علم من مصادر عسكرية في فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة الاربعاء بان كتائب عز الدين القسام التي تتولى ملف حماية الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط تخوض حرب 'مغالطات وتضليل' ضد جهاز الشاباك الاسرائيلي الذي كثف من حرب الاستخبارات على قطاع غزة بحثا عن شليط منذ فشل الجهود الالمانية والمصرية في اتمام صفقة تبادل الاسرى قبل اسابيع. واكدت المصادر ل " القدس العربي " بان قطاع غزة يشهد منذ اسابيع حربا استخباراتية بين الاجهزة الامنية الاسرائيلية وعملائها وكتائب القسام التي تتولى حماية شليط الذي خطفته فصائل المقاومة منذ منتصف عام 2006 وتطالب باطلاق سراحه مقابل المئات من الاسرى الفلسطينيين اضافة للاطفال والنساء المعتقلات في سجون الاحتلال. وحسب المصادر فان حرب 'المغالطات والتضليل' الجارية حاليا بين كتائب القسام واجهزة الامن الاسرائيلية وعلى رأسها جهاز الشباك توحي بامكانية اقدام حكومة بنيامين نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية لاطلاق سراح شليط قد تؤدي الى مقتله واستشهاد المكلفين بحراسته. ومن جهته اكد ابو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة - ألوية الناصر صلاح الدين التي شاركت في خطف شليط مع كتائب القسام وجيش الاسلام بان اسرائيل تعمل على ترويج اشاعات في محاولة منها للوصول الى معلومة عن مكان احتجازه. واضاف ابو مجاهد قائلا ل 'القدس العربي' 'اعتقد بأن الاحتلال يروج بين الفينة والاخرى شائعات' الهدف منها تهدئة الشارع الاسرائيلي تجاه الفشل منذ سنوات في الوصول لمكان شليط المحتجز لدى فصائل المقاومة. وتابع ابو مجاهد حديثه قائلا 'لو علمت اسرائيل مكان الجندي الاسير لقتلته مع الآسرين، ولكن هي تجهل مكان الجندي الاسير ولا تعرف مكانه وتحاول ان تخفض الضغط الموجود عليها من قبل المجتمع الاسرائيلي'، مضيفا 'اما ميدانيا على ارض الواقع لا يوجد اطلاقا اية معلومة لدى الاحتلال عن هذا الجندي ونحن واثقون من ذلك'. وتابع ابو مجاهد قائلا ل 'القدس العربي' 'الاخوة في كتائب القسام عندما تكفلوا بالمسؤولية الامنية - عن شليط - كان هناك تنسيق مشترك بيننا وبينهم في بداية الامر ولكن لم يكن لدينا مشكلة من ان يتكفلوا بهذا الامر، ولكن تقرير مصير اي صفقة تبادل تتم بالتشاور بيننا وبينهم'. واكد ابو مجاهد ل 'القدس العربي' بأن مسؤولية الامن لشليط تتكفل بها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وقال 'مسؤولية الامن هي لكتائب القسام ولكن مسؤولية القرار هي لدينا جميعا للفصائل الآسرة'. واوضح ابو مجاهد ان قرار اتمام اية صفقة تبادل اسرى بشأن شليط هو قرار يتخذ من قبل الفصائل التي شاركت في خطفه بعملية نوعية منتصف عام 2006. وبشأن وجود اتصالات او جهود وساطة جديدة لاتمام صفقة تبادل الاسرى لاطلاق سراح شليط مقابل مئات من الاسرى الفلسطينيين قال ابو مجاهد 'الاتصالات مجمدة منذ اشهر ولا جديد فيما يتعلق بصفقة التبادل ولا جديد حول ما تردده وسائل الاعلام عن وجود وسيط فرنسي دخل الى خطة صفقة تبادل الاسرى'، مضيفا 'لم يدخل اي وسيط فرنسي ولا اي وسيط جديد. والوساطة الالمانية والمصرية ما زالت ماثلة فيما يتعلق بملف الجندي الاسير ولا توجد تطورات تذكر منذ اشهر حتى هذه اللحظة' مشيرا