الذي أكد وقوف اسرائيل وراء مقتل الاتراك التسعة في الهجوم على اسطول الحرية نهاية مايو/أيار الماضي. ونقلت جريدة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر بسلطة الطيران في دولة الاحتلال الاسرائيلي أن اعلان تركيا حظر الطيران المدني سيكون بمثابة اعلان حرب وخطوة متطرفة للغاية، ولا سيما وهي عضو في اليورو كونترول، وهي الهيئة التي تشرف على المواصلات". وأضاف المسئول ،دون الكشف عن هويته، "رغم أن أنقرة أوضحت أن الحظر هو فقط على الطيران العسكري الا أننا نحن ملزمون بأن نكون جاهزين لكل تطور ، إذا ما أغلق الأتراك مجالهم الجوي أمام كل طائرة إسرائيلية، فمعنى الأمر إعلان حرب". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن مسئولي شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث "ال عال"، و"يسرائير" و"إركيع" بدأوا بدراسة الخرائط وتخطيط مسارات طيران بديلة في حالة تحقيق الأتراك خطوة استثنائية من نوع حظر مرور الطيران المدني في أجوائهم. وأوضحت الصحيفة "الأمر سيكون مكلفا جدا بالنسبة لاسرائيل ، حيث أن تركيا تمثل محور طيران مركزياً للطائرات التي تقلع وتهبط في إسرائيل، علماً بأنّ أكثر من 60 في المئة من الرحلات التي تقلع أو تهبط في مطار بن جوريون، تمر فوق تركيا". وتابعت "إذا ما تغير مسار الطائرات المدنية الإسرائيلية لتمر فوق رودوس أو مقدونيا أو سلوفينيا بدلاً من تركيا، فإنّ ذلك سيطيل زمن الطيران، وبالطبع كلفته أيضاً". وكانت المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية بوراك أوزوغرجين قال الثلاثاء "طلبت إسرائيل مؤخراً من تركيا السماح لطائرة شحن باستخدام مجالها الجوي لكنها رفضت الطلب، ومن جهة اخرى ما زالت إسرائيل تستخدم الفضاء الجوي التركي في الرحلات المدنية". وأضاف "الرحلات الجوية منقسمة إلى مجموعتين الأولى رحلات مدنية والأخرى عسكرية، والأولى مستمرة ما لم تمنع لاحقاً". وتابع "فيما يتعلق بالرحلات العسكرية، تقضي الإجراءات الطبيعية بطلب إذن لكل رحلة تعبر المجال الجوي التركي، ويجري التقييم لكل حالة على حدة. واعتبر أوزوغرجين انه "من الواضح ان هذا نتيجة السخط الناجم عن الهجوم العسكري على الأسطول الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى غزة، وتركيا تريد من إسرائيل أن تعتذر وتدفع تعويضاً لعائلات الضحايا وترفع الحصار عن غزة". وأضاف نحن نريد قيام لجنة مستقلة تحقق في الحادث، ولا يمكن توقع أي نتيجة من اللجنة الوطنية التي أعلنت إسرائيل انها ستحقق، لأن رئيسها قال قبل اختيارها انه ما من حاجة للجنة. ولفت إلى ان من بين أعضاء اللجنة مؤسس جمعية أصدقاء إسرائيل الأوروبيون ومحام كتب الكثير من المقالات ضد تركيا. تقرير الطب الشرعي وأظهر تقرير الطب الشرعي ان سبعة من الاتراك التسعة الذين قتلوا في الهجوم على اسطول الحرية قضوا نتيجة اصابتهم بعدة طلقات نارية، كما ان خمسة من الضحايا التسعة قتلوا بطلقات نارية في الرأس. وتقدمت عائلات الضحايا بطلبات الى الادعاء التركي للتحقيق في الهجوم الدامي في 31 مايو/ايار على السفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت متوجهة الى قطاع غزة حاملة المساعدات الانسانية. وقال محامون إن هذا التقرير يؤكد أن القوات الاسرائيلية اطلقت النار بهدف قتل الناشطين وليس للتغلب عليهم. وجاء في التقرير ان اصغر الضحايا وهو فرقان دوغان (19 عاما) الذي يحمل الجنسيتين التركية والامريكية اصيب بخمسة عيارات نارية من بينها عياران في الراس ، كما اخترقت طلقة نارية وجهه بعد ان اطلقت من مسافة قريبة، كما تلقى ضربة على مؤخرة راسه. ولم يؤكد التقرير اية وفيات بين باقي الضحايا باطلاق النار من مسافة قريبة. واظهرت الوثائق ان كافة الجثث التسع غسلت قبل نقلها الى تركيا وان ملابس الضحايا كانت اما غارقة في الدماء او غير صالحة للفحص مما يجعل من المستحيل التوصل الى نتيجة بشان المسافة التي اطلقت منها العيارات النارية. وتقول اسرائيل ان رجال الكوماندوس التابعين لها استخدموا القوة بعد ان تعرضوا للضرب بالعصي وللطعن فور هبوطهم على سفينة "مرمرة " التي كانت في المياه الدولية. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان ان إسرائيل ما زالت صديقة لبلاده، غير انه وصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها أكبر عقبة في وجه السلام في الشرق الأوسط، كما دعا الولاياتالمتحدة إلى الاضطلاع بدور قيادي في التعامل مع تداعيات الهجوم الإسرائيلي على أسطول سفن المساعدات إلى غزة الشهر الماضي. وأضاف في مقابلة ضمن برنامج تشارلي روز على شبكة "بي بي أس": "تركيا لا تزال صديقة لإسرائيل"، قبل أن يضيف ان الحكومة الائتلافية برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هي أكبر عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط. وقال "على الإدارة الامريكية أن تتسلم قيادة الوضع لوجود أمريكيين بين القتلى، مشيراً إلى ان فرقان دوغان (19 عاماً) أحد القتلى التسعة في الهجوم يحمل الجنسيتين الأمريكية والتركية. وتسعى تركيا منذ وقوع الهجوم في 31 مايو/أيار إلى إجراء تحقيق دولي في هجوم إسرائيل على أسطول الحرية، الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر وهددت بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم تستجب للمطالب التركية، وهي الاعتذار رسمياً والتعويض للضحايا والعودة الفورية للسفن التي أوقفت في الغارة.