احتضنت قاعة العروض بمعهد البحر الأبيض المتوسط للصحافة وتقنيات الإعلام بطنجة لقاء مفتوحا مع فاعلين إذاعيين، أحدهما الأستاذ عبد الإله الحليمي مدير إذاعة طنجة، والثانية هي الآنسة دينا منشطة ثقافية بإحدى الإذاعات الألمانية. اللقاء الذي نظم يوم السبت 27 مارس 2010 كان بمبادرة نادي شباب بلا حدود، حضره بالإضافة إلى طلبة المعهد بعض المدعوين، وبعد التعريف بأهداف النادي من طرف مديره الطالب " رضوان بوقجيج" ، أعطيت الكلمة في البداية للسيد عبد الإله الحليمي، وقد تمحورت مداخلة مدير إذاعة طنجة حول تاريخ هذه المحطة العريقة التي تأسست إبان فترة النظام الدولي في المدينة سنة 1946، والتي نافست في ذلك الوقت كل من إذاعة بان أمريكا وإذاعة إفريقيا. وبرزت الإذاعة بشكل لافت سنة بعد تاسيسها إذ واكبت في 09 أبريل 1947 زيارة الملك الراحل محمد الخامس رحمه الله. وازداد دور إذاعة طنجة في خدمة القضية الوطنية بعد كان الوطنيون يمررون من خلالها رسائلهم المشفرة للفدائيين عبر برامج الإهداءات. وقد شكلت هذه المحطة منارة نضالية إقليمية إذ خصصت منذ بداية الستينات قسم صوت الجزائر لدعم صمود المقاومة في الجارة الشرقية، وقسم صوت موريتانيا وإفريقيا الذين كان موجها لجيران الجنوب. وقد حافظت إذاعة طنجة على تألقها وتنافسيتها رغم تحرير القطاع السمعي البصري في الثلاث سنوات الأخيرة، حيث حصدت في الصيف الماضي فقط ثمانية جوائز وطنية ودولية. كما أحرزت هذه السنة على الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، التي تحتكرها منذ السنة الماضية. وبعد ذلك عرضت الآنسة دينا نظرة موجزة حول واقع الإعلام المسموع في ألمانيا. وقالت الإذاعية الشابة التي جاءت إلى المغرب في مهمة لاستكشاف ومتابعة التحولات العمرانية والاقتصادية التي تعرفها مدينة طنجة، قالت بأن السياسة الاعلامية في ألمانيا قد تغيرت غداة الحرب العالمية الثانية حيث أصبح الإعلام يمول من ضريبة محددة مفروضة على المواطنين، حتى ولو كانت المحطات الإذاعية خاصة. وفي ألمانيا ونظرا للجهوية التي تتمتع بها، فإن كل ولاية لها إذاعة وتلفزيون. ثم هناك إذاعة وطنية بقسمين قسم الأخبار السياسية والاقتصادية والعامة حيث تعمل الآنسة دينا وقسم الثقافة. ويشار إلى أنه منذ حوالي 30 سنة أصبحت توجد في ألمانيا إذاعات خاصة. وتحدثت الصحفية عن أفلام وثائقية أنجزها طلبة ألمان في المغرب في مواضيع مختلفة. وبعد ذلك فتح المجال لتدخلات الحضور الذي ثمن هذه المبادرة وأشاد بالمجهود الكبير التي تقوم به إذاعة طنجة. كما كانت هناك عدة أسئلة أجاب عنها ضيوف نادي شباب بلا حدود، وفي معرض إجابة الأستاذ عبد الإله الحليمي عن بعض الاستفسارات أشار بأن إذاعة طنجة وبعد أن أطلقت موقعها الإلكتروني على الشبكة، تستعد الآن لإطلاق البث الحي عبر الأنترنيت قريبا. وقد وعد أعضاء النادي الزائرين بإعداد فيلم وثائقي عن المهاجرين السريين الأفارقة في المغرب. وفي النهابة ختم النشاط بصور تذكارية تؤرخ لهذا الحدث الإعلامي الجميل