الى ان الوسيط الالماني حمل اسرائيل مسؤولية فشل جهود الوساطة لاتمام صفقة تبادل الاسرى. واضاف ابو مجاهد 'ربما يقدم الاحتلال على قتل الجندي وآسريه في اي لحظة ولكن الاحتلال لا يعلم مكانه، وكما قلت هناك فشل استخباراتي واضح وفشل للاحتلال فيما يتعلق بهذا الملف'. وحول المعلومات التي تقول بان القائمين على أسر شليط ينقولونه من مكان احتجازه مرتين في الاسبوع قال ابو مجاهد 'هذه تسريبات اعلامية بل شائعات يبثها الاحتلال محاولا من خلالها ان يحصل على معلومات من قبل المقاومة لتأكيد او نفي هذه المعلومة'، مضيفا 'هذا ملف امني ولا يمكن الخوض فيه اطلاقا'. وكانت بعض المواقع الاعلامية الفلسطينية نقلت عن مصادر مقربة من كتائب القسام بأنها تقوم بسلسلة تنقلات وصفتها المصادر ب 'السرية جداً' وبشكل أسبوعي ودائم للأسير شليط من مكان احتجازه في قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن آسري شليط يتخوفون من عملية إسرائيلية سرية ونوعية تقوم بها لتحريره من الأسر بمشاركة عملاء فلسطينيين من قطاع غزة، أو حتى قتله'، وذلك بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية بتحريره بالقوة المفرطة من أيدي المقاومة الفلسطينية'. وأكدت المصادر ذاتها على أن كتائب القسام تمتلك حنكة قوية وواسعة ، في التعامل مع الجندي الأسير، مشيرة إلى 'أن آسري شليط تلقوا رسائل من أعلى قيادات حماس تحثهم على ضرورة الحفاظ على حياته، وعدم تعريضه لأي خطر'. وكشفت المصادر حسب وكالة 'قدس نت للانباء' بان كتائب القسام أفشلت عمليات تعقب كانت تتم في قطاع غزة عن طريق العملاء ، لقادة القسام المشتبه بان لهم علاقة بمكان احتجاز شليط، مؤكدةً 'أن القسام حريص كل الحرص بإقفال أي ثغرات أمنية تساعد على تحرير او قتل شليط خلال أسره'. وحول امكانية تسريب بعض المعلومات عن شليط في ظل الحرب الاستخباراتية الدائرة حاليا بين القسام والشاباك الاسرائيلي في ظل فشل صفقة تبادل الاسرى قال ابو مجاهد ل'القدس العربي': 'بالنسبة للامن نحن لا نخاف من هذه الناحية هناك لجان امناء على هذا الملف وبالتأكيد لا نشكك اطلاقا في نجاعتهم في ادارة هذا الملف'. وتخشى اوساط في المقاومة الفلسطينية من اقدام حكومة نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية لتخليص شليط من الاسر حتى وان ادت لقتله واستشهاد آسريه. وكانت كتائب القسام أكدت مؤخرا في شريط فيديو لرسوم متحركة أن شليط سيلقى مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي فقد في لبنان في 1982 إذا واصلت إسرائيل مماطلتها في اتمام صفقة تبادل الاسرى التي تشمل اطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين بينهم قادة من فصائل المقاومة من سجون الاحتلال. وفشلت المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين حماس واسرائيل من خلال وسيط ألماني لتبادل الأسرى قبل عدة شهور حيث رفضت اسرائيل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين من بينهم قادة سياسيون وعسكريون مقابل شليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية والذي أسر على حدود قطاع غزة في 25 حزيران 2006، في عملية 'الوهم المتبدد' التي تبنتها ثلاثة أجنحة عسكرية هي 'كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام'.