اكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن ل'القدس العربي' الاحد بأن اللجنة المركزية بانتظار ورقة المصالحة المصرية لدراستها والرد عليها بشأن امكانية تأجيل موعد المصالحة الوطنية، فيما أعلنت حركة حماس أن موعد عقد جلسة الحوار القادمة في القاهرة يوم 26 الجاري لتوقيع اتفاق المصالحة مع فتح لم يعد قائما، بعد أن تفهمت مصر دوافع الحركة للتأجيل عقب تقرير 'غولدستون'، في وقت علمت 'القدس العربي' من مصدر مطلع أن المسؤولين المصريين يبحثون مع حماس عن موعد آخر يكون قريبا لإتمام الاتفاق. وقال محيسن ل'القدس العربي': 'نحن بانتظار الورقة المصرية لدراستها والرد عليها'، مشددا على سعي مركزية فتح لاتمام المصالحة الوطنية. ونفى محيسن تكليف عضوي اللجنة المركزية عزام الاحمد وجبريل الرجوب بالتوجه نهاية الاسبوع الجاري للقاهرة لبحث ورقة المصالحة المصرية مع المسؤولين هناك، مشيرا الى انه من المقرر ان تكون ورقة المصالحة المصرية سلمت الاحد للجنة المركزية لدراستها في اجتماع مقرر ان يكون عقد الليلة الماضية. واوضح محيسن بأن هناك اتصالات فلسطينية مصرية متواصلة في القاهرةورام الله من خلال الممثلية المصرية لدى السلطة الوطنية. ونفى محيسن الانباء التي تحدثت الاحد عن تحديد 15 الشهر الجاري موعدا لتوقيع المصالحة بين فتح وحماس. وكانت مواقع فلسطينية على شبكة الانترنت نشرت الاحد نبأ يؤكد توقيع المصالحة بين فتح وحماس منتصف الشهر الجاري. وبحسب المصدر فإن المسؤولين المصريين برئاسة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الذين التقوا وفدا من حركة حماس برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق قبل يومين، تلقوا طلبا رسميا من حماس يقضي بتأجيل الحوار إلى موعد آخر، وذكر المصدر أن المسؤولين المصريين لم يعطوا ردا نهائيا لحماس بموافقتهم على المقترح، الذين دفعوا خلال اللقاء أن يبقى كما هو. وأوضح مصدر فلسطيني مطلع ان المسؤولين المصريين أبلغوا وفد حماس ان مصر سترد على مقترحاتها في غضون أيام، بعد أن حملوهم مقترحا لبحثه داخل أطر الحركة يقضي بإبقاء مواعيد الجلسة القادمة كما هي، لكن ذات المصدر توقع أن يتم في النهاية إرجاء موعد المصالحة. ومن جهتها أكدت حركة حماس على لسان سامي أبو زهري الناطق باسمها أن موعد جلسة الحوار القادمة أجل إلى موعد آخر، وقال ل 'القدس العربي' ان حركته اتفقت مع المسؤولين المصريين على استمرار المشاورات لتحديد موعد آخر، لعقد جلسة الحوار من أجل إنجاح المصالحة، وكذلك إنجاح الجهود المصرية. وفي ذات السياق قال الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس ل 'القدس العربي' أن حركته 'تدفع باتجاه تحقيق الاتفاق'، مشيرا الى ان قيام السلطة الفلسطينية بسحب تقرير 'غولدستون' من المناقشة في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة 'ألهب مشاعر الفلسطينيين'، وقال انه بسبب ذلك طلبت حماس تأجيل الحوار، لافتا الى ان المسؤولين المصريين 'تفهموا موقف حماس'. ونقلت المواقع الفلسطينية عن مصادر في القاهرة قولها ان توقيع الاتفاق الوطني بين فتح وحماس سيجري دون اي تعديلات يوم 15 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري. وبحسب المصادر فانه من المقرر ان يكون الجدول المقرر للحوار على النحو التالي: تسليم الاوراق للتوقيع خلال ال 24 ساعة القادمة. توقيع فتح وحماس عليها يوم 15 تشرين الاول (اكتوبر) الحالي. توقيع باقي الفصائل على الاتفاق يوم 20 تشرين الاول (اكتوبر). اعلان مصري احادي الجانب بان الفصائل توافقت يوم 20 تشرين الاول (اكتوبر). الرئيس محمود عباس- يصدر مرسوما يوم 25 تشرين الاول (اكتوبر) يعلن من خلاله موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة في 