تقلصت غيمة الرماد التي انبعثت من بركان ايافيول الايسلندي الاربعاء الى درجات "غير ملحوظة" لكن بالرغم من تراجع كثافتها بنسبة 80% في الايام الاخيرة ليس من مؤشر الى انتهاء الثوران، بحسب العلماء. وقال خبير الزلازل في معهد علوم الارض في مؤتمر صحافي في ريكيافيك ان "انبعاث الرماد تراجع. وبات غير ملحوظ فعلا في الوقت الحالي". وتابع محذرا في لقاء نظمته الحكومة الايسلندية "لكن البركان لم يخمد. فالهزات الارضية ما زالت قوية". وادى ثوران بركان ايافيول الصغير الكامن تحت كلتة جليدية في جنوب ايسلندا الى اضطراب كبير في حركة الملاحة الجوية في اوروبا منذ اسبوع، غير ان قوته خفت منذ ايام. واعلن الدفاع المدني الايسلندي ان قوة الثورة البركانية تراجعت بنسبة 80% منذ السبت. والخبر السار الاخر هو ان الرياح التي تدفع الرماد المتجهة حاليا الى الجنوب الشرقي واوروبا يتوقع ان تنعكس "خلال النهار" نحو الجنوب الغربي والمحيط الاطلسي، على ما اوضحت المتحدثة باسم وحدة الطوارئ في الدفاع المدني الايسلندي اينغفلدور ثورداردوتير لوكالة فرانس برس. وعمدت اغلبية دول اوروبا الشمالية الى فتح مجالاتها الجوية بالكامل على غرار بريطانيا والمانيا والدنمارك والنروج، وتليها السويد بعد ظهر اليوم. من جهتها اعلنت المنظمة الاوروبية للملاحة الجوية "يوروكونترول" انه من المفترض تسيير 21 الف رحلة تشكل 75% من الرحلات الجوية في اوروبا الاربعاء، في انفراج واضح بالنسبة الى ما كان عليه الوضع الثلاثاء. واشارت السلطات الايسلندية ان غيمة الرماد التي تجاوزت ارتفاع 16 الف متر في اقوى مراحلها تراجعت الى مستويات ادنى من الفي او ثلاثة الاف متر الثلاثاء. ومن المقرر ان تنطلق طائرة لخفر السواحل صباح الاربعاء لمشاهدة البركان الذي حجبته غيمات الرماد. وقالت غودرون نينا بيترسن من مصلحة الارصاد الجوية الايسلندية "اننا لا نتوقع كميات ملحوظة من الرماد على الارتفاع الذي تحلق عليه الطائرات". واوضحت خبيرة الزلازل في جامعة ايسلندا في ريكيافيك كريستين فوغفيورد ان الهزات المسجلة في البركان "تبدو مرتبطة بالانبعاثات الغازية من الحمم البركانية" في مرحلة الغليان، والتي تسبب ارتجاجات. وهذه الانبعاثات الغازية التي يسمعها منذ ثلاثة ايام السكان الاقرب الى منطقة البركان لا تشكل "اي خطر ان كانت تحدث على قمة جبل، على ارتفاع كبير، حيث لا يسكن الناس"، بحسب فوغفيورد. غير ان الخبراء الايسلنديين يدعون الى الحذر، حيث يمكن ان تطول ثورة البركان او ان تقع ثورة او ثورات غيرها في المستقبل القريب، سواء في ايافيول او غيره من البراكين المجاورة. وقال بال اينارسون "لا يسعنا توقع موعد توقف الثوران". وتابع "البعض سيجيبكم، لكنهم ان فعلوا، فذلك خطأ". ويحذر علماء البراكين الايسلنديين منذ ايام من خطر نشاط ايفايول الذي انطلق بثورة اولى من الحمم على سفوح جبل فيمفوردوهالز بين 21 اذار/مارس و11 نيسان/ابريل، وقد يوقظ براكين اخرى، بينها بركان كاتلا العنيف. وخمد بركان كاتلا منذ العام 1918 وهو يعتبر احدى "الاخوات الغاضبات الثلاث"، وهي تسمية كبرى البراكين الايسلندية ويبعد حوالى 15 كلم من ايافيول.