قذفت أمواج المحيط الأطلسي بشاطئ مدينة العرائش (بالكون أطلانتيكو) أمس الثلاثاء صباحا بقارب سريع من نوع زودياك مجهز وعلى متنه شخص ميت ،على جسده ندوب وإصابات بليغة. وبعد حضور مصالح الأمن والوقاية المدنية وحشد غفير من المواطنين تمت معاينة الجثة ، وأبانت الفحوصات الأولية بأن الشخص ذو ملامح أجنبية وحول عنقه حبل غليظ مما يعني أنه توفي شنقا وأن الرضوض والدماء الموجودة على جثته ناجمة عن ارتطامه بالصخور الموجودة بالساحل. بعده تم نقل الجثة للتشريح وتم ترك المركب تتقاذفه الأمواج. وانصرف المواطنون والكل يرثي لحال المدينة التي انطبق عليها المثل القائل "عش نهار تسمع خبار". كما أن هذا النوع من الزوارق السريعة المعروفة باسم فانطوم ذو ثلاثة محركات تستعمل عادة لتهريب المخدرات أو الحريك على عرض شواطئ الشمال. تساؤلات عديدة أصبح يطرحها المواطنون حول هوية الضحية وهوية الزورق وأسباب الجريمة ولماذا تم ربط الجثة في الزورق والدفع به إلى شاطئ المدينة عوض التخلص منها في عرض البحر. الحدث خلف موجة من الأقاويل والشائعات بالمدينة، لكن الغالبية العظمى تتحدث عن نشاط كبير لشبكات تهريب المخدرات والكوكايين والهجرة السرية، والتي ضاعفت من عملياتها بسبب قلة المراقبة والتواطؤ المكشوف مع رجال الأمن وحرس الحدود ودفع إتاوات ضخمة مقابل غض الطرف، وأصبح من المألوف أن يرى المواطنون وسكان "رقادة" على وجه الخصوص الباطيرات المحملة مختبئة بضفتي وادي اللوكوس وهي تتحين الفرصة للفرار عبر المحيط الواسع وإيصال حمولتها لمراكب الصيد الوهمية التي تنتظرها في عرض البحر. وبهذا يمكن تفسير مقتل الشخص الأجنبي وإلقاء جثته بالزودياك تصفية حسابات بين شبكات التهريب ولوبيات المخدرات، مما يبرز خطورة الموقف الذي صار يستدعي تدخلا عاجلا من أجل فرض هيبة الدولة وتحريك مساطر البحث والتحري بمدينة أصبحت تتصدر تجارة المخدرات الدولية رغم أنها قد تم إعلانها رسميا مدينة بدون قنب هندي والضرب بيد من حديد على من أصبح يطلق عليهم بملوك البحار من فرط سيطرتهم على الوضع في الماء. المختار الخمليشي