أسس مجموعة من المغاربة النشطاء في مجال الهجرة في اسبانيا حزبا سياسيا يحمل اسم 'حزب النهضة والوحدة الإسبانية' يهدف إلى الدفاع عن الأقليات وخاصة المسلمة منها ولا سيما المغربية، واعتبرت جريدة آ بي سي المحافظة أن هذا الحزب يرغب في لعب دور أساسي في الانتخابات البلدية المقبلة، وانتقدت الأحزاب القائمة على أسس دينية. وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد رخصت بتاريخ 23 تموز/يوليو الماضي لتأسيس هذا الحزب بعدما تقدم مؤسسوه بطلب في هذا الشأن. وبهذا يصبح هذا الحزب هو أول مبادرة يقدم عليها مسلمون في اسبانيا. ويقول مصطفى البقاش العمراني صاحب هذه المبادرة أن 'تأسيس الحزب يأتي كضرورة ملحة بحكم أن اسبانيا بفضل الهجرة تشهد ظهور أقليات كثيرة قادمة من العالم العربي والإسلامي وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية'. وأضاف: 'مع الأسف الشديد، الأحزاب مغلقة في وجه المهاجرين وخاصة المسلمين والمغاربة بالأساس، الأمر الذي يجعل الاندماج الاجتماعي والسياسي صعبا في المجتمع الإسباني'. وأبرز قائلا 'أمام الأبواب السياسية الموصدة، تأتي هذه المحاولة السياسية لتقول للرأي العام الإسباني هناك مواطنون مهمشون سياسيا أقدموا على تأسيس حزب سياسي ليمارسوا حقوقهم السياسية وفق المنصوص عليه في الدستور الإسباني'. ويلح على الهوية الإسبانية للحزب وعدم ارتباطه بأي دولة أجنبية أو جهات أخرى. ويضع الحزب نصب عينيه المشاركة في الانتخابات البلدية الإسبانية المرتقب إجراؤها سنة 2011، ولهذا يقوم رفقة أعضائه الحاليين بدراسة عدد من الملفات الحساسة مثل التعليم الخاص بأبناء المهاجرين والاندماج عموما. ويؤكد الحزب أنه يدافع عن حق المهاجرين في التصويت في الانتخابات البلدية حتى وإن كانوا لا يحملون الجنسية الإسبانية لأن الدستور يعتبر جميع الأشخاص الذين يعيشون في الأراضي الإسبانية متساوين في الحقوق لكن الواقع المعاش يكشف أشياء أخرى متناقضة. وخصصت جريدة 'آ بي سي' المحافظة والناطقة باسم اليمين حيزا مهما لهذا الحزب، حيث كتبت أنه يعمل ضد الساعة لينظم صفوفه للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة في محاولة للفوز بأصوات المسلمين. وأبرزت جريدة 'آ بي سي' أن هذا الحزب هو ديني محض مستشهدة بأدبياته وقانونه الأساسي الذي ينص على الإسلام كمرجع أساسي لحل مشاكل اسبانيا. والمثير أن الجريدة تكتب بنوع من الإثارة أن الحزب تأسس في مدينة غرناطة التي تعتبر آخر معقل للمسلمين في الغرب والأندلس وفتح أول فرع له في منطقة أستورياس التي كانت قد انطلقت منها حرب الاسترداد المسيحية ضد المسلمين. وتعتبر أن هذا الاختيار يحمل أكثر من مغزى وتربطه بأطروحة استعادة الأندلس من طرف المسلمين. وفي افتتاحيتها أمس والمعنونة ب'الديمقراطية والصوت الديني'، تناولت 'آ بي سي' تأسيس هذا الحزب، فمن جهة ترى أنه يحترم الدستور ويندد بالإرهاب ومن جهة أخرى قد يعمل على إعاقة اندماج المسلمين كما تناولت قربه من سياسة المغرب. ويرى المراقبون بل حتى بعض أعضاء الحزب أن خطاب التهويل من طرف بعض الجهات اليمينية يمكن انتظاره وسيتم الترويج له، لأن هناك جناحاً يمينياً محافظاً للغاية في المجتمع الإسباني منغلقاً على نفسه بشكل كبير ويرفض أي مبادرة جديدة. وجاء في أدبيات الحزب التي حصلت عليها 'القدس العربي' تشديده على إدماج الأسبان المهمشين في الحياة السياسية والدفاع عن مبادئ المساواة والتضامن والعدالة والحرية. ويؤكد الحزب في البند الثالث على استناده على المرجعية الإسلامية حيث ينص حرفيا على 'حزب النهضة والوحدة الإسبانية يأخذ بعين الاعتبار الإسلام في ممارسته السياسية، باعتباره عاملا مهما في إعادة تخليق الحياة المجتمعية في اسبانيا، وسيمارس دوره تماشيا مع الدستور الإسباني'. ويستحضر الإسلام في جميع البنود الأخرى خاصة في الاقتصاد.