طنجة هذه الساحرة التي مدحها الشعراء وتغنى بها الأدباء بكلمات من ماء الذهب،عروسة الشمال أو أوربا المغرب كما يسميها القادمون إليها، وحلم اقتناص فرصة للعمل يسبقهم، في ظل ما تزخر به المدينة من فرص للعمل لمن يفضلون الخنوع والخضوع للذل،و لا يعرفون للاستياء سبيل. يعيش ليل طنجة هذه الأيام على ايقاع سهرات ومهرجانات، تختلف فيها الأنغام وتتمازج بها الرقصات.قد يختلف روادالمدينة كما ساكنتها على أهميتها، فبينما يعتبرها البعض ترويحا عن النفس ، يذهب اخرون الى اعتبارها ميوعا وخروجا عن العادات والتقاليد. ليل طنجة و على كورنيشها المغري ، ليل آخر كل شيء فيه مألوفا، من متسولين أطفال نساء رجال وشباب رغم اختلاف الطرق إلا أن المسمى واحد ، و هو ذات الليل الذي تنشط فيه تجارة اللحم الابيض والتي قد تظهر جلية في ظل كثرة العرض ، أوقد تختفي بسبب حملة زمنية محددة، كورنيش طنجة الذي يعيش على التناقضات ستألف معه نساء حيث تتوزعن في كل مكان على الرصيف حاملات صور ل "النقش" الحناء ، مع كثرة النقوش التي تدل على ثقافة خاصة لكل منطقة . كورنيش طنجة كما رُسمت ملامحه في أذهاننا، تباع على امتداده العديد من الأكلات الشعبية السريعة التحضير.. كبائعي "الحمص كيمون" و "التركيا" ،كما و تعودنا على رؤية رجال الأمن يجوبون رمال الشاطئ البلدي بحثا عمن يهوون الجلوس مثنى مثنى. ولا بأس من دورة "الصطافيك" التي تتربص ببعض الباعة غير المرخص لهم، وبعض المتسولين ليس كلهم. كورنيش طنجة الذي عرف الكثير من التغيير على جميع الاصعدة أضحى اليوم متنفسا، تنبت فيه كالفطر بعض المنغصات، التي تحرم المارة من لذة الإستمتاع بالهواء العليل للبحر، والسير على جنباته في هدوء، كلعبة القمار على بساطتها ،حيث تجعل من الكرة وقنينتين وسيلة للجني، فالمطلوب ليس كبيرا والربح مضمون، عليك أن تسقط القنينتين الموضوعتين في الجهة المقابلة فبضربة كرة قد تجني خمس دراهم، في حين أنت لم تدفع إلا درهما واحدا فقط. كورنيش طنجة الذي ما بات يميز المدينة بكل ما هو جميل من حيث الأمل من أن يكون من بين أحد مناطق الجذب السياحي والترفيهي بالمدينة، صار اليوم مرتعا لكل التصرفات الشاذة والطرق المختلفة في التسول. [email protected]