كنت دائما مهووسا بالعودة، وكانت أعمالي ومشاغلي تحول بيني وبين الكتابة، بل وفي كثير من الأحيان تباعد بيننا حد القطيعة، لكن إرادتي وعزيمتي غالبا ما تكون لها الكلمة الفصل. أحاول دائما أن أصغي إلى تلك القوة الداخلية التي تدفعني إلى الأمام، ومن قبل أحتاج إلى أن ألقي بكل السلبيات، مهما صغرت أو عظمت أهميتها ، من وراء ظهري لأنطلق وأستشرف المستقبل. الانطلاقة هامة وهامة جدا، فقبل حوالي عقدين من الزمان، كنا نحمل أفكارا ماركسية لينينية، وكنا نحلم بالاشتراكية كمشروع مجتمعي متكامل، ذالك المشروع الذي لم يتحقق، وكانت بالتالي مشاكلنا تتفاقم والصعاب تزداد وتتراكم يوما بعد يوم. انطلاقتي كانت عندما زارني رفيق عزيز، أراد أن ينتشلني من بؤرة اليأس والظلام، كان يحز في نفسه أن يراني مثل طاقات أخرى تتبدد وتضيع في غياب أي أفق لحل جملة من المشاكل التي كان يتخبط فيها مجتمعنا. فعلا كلنا نؤمن بالغد الأفضل، نتوخى اندثار الفوارق الطبقية وسيادة العدل والعدالة الاجتماعية، و ... لكن الواقع هو أننا نعيش في مجتمع رأسمالي ليبرالي، قانون السوق هو السائد وأصحاب رؤوس الأموال هم المتحكمون بزمام الأمور. هكذا خاطبني رفيقي، وفهمت أنه يتحتم علي إيجاد سلعة أو بضاعة أو خدمة لأعرضها أنا بدوري في هذا السوق، وان لم أجد من يشتري، فعلي أن أعيد النظر في المنتوج وأعيد الكرة مرة ثانية وثالثة. من هنا بدأت أراوغ المسار وأواصل قويا، وكانت انطلاقتي، الانطلاقة الحقيقية و الواقعية. [email protected]