اظهر الشارع الفلسطيني الثلاثاء حالة من التضامن والتعاطف مع الشيخ حسن يوسف احد قادة حماس الذي اعلن براءته من نجله البكر مصعب بعد ان كشفت مصادر اسرائيلية بانه كان عميلا للمخابرات الاسرائيلية ونقل معلومات لها ادت لاعتقال العديد من رجال المقاومة. وفيما اشاد الكثير من الفلسطينيين باعلان يوسف براءته من نجله مصعب، عبر العديد من المواطنين الذين سألتهم 'القدس العربي' عن تضامنهم معه حيث قال الشاب مؤيد رزق من رام الله 'انا اشعر بالألم الذي يعتصر قلب الشيخ حسن يوسف، وادعو الله ان يلهمه الصبر'، مضيفا 'يجب ان تعلم يا شيخ حسن بان كل ابناء فلسطين الشرفاء اولادك' مشددا على ان قرار يوسف شجاع 'بان يصل الامر بالانسان ان يضحي باغلى ما عنده وهم اولاده'. وكان يوسف المعتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي اصدر بيانا الاثنين قال فيه 'انا الشيخ حسن يوسف ..واهل بيتي الزوجة والابناء والبنات نعلن براءة تامة جامعة ومانعة من الذي كان ابنا بكرا وهو المدعو مصعب المغترب حاليا في امريكا، متقربين الى الله بذلك'. واوضح ان قراره هذا جاء 'انطلاقا من موقفنا المبدئي وفهمنا لديننا وما تمليه علينا عقيدتنا، وبناء على ما اقدم عليه المدعو مصعب من كفرٍ بالله ورسوله، والتشكيك في كتابه، وخيانة للمسلمين وتعاون مع اعداء الله وبالتالي الحاق الضرر بشعبنا وقضيته'. وكانت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية افادت الاربعاء ان مصعب كان 'جاسوسا' لجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) وزوده بمعلومات ساهمت في القيام بعدة اعتقالات ووقف هجمات ضد اسرائيل. واكد مؤيد البالغ من العمر اكثر من 30 عاما بانه بات يحترم الشيخ حسن يوسف اكثر مما قبل بعد ان اعلن براءته من ابنه، فيما قالت المواطنة عليا 'حسبنا الله ونعم الوكيل، والله ان هذا ابتلاء من الله ان يبتلى الانسان بابنه ويعلن براءته منه'. ورحب المواطنون الفلسطينيون بقرار الشيخ يوسف حيث قال المواطن ابو عماد الذي يعمل سائقا 'كل الذين يركبون معي مبسوطين من قرار الشيخ حسن يوسف ان يعلن براءته من ابنه ال...'. واضاف ابو عماد قائلا 'لو كل واحد منا يعمل هيك مع ابنه او ابيه او اخيه اذا وقع في جريمة العمالة للاحتلال لن يبقى اي عميل لاسرائيل عندنا'، منوها الى ان الامر طبيعي ان تنجح اسرائيل في تجنيد عملاء من اصحاب النفوس المريضة او غير القادرة على مواجهة ضغوط الاحتلال الذي يتحكم في كل تفاصيل الحياة اليومية للشعب الفلسطيني، سواء من خلال تحركاتهم وتنقلاتهم او من خلال سفرهم او حتى من خلال اعتقالهم ومحاولة ابتزازهم على حد قوله. وفيما سادت الشارع الفلسطيني حالة من التعاطف والاشادة بقرار الشيخ يوسف احد مؤسسي حركة حماس عبرت العديد من المواقع ووسائل الاعلام الفلسطينية عن تضامنها مع يوسف. وفي ذلك الاتجاه قالت 'شبكة فراس برس' الاعلامية المحلية انها لمست حالة من التضامن غير المسبوقة في الشارع الفلسطيني مع الشيخ يوسف، حيث عبر المواطنون الفلسطينيون عن احترامهم وتقديرهم للشيخ، وأكد المواطنون عن اسفهم البالغ لما حصل وقالوا اننا ابناء شعب واحد ويجب أن نقف مع المظلوم لا أن نزيد من ظلمه . وحسب التعليقات التي نشرها موقع 'الملتقى' الفتحاوي فان اغلبية المعلقين اظهروا التضامن مع الشيخ حسن يوسف ومن بين التعليقات على الخبر الذي نشره الموقع 'لا حول و لا قوة الا بالله والله انو شي ببكي الله لا يبلينا يا رب كل التحية للشيخ حسن يوسف على موقفه الجريء... والذى يحسب له والله يصبره ويكون له معين فى سجنه'. وفي تعليق آخر ' المهم والمفيد انه الراجل عمل يلي عليه وموقفه مشرف.... مو متل بعض الناعقين الذين يدافعوا عن مصعب وعمالته مع اليهود، كان الله في عون الشيخ على مصابه وليكن عبرة لكل ابناء حماس انكم لستم انبياء ولكن كل انسان يخطئ وخيركم من يخطئ ويعترف بخطئه ويتوب منه ليقتص منه الشعب'. وفي تعليق ثالث 'كان الله فى عون الشيخ حسن يوسف على هذه المصيبة، امر طبيعى ان يكون فى صف القيادة او فى أبنائهم عملاء'. ودعت شبكة فراس برس الاعلامية كافة المواطنين على اختلاف اعمارهم وانتماءاتهم السياسية الى تحكيم ضميرهم والابتعاد عن التعصب الحزبي لأن الشيخ حسن يوسف في النهاية رجل معروف باعتداله ومواقفه الايجابية والمؤثرة على الساحة السياسية وما حصل معه يمكن أن يحصل لأي شخص منا، فلماذا يظلم الاب بسبب ابنه العاق، ومضيفة 'ونؤكد أن قيام الشيخ حسن يوسف بإعلان براءته من ابنه هو نتيجة الجرح العميق الذي تسبب فيه الابن لأبيه'.