يبحث حزب جديد ذو مرجعية إسلامية في إسبانيا عن كسب أصوات الناخبين المهاجرين في الجارة الشمالية خلال انتخابات سنة 2011، ليعيد توطين أقدامه، على الأقل، داخل الدولة التي طردت أجداده المورسيكيين من الأندلس ابتداء من سقوط غرناطة سنة 1492 إلى غاية سنة 1609. ويعتبر «حزب النهضة والوحدة الإسلامية» الجديد، الذي يتزعمه مصطفى البقاش، وهو صحافي مغربي انتقل إلى إسبانيا منذ 19 سنة، حزبا «اجتماعيا» و«وحدويا»، على حد وصف زعيمه، حيث من المنتظر أن يكسب اسمه، الذي يوحي بتوجه إسلامي، ود وتعاطف الآلاف من المهاجرين المسلمين المقيمين في شبه الجزيرة الإيبيرية، الذين يتجاوز عددهم مليونا و300 ألف مسلم، وهو ما «تتوجس» منه الدولة الإسبانية. وتم الإعلان عن تأسيس حزب «النهضة والوحدة الإسلامية» في غرناطة بعد توصله بقرار الموافقة من طرف وزارة الداخلية الإسبانية في 23 يونيو الماضي، ليتوسع فيما بعد في عدة مدن كأوفييدو ومالقة والعاصمة مدريد وبرشلونة، ثم مدينتي سبتة ومليلية. «حزبنا ليس محددا في الناخبين المسلمين فقط، بل هو منفتح على الجميع، وخصوصا الفئة المهمشة»، يقول البقاش في تصريحاته الصحفية، مؤكدا في نفس الوقت أن حزبه «يسعى إلى دعم مبادئ وقيم العدالة والمساواة والحرية». ووفق ما أفادت مصادر مقربة من الحزب الجديد، فإن رهانه يبقى دائما متجها أكثر نحو المسلمين المقيمين في الديار الإسبانية. ومن المنتظر أن يعقد الحزب ندوة صحفية خلال الشهر المقبل لاطلاع الرأي العام الإسباني والمهاجرين خصوصا على برنامجه وأهدافه من المشاركة في الحياة السياسية الإسبانية. ويسعى المغربي مصطفى البقاش، الحاصل على الجنسية الإسبانية سنة 2001، إلى المشاركة في الانتخابات المحلية الإسبانية المقبلة لسنة 2011، رغم العائق الذي يحول دون تصويت المهاجرين المغاربة، حيث رفض المغرب التوصل إلى اتفاق «المعاملة بالمثل» بالنسبة للناخبين المهاجرين المغاربة بإسبانيا ونظرائهم الإسبان القاطنين بالمغرب، وهو التعديل الذي كان سيسمح للجالية الإسبانية القاطنة في المغرب بالتصويت في الانتخابات البلدية المغربية و«العمل بالمثل» بالنسبة للمغاربة بإسبانيا، لكن الحكومة المغربية لم تقبل مؤخرا بهذا المقترح، رغم أن نظيرتها الإسبانية «أولت عناية خاصة بالمغرب في هذا الخصوص، حتى لا يمكن تفسيره على أنه تهميش للمهاجرين المغاربة». وسوف يغيب المغاربة عن قائمة 15 دولة قبلت التفاوض على المقترحات الإسبانية التي ستسمح لمواطنيها بالتصويت في الاستحقاقات البلدية لسنة 2011، لكن ذلك لم يثبط من عزيمة البقاش، الذي يراهن، حسب إفادات مقربيه، على أصوات المهاجرين الآخرين. وسيتمكن حوالي 82 ألفا و800 أرجنتيني يقيمون بصورة شرعية في إسبانيا منذ أكثر من خمس سنوات من التصويت في الانتخابات البلدية الاسبانية المقبلة، بموجب اتفاق وقعه يوم الاثنين وزيرا خارجية البلدين. ويشكل المغاربة أكبر مجموعة من المهاجرين بإسبانيا حيث يبلغ عددهم 906675 مهاجرا قانونيا وفق الإحصائيات الإسبانية الرسمية، يليهم المهاجرون الإكواتوريون ب 413642، فيما يبلغ عدد المهاجرين من دول الشيلي والأرجنتين وكولومبيا وأوروغواي وفنزويلا 453000مهاجر. ويشغل البقاش صفة نائب رئيس «فيدرالية مسلمي إسبانيا»، وهي منظمة إسلامية معروفة باعتناقها أسس ومبادئ المذهب المالكي، حيث عانت في الفترة الأخيرة صراعا قويا مع اتحاد مسلمي إسبانيا داخل مدينة سبتة، الذي يعتنق أفكارا وهابية، كما تعرف صراعات داخلية بين أعضائها الموالين لإمارة المؤمنين وبين المعارضين لذلك وأغلبهم من الإسبان المعتنقين للإسلام بقيادة الإسباني فيليكس هيريرو. وكان الكاتب العام للحزب الاشتراكي العمالي باسبانيا، خوصي بلانكو، قد صرح أن حزبه وافق على قرار منح حق التصويت للمهاجرين بإسبانيا، مؤكدا أن التعديلات المتعلقة بقانون الانتخابات تهم مستقبل إسبانيا السياسي وستساهم في الاندماج الفعلي للمهاجرين.