هل زرت يوماً عمالة الخميسات ؟ هل نقلت صورة حية حقيقية توضح مدى تفاني موظف الدولة في أداء واجبه الوظيفي على الوجه المطلوب ؟ وقتها لا يسعك إلا رؤية ما يثير في نفسك العجب كل العجب ، وما وصل إليه الاستهتار والوقوع في براثن خيانة الأمانة والتقاعس في تأدية الواجب الوظيفي كما ينبغي أن يكون ، أكثر من نصفي موظفي الدولة غير ملتزمين بأداء واجبهم ، هناك من تسول له نفسه العبث والإخلال بواجبات وظيفته والاستهانة بحقوق الوطن والمواطن مما يسبب ضرراً مادياً جسيماً. وإذا كان للسر الإداري مكانة باعتباره أهم المبادئ التي يرتكز عليها التسيير ، فهو ما يجب حفظه وتأديته إلى أهله لتكون ذمم الناس بريئة من الشبهات على الدوام ، وإعطاء كل ذي حق حقه وتوظيف الوقت والجهد لأداء الرسالة لأن كل موظف صغرت أو كبرت درجته الوظيفية ومدى خدمته لمصالح الناس يتطلب أن يعي المفهوم الشامل لكلمة السر الإداري وتطبيقه والالتزام بحقه وواجباته. فإذا كانت السلطات الإقليمية تحرص حرصا شديدا على السير العادي والعادل بإدارتها , فإننا نلفت نظر المسؤوليين لما يقع بباب العمالة من تسيب لا مثيل له , حيث نجد عون القوات المساعدة متكآ على إحدى سواري الباب ودخان السجائر يتصاعد من البيت الزجاجي , ناهيكم عن زوار هذه الإدارة اللذين يدخنون سجائرهم ببهو العمالة بدون رقيب , لدى نحيط السلطات الإقليمية ونوجهها باعتبارنا شركاء في بناء هذا الوطن أن تقوم بزيارة لكل الأقسام على أساس أن يتم تحسيس هذه الشريحة من الموظفين بأن هناك حرص على الإنظباط ولا مجال لمضيعة الوقت. فنحن ندرك أننا لسنا ملائكة وكل فرد معرض للخطأ والتقصير في أداء واجبه لظروف طارئة ، لكن التهاون مع المتسيبين حول الأمر إلى ظاهرة لابد من الوقوف تجاهها ومعالجتها قبل استفحالها وتعزيز دور الرقابة لمتابعة المقصرين ومعاقبتهم لأن المصلحة العامة تفوق مصلحة الموظف الذاتية ، بلا شك أنه إذا قدمت السلطات الإقليمية على هذه الخطوة ستسهم في رفع مستوى الأداء وتحسن من كفاءة الموظف وانضباطه وتضمن الارتقاء بالعمل الجاد المثمر في خدمة الوطن والمواطن.