعلى من سيسندوا ظهورهم؟؟؟؟ قال:العرب مضطرون للوقوف معك، اذا مش حبا فيك، على الأقل حتى يتخلصوا من همك. قلت: حتى الموقف الفلسطيني ممزق، حتى فتح ممزقة ايضا، ومختلفة في داخلها، ومنظمة التحرير ساعة حاضرة، وساعة مغيبة، وباقي القوى والتنظيمات الفلسطينية وجودها غير مؤثر على الساحة، وهي غير مستقلة ماليا، وتعتمد في تمويلها على السلطة. قال:الموقف الفلسطيني هو الاهم. قلت: كلامك صحيح، ثبات الموقف الفلسطيني، واهم شيء وحدة موقفه هو الأساس. قال: هل قابلتَ احدا مهما من الفصائل، اي قيادات متنفذة وخلافه. قلت: قابلت الكثير منهم، وما الهدف من سؤالك؟؟؟ قال: كنت اود ان اعرف منك موقفهم بتجرد، من موضوع المفاوضات المباشرة؟؟؟ قلت:رأيهم واضح ومعلن على الملأ، هم بشكل عام، ضد المفاوضات المباشرة، الا اذا وافقت اسرائيل على مرجعية وجدول اعمال واضح ومحدد، ودولة فلسطينية، على حدود الرابع من حزيران، في العام 1967م مستقلة، بعاصمتها القدس الشريف. قال: وهذا ما جاء ببيان اللجنة الرباعية. قلت:اللجنة الرباعية بيانها ضعيف نسبيا، وغير واضح بما فيه الكفاية، وغير ملزم لاسرائيل، واسرائيل لم تقبل به، بل قبلت بالبيان الامريكي، والخالي من كل شيء، بس تصريحات نتنياهو الأخيرة خطيرة جدا، حتى قبل ان تبدأ المفاوضات، فهو يضع املاءاته على الوفد المفاوض. قال:هذا كما قلت لك، للاستهلاك الداخلي لديهم، الولاياتالمتحدة لا تلعب، وهي في خطر. قلت: اوباما لحسَ كل وعوده السابقة للفلسطينيين وللعرب، لأن حزبه الديموقراطي لديه انتخابات الكونجرس النصفية القادمة والقريبة جدا، واللوبي الصهيوني، لا يترك فرصة واحدة، الا ويستغلها كي يضغط على الادارة الأمريكية، وعلى الرئيس اوباما بالذات. قال:هل تقبل ان توصل رسالة منا من هنا اي من المخيمات الفلسطينية الموجودة بالاردن، للمسؤولين عندكم وبعض قادة القوى الوطنية ؟؟؟ قلت:ما مضمون هذه الرسالة وباسم من؟؟؟؟؟؟ الا اذا كانت تعبر عن وجهة نظر رسمية وموقعة من ناس معروفين. قال: رسالة دعم، نحن سندعمهم شعبيا وجماهيريا، كقوى فلسطينية تقيم في المخيمات . قلت:فتح هي الراس، وهي تتحرك بمزاجها ودون الرجوع لأحد. قال:نحن كلنا فتحاويون، واذا ارادت فتح خسارتنا فلتفعل، سنشكل جبهة لدعمهم، اذا لم يتخلوا عن مطالبنا وحقوق اللاجئين، وسنكون معهم بالرفض، لاستئناف المفاوضات المباشرة. قلت:بالعكس فتح تطلب دعما شعبيا، وبحاجة له، حتى تواجه نفوذ حماس، ولكن السلطة حساباتها تختلف عنا. قال: كلا، لدينا كلنا مصلحة مشتركة بالحل كشعب واحد، وستكون اقلامنا معها، وسنعود للعمل بوسط الشعب، لكسب تاييده. قلت: السلطة مكبلة عربيا ودوليا، وغير قادرة على الحركة المرنة كثيرا. قال: انا شخصيا اثق بابي مازن، لانه لم يكذب يوما، السلطة لديها شعبها وهذا اهم شيء. قلت: الرئيس ابو مازن يلعب على موازين القوى العربية والدولية، ويحاول كسب ما يمكنه كسبه بدبلوماسته الذكية، ودولة الرئيس سلام فياض وضع البنية التحتية واُسُسْ بناء الدولة الفلسطينية الموعودة، ويواصل بناء هذه الدولة عمليا. قال: هذا صحيح، ونحن لسنا ضده، بل ضد التفريط بحقوقنا كلاجئين، نحن من بدأ الثورة، ونحن كنا وقودها، نريد ان يكون لنا دورنا ايضا. قلت: ولكن هذا غير كاف بعد، موضوع اللاجئين والقدس بالذات، معقد جدا، واسرائيل متزمتة ومتمسكة بموقفها. قال: نحن لاجئون، لن نقبل بمخيم اخر، ودور حماس اذا استغل جيدا، سيكون في صالح المفاوضات. قلت: اذا تمت مصالحة بينهما وبالتنسيق بين الطرفين ممكن، اي فتح وحماس. المفروض ان يكون كلمة للاجئين، في كل مكان يتواجدون به، ويعلنوه بالصحف، وكل موقع اعلامي. قال: سنفعل، ولكن اين ومع من؟؟ نحن لسنا اصفارا وهم يعلمون ذلك. قلت:موقف اللاجئين، مع الأسف غير قوي ومغيبْ، ولا احد ينطق باسمهم بشكل محددْ، ومع الأسف ايضا موضوع اللاجئين خافتْ حاليا، ولا يذكر الآن مطلقا، مع انه هو اساس ولب القضية. قال: بس هم يعرفونه جيدا. قلت: يعرفون، أن لا بديل عن العودة والتعويض. قال: هذا الحد الاعلى، ولن نحصل عليه لنكن واقعيين. قلت: تعويض وحق عودة، هذا هو مطلبنا، ولكل حادث حديث، والعرب غير مقتنعين به. قال: العرب لهم مصالح ويدافعون عنها وهم مهددون في كياناتهم. قلت: العرب ومنهم خاصة دول الخليج، مهتمون بالعدوة ايران فقط، ومنهم من لا يسأل بك. قال:لا، هذا غير حقيقي، لديك الجماهير العربية، وهي الأهم من انظمة الحكم. قلت: قال لي شخص خليجي عبر حوار خاص معه، انتم تقولون لنا ان العدو الصهيوني يهدد مصالحكم، نحن خلال اكثر من 60 عاما، لم نسمع اي تهديد اسرائيلي لنا في الخليج، ولكن ايران كل يوم تهددنا، وقد استولتْ على بعض جزرنا. قال:الخليجي كلامه صحيح، وكلامك انت فعلا خاطيء. قلت:كلامه صحيح حقا، ولكنه غبي فعلا. قال: لا، هم واقعيون وليبراليون. قلت:هل ايران عدوة للعرب اكثر من عداوة اسرائيل لنا؟؟؟ قال:نعم قلت: اذن، أنا اختلف معك بطرحك هذا، واعتقد أن نار ايران، ولا جنة اسرائيل. قال:انت لا تعرف الأيرانيون جيدا، وكيف يخططون، وما هي نظرتهم لك. انظر ماذا فعلوا بك كفلسطيني، لقد شقوا صفك الفلسطيني الى نصفين، نصف في قطاع غزة والآخر في الضفة الغربية، وهم يلعبون ويتحكمون بك الآن. قلت:اسرائيل قاعدة للأمبريالية العالمية، وستزيل الفلسطينيين من الوجود، لأنهم العقبة الوحيدة امامهم، ان آجلا أو عاجلا، ومستقبلها ستسيطر على المنطقة العربية عسكريا واقتصاديا. قال: لن تستطع، فنحن الرقم الصعب في المنطقة وفي المعادلة. قلت: نحن نقول هذا بالكلام فقط، نحن شعب أعزل من السلاح، ماذا فعلت الأمبريالية والصهيونية بيوغسلافيا؟؟؟ لقد قسموها الى كوسوفو والبوسنة والهرسك وخلافه، هم يودون طردنا الى الضفة الشرقية من النهر. قال:موضوع الترانسفير، اي الترحيل انتهى زمنه. قلت: لا، ما زال قائما، واسرائيل تتحدثْ عنه باستمرار، ولكنها تنتظر الفرصة المؤاتية لها، فكم مرة، غضب منهم الملك عبد الله الثاني لتصريحاتهم السيئة هذه، بان الضفة الشرقية هي الوطن البديل للفلسطينيين. قال: لن يستطيعوا تنفيذه، فهذا وهم لديهم. قلت: مبدئيا، هم يخططون لنقل سكان ال 1948م الى الضفة الغربية مرحليا، ومن ثم نقل جميع الفلسطينيون الى الضفة الشرقية، كي يقيموا دولتهم هناك، والا ماذا تعني لهم مطالبتهم بدولة اسرائيلية يهودية، ويطلبون اعترافا فلسطينيا بها، كدولة يهودية نقية. قال:اعتقد ليس نقلهم بل ضمهم، وتحقيق نقلهم هذا غير ممكن، وممكن أن يحدث تبادل للاراضي، لكنهم لا يستطيعوا تنفيذه، قلت لك زمن الترانسفير انتهى، ذاك زمن، وهذا زمن آخر. قلت: نحن نأمل ذلك، ولكن المْ يرحلونا في العام 1948م؟؟؟؟ ولدينا الآن اكثر من حوالي 17 مخيم بالضفة الغربيةوغزة، غير المخيمات الموجودة في سوريا ولبنان والأردن، وألمْ يرحلوا في حرب يونيو في العام 1967م اكثر من 750 الف فلسطيني من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية؟؟؟؟ قال:طبعا في اختلاف بالظروف الآن، انت لو قطّعوك الآن، هل تقبلْ بأن ترحل؟؟؟؟ شعبنا تعلم الآن، ولم نتعلم كثيرا من دروس العام 1948م، الآن اي شخص يمكن ترحيله، ستقوم الدنيا عليهم بسببه. قلت: كلامك صحيح، لأن العالم بعد مذابح غزة، وعى قليلا، وعرف من هم اليهود الصهاينة، لكن الصهيونية العالمية، لديها مراكز للاعلام في كل دول العالم، وتحول الحقائق الى أكاذيب، ولكن العرب لا يفعلون شيئا لوقف تبجح اسرائيل. قال:لا تعول على العرب كثيرا في شيء، مصلحتهم في انهاء القضية، ليس هذا فقط، مصالحهم تضررتْ ايضا واليهود الصهاينة، اصبحوا مكشوفين، وهم يخسرون سمعتهم الان، ومصالح الدول اهم منهم. قلت: قالوا لفرعون : ليش تفرعنتْ؟؟؟ قال: ما لاقيتْ واحد يردني، وهذه هي اسرائيل. قال:نعم، ولكن اسرائيل اضرتْ بالغرب، الدولة الفلسطينية مصلحة امريكية ايضا، والعرب معها ومع اسرائيل ايضا، لأن الخطر، لم يصلهم بعد، وامريكا تخسر حروبها بسبب اسرائيل. قلت: ولكن ما طبيعة هذه الدولة، بدون منطقة الاغوار والقدس ومناطق سي؟؟؟؟؟ قال:هههههههههههه، هذا ما نود أن نسالك عنه؟؟؟؟ ما هو المطروح بالضبط؟؟؟؟ قلت:نحن قبلنا بدولة على حدود العام 1967م، غير منقوصة السيادة، وهم يرفضون رفضا قاطعا كل هذا، هم يطرحون دولة كانتونات بدون القدس والأغوار والمعابر معهم، ودولة خالية من السلاح، ويمنع عليها الأرتباط باي اتفاقات دولية الا بموافقتها هي، واجواؤنا مفتوحة لهم ايضا، كما كان وضع جنوب افريقيا سابقا، كانتونات معزولة للسود ومحاصرة. قال: لو كانوا يقدروا، لن يعطوك شيئا يذكر. قلت: طبعا، هنا ياتي دورك، هم يضيقوا الخناقْ عليك، كي ترحل. قال: رأيي أن قبولهم بالمفاوضات، يعني انهم وصلوا للنهاية. قلت:لماذا يقيم الآلاف من الفلسطينيين في عمان؟؟؟؟ لماذا لا يعود الفلسطينيون الى الضفة الغربية، خاصة من معهم لم شمل وهويات خضراء واموال للاستثمار؟؟؟ قال:واين سيذهبون؟؟ هل لو أنا عدتْ للضفة، ستقاسمني بارضك وببيتك؟؟؟؟ قلت:يجب ان يكون هناك توعية لعودتهم بسرعة، كي يستغلوا اراضيهم، ويستثمروا اموالهم، فالكثير منهم لديهم اراضي ومساكن واملاك. قال:نحن لاجئون من قبل العام 1967م، وتعرف وضعنا جيدا، واين هي اراضينا، واغلب اللاجئين وضعهم مثلي. قلت:هناك مع الأسف، بعضا من اهالي الضفة الغربية، لا يريدون احدا من اللاجئين او النازحين في الخارج بالعودة للضفة الغربية، حتى يستولوا على اراضيهم وممتلكاتهم. قال: كنا بمخيم، والان نحن بمخيم، ولن نعود لمخيم ثالث، نحن نود العودة لأملاكنا واراضينا التي شردنا منها في العام 1948م. قلت:انا ومعظم اخواني عدنا للضفة، وكان اهلنا لا يرغبون بعودتنا، والآن عدنا وحصلنا على اراضينا بالكامل. قال:انت لك شيئا في الضفة، موجود كي تعود اليه، ونحن لا شيء لنا بالضفة، نحن لنا اراضي وممتلكات في داخل دولة الاحتلال، اي اراضي 1948م. قلت: ولكن هناك الكثير من الفلسطينيين لهم املاك واراضي في الضفة الغربية، وهناك املاك في فلسطين ال 48 لحد الآن، لم يلمسها احد من اليهود، ومكتوب عليها املاك الغائبين. قال: لهذا لن نسمح بالتنازل عن حقنا من اجل عيون من لم يقدم مثلنا من تضحيات، وكل اللاجئين مثلي، نعم عند اليهود باراضي العام 1948م، جدي كان يملك 28 ألف دونم غير الأراضي الوعرة، فماذا سيعطونني الآن؟؟؟ قلت:انا معك قلبا وقالبا، لكن مع الأسف الشديد، اللاجئون غير ممثلين بالسلطة، كجسم له وجود ثابت ودائم، لذلك موضوعهم غير مثار الآن. وحقك يجب ان يكون محفوظا، حتى لو كان لك متر واحد، يجب ان تحصل عليه، وتعوض عن معاناتك الطويلة لعشرات السنين، بعيدا عن ارضك واهلك. قال: بالضبط، هذا ما نريده، ولكن دعنا من الاحلام. قلت: المانيا عوضت اسرائيل، لعشرات السنين عن شيء لم يكن موجودا، اسمه ضحايا المحرقة، لا تقل احلاما يا اخ عاطف، كلمتك هذه، تتمنى اسرائيل أن تسمعها من كل لاجيء فلسطيني كل يوم، حتى تحبطه بحق العودة، ويتخلى عن هذه الاسطوانة، التي تدوشها وتحرجها دائما. قال: هناك مخطط حل، نريد معرفته بكل شفافية، انا واقعي يا اخ احمد، مهما يكن، اللاجئون محبطون جدا، ويائسون، وهذا هو الواقع. قلت: انت يائس فعلا بالعودة الى فلسطين، لصعوبة الظروف الحالية، وقد يكون معك حق، لطول معاناتك، وانت ومن مثلك، ولكن يجب ان تعبيء كل واحد من اللاجئين، بان حق عودته مصان، حتى لو بعد مائة سنة، والواقع الموجود حاليا غير ثابت فكل شيء يمكن ان يتغير، وموازين القوى كذلك، فالضعيف لا يبقى ضعيفا، والقوي لا يبقى قويا. قال: لا، انا مستعد للعودة غدا، ومستعد للنوم حتى على الحصيرة، نحن لم نفرط به، ولكن هذا هو الواقع، اخي من سيصون حقي ؟؟؟؟ قلت: مع الأسف، اهلنا في الخارج يحبطون مساعينا، لأنهم لم يعودوا يسالوا عن عودتهم وحقوقهم بشكل متواصل وجدي. قال: من قال لك هذا؟؟ انت مخطيء تماما، جدي كان يقول لي انا ابن مخيم واعرف، ماذا قلت لك، اعطني اي شيء، ولكن لا تاخذ مني حقي، وتتركني اترك حقي من اجل سواد عيونك. قلت: كما تقول الأمثال الفلسطينية كلها، خذْ ثم طالبْ، واتمسكْ بالمقصقصْ حتى ييجي الطيار، واتمسكنْ حتى تتمكنْ، هذه هي السياسة المرنة والموضوعية. قال:اخي هذا لا يقري ضيف، نحن حاربنا قبل العام 1967م، وحقنا موجود قبل حرب 1967م. قلت:حقك محفوظ، اذا تابعته ولاحقته، لا ان تتخلى عنه، اخ عاطف والله كل ما قلته لي، كنت اقوله مثلك، والله والله والله، لكنني عندما عدت الى الضفة الغربية، فهمت الحقيقة عن قربْ، وتغيرتُ كلية. قال: اي حقيقة يا اخ احمد، اما ان يعود لك حقك، واما لن نقبل باي حل. قلت:حقيقة حق عودتك، مهما طال الزمن، ومع التعويض ايضا، عن معاناتك والأضرار التي لحقت بك. قال: سيدي، قل لي متى بسْ؟؟؟؟؟ انا من مواليد العام 1955م، لم ارَ ارض والدي وجدي لحد الآن، فالى متى؟؟ قل لي بربك؟؟؟ ولكن هل فرطتُ أنا بحقي ونسيته؟؟؟؟ قلت: اسرائيل تدعي بأن ارض فلسطين ارضهم، وتعتبرها ارضُ الميعاد التي منحها الرب لهم، منذ قرون طويلة، منذ آلاف السنين، وما زالت تعمل على عودة اليهود اليها بالباطل، قال:هل هناك من هو اكثر مني وطنية، لكن نحن اليوم على المحك الصعب، ونخشى ضياع حقنا ومعنا الحق. قلت:كما قلت لك سابقا، لا يضيع حق وراءه مطالب. قال: اذن خلاص خلينا نظل نطالب، وبلاش مفاوضات. قلت:طالما هناك من يطالب بحقك، حتى بعد رحيلك، فحقك مصان، المفاوضات قد تحفظ وتعيد شيئا من حقوقنا، ولن تعيد لنا كل حقوقنا، الا اذا عملنا على تغيير موازين القوى لصالحنا، والمستقبل كفيل بتغيير كل شيء. قال:بصراحة لن نحصل على شيء، وما يجري حاليا، كله تضييع للوقت. قلت:انت تقول هذا الكلام الآن، كونك محبط، كالآلاف من ابناء شعبنا الفلسطيني. قال:على العموم، سأبعث لك رسالة، لتسليمها الى من تراه معنيا بموضوعنا، اي موضوع اللاجئين، وحق عودتهم، ساطرح فيها بعض الافكار، وربما وجهتها للرئيس محمود عباس، وربما وجهتها ايضا للملك عبد الله الثاني والرئيس حسني مبارك. قلت:سأحاول اعادة صياغة الحوار الذي جرى بيننا هذا، وانشره على الشبكة العنكبوتية، كي يتطلع عليه القراء، شو رأيك؟؟؟؟؟ هل توافق على نشره؟؟؟ قال: ولا يهمك، لك هذا، وارجو ان توضح كي يفهموا، اننا نحن اللاجئون، لب المشكلة والقضية. انا اطرح تشكيل جبهة من المثقفين والشعراء والادباء والمعنيين، لدعم فريق التفاوض، واطلب من الموافقين التوقيع عليها، واطلب من حماس الكف عن عبثها واضرارها بالمشروع الوطني. قلت:شيء رائع جدا، نحن حقيقة بحاجة الى حلول ابداعية وخلاقة، لكل احتياجاتنا ومشاكلنا مع الاحتلال، وكل حركة بها بركة.