بعد الضجة التي أثارها قتل العامل المغربي لابنته سناء بسبب تجاوزها لمنطق الاخلاق العرفي المغربي وارتباطها بشاب ايطالي بطريقة غير شرعية، أثيرت قضية الاسلام من جديد في الوسط الايطالي السياسي منه والاجتماعي والثقافي، وعزا جل السياسيين السبب في القتل إلى الاسلام، مما جعل البرلمانية المغربية سعاد السباعي تصرح بأن الحجاب غير مذكور في القرآن. واقترح رئيس الحكومة والحزب الشيوعي السابقين والبرلماني حاليا, والمرشح لتبوؤ منصب الخارجية للإتحاد الأوروبي ماسيمو داليما "MASSIMO D ALEMA"اقترح أن يدرس الاسلام في المدارس للتعرف على الجوانب المجهولة فيه واتاحة الفرصة للايطاليين لمعرفة كنهه وخباياه حتى يصيبو في أحكامهم العرفية اتجاهه، وفي هذا المضمار بعث برسالة مكتوبة للكاتب الفلسطيني الدكتور صلاح محاميد صاحب كتاب "الاسلام والغرب" المنشور عن دار الأجراس بمشاركة الزيتونة بالبيضاء جاء فيها "..... سأقرأ كتبك باهتمام، مشاطرا إيّاك – بحميمية وقناعة- جهودك من أجل ترسيخ وتحسين التعايش البناء والجيد بين الشعوب، تحية حارة، مع صداقتي الخالصة.." في حين ذهب آخرون إلى إدانة القتل وعزو أسبابه إلى الاسلام كما صرحت رئيسة حزب اليمين دانييلي سانطانكي بقولها إن الرسول كان شاذا جنسيا لأنه تزوج من فتاة عمرها تسع سنين، هذا في الوقت الذي لم تحرك فيه الجمعيات المغربية ساكنا في اتجاه ما يجري، وقد ذهب فريق إلى الانفتاح على الانتاج العربي ومحاولة استكناه خباياه لمعرفة أسراره، ودراسة محتواه، للتعرف على الآخر عن قرب وفهمه وتقديمه بعرفه وبتصريحاته للثقافة الايطالية. ويدخل هذا في ما أقدمت عليه محافظة بلونو من انفتاح واهتمام بهذا الآخر حيث تم تقرير أحد كتب الكاتب الفلسطيني الدكتور صلاح محاميد الذي هو "الطفل الذي جلب السلام"، في المقرر المدرسي وهو كتاب يحكي عن طفل فلسطيني مسلم متدين يجاهد للعيش وجلب السلام لأبناء شعبه فيحلق في استكناه خبايا الثقافات والمجتمعات ليجدها منكوبة بقناعاتها ورواسبها وعنجهيتها فيطرح حلولا لاحلال السلام بين بني البشر، وقال البابا في رسالة مكتوبة إلى الكاتب ، ردا على إهداء الكاتب مؤلفه له قال فيها: " يتشكرك الحبر الأعظم على الهدية وما تحويه من المشاعر الطيبة المستلهمة منه ......" . بين النفي والقبول ، وبين الانفتاح والنفور يعاد مرارا طرح إشكالية الاسلام والأسلمة في وسط لا توازن للقوة فيه، منهم الكاره للآخر والحاضن له، ويبقى المهاجر عنصر الجدال بين الأطراف، ضحية بعض المواقف السياسية والاجتماعية يدفع ضريبة وجوده بصمت ورضى وأحيانا بتدمر خانع. اما كيف حظي صلاح محاميد برضى النقيضين فهو يفيد: "إنها مهنة الفلسطيني الأزلية. لقد قدم اباؤنا منذ فجر التاريخ مفاهيم السلام زما زلتا في هذه الحقبة حيث تعاني بلادنا من أسوأ إجحاف سجله التاريخ". [email protected]