قررت السلطة الفلسطينية، امس الأحد، الغاء حفل تتويج أول مسابقة فلسطينية من نوعها لاختيار ملكة جمال فلسطين، الذي كان من المقرر عقده في السادس والعشرين من الشهر الحالي إلى إشعار آخر. وقال مصدر فلسطيني إن محافظة رام الله والبيرة، التي تتبع الرئاسة الفلسطينية، قررت امس، تجميد وتأجيل حفل تتويج ملكة جمال فلسطين لعام 2009. وذكر المصدر ان المحافظة طالبت الجهة المنظمة للحفل بالتقيد وتنفيذ هذا القرار، موضحة أنه 'جاء احتراماً لإحياء ذكرى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة' الذي يصادف في السابع والعشرين من هذا الشهر. وشدد على أن من يخالف هذا القرار يعرض نفسه للمساءلة القانونية. وكانت مديرة شركة 'تريب فاشن'، سلوى يوسف أعلنت خلال مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية في السابع من الشهر الجاري، عن إطلاق المسابقة كأول حدث من نوعه في فلسطين، يجمعه بين فتيات من الضفة الغربية، ومن أراضي عام 48 (المناطق العربية في إسرائيل) لافتة إلى تعذر مشاركة فتيات من قطاع غزة (الخاضع لسيطرة حركة حماس) بسبب الانقسام والحصار المفروض على القطاع. وقالت يوسف 'إن كل مشاركة سترتدي أربعة فساتين، وإنه تم التغاضي عن لباس البحر، بسبب عادات وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني، باعتباره مجتمعاً محافظاً.' وأضافت ان المسابقة تلقت الدعم المعنوي من السلطة الوطنية، حيث سيشارك في لجنة التحكيم وزارة الإعلام، والثقافة، إضافة إلى دعم مادي من بعض الشركات المحلية، بحسب وكالة الانباء الفلسطينية 'وفا'. وكانت وزارة الإعلام نفت بشدة، حضور أو مشاركة أي من ممثليها لفعاليات هذه المسابقة. وأوضحت الوزارة أنها أرسلت للشركة المنظمة لهذه الفعالية رسالة رسمية ردا على طلبها لرعاية هذا الحدث، ترفض فيها، وبشدة، رفضا قاطعا رعاية هذا الحدث والمشاركة فيه بأي شكل من الأشكال. ولقي إعلان الشركة إدانة واسعة من رجال دين وكتاب موالين لحركة حماس الذين اعتبروا ذلك منافياً للشريعة الإسلامية وخروجاً على التقاليد الفلسطينية. ولم تتوقف منذ إعلان الشركة ردود الفعل الغاضبة والساخطة على هذه المسابقة فقد طالبت رابطة علماء فلسطين بإلغاء المسابقة فوراً، وقالت في بيانٍ لها: 'إن تنظيم ما يسمى مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين يتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا التي تدعو إلى الفضيلة'. ووصف العديد من الكتاب الفلسطينيين هذه المسابقة ب'المهزلة' داعين إلى تشكيل جبهة في الضفة الغربية للتصدي لها. وفي المنتديات الإلكترونية الفلسطينية المختلفة شن المعلقون هجوماً لاذعاً على الشركة، ووضعوا صوراً لأمهات الشهداء والأسرى، مشيرين إلى أن هؤلاء هنّ ملكات الجمال الحقيقيات لفلسطين. وقال رئيس رابطةعلماء فلسطين، البرلماني عن حركة حماس الشيخ حامد البيتاوي 'تنظيم ما يسمى مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين يتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا التي تدعو إلى الفضيلة'. وأضاف 'لا يليق بشعب يرزح تحت الاحتلال وله أكثر من 12 ألف أسير بينهم شيوخ وأطفال ونساء وقدم مئات آلاف الشهداء والجرحى خلال مسيرة جهاده أن يقابل من جهات ومن سلطة تنظم وترعى مثل هذه الفعاليات التي تندرج ضمن المحاولات الرامية لإشاعة الفاحشة'. وكانت الفائزة في المسابقة ستحصل على سيارة حديثة، ورحلة إلى تركيا لمدة عشرة أيام، إضافة إلى عشرة آلاف شيقل أو ما يزيد على 2600 دولار أمريكي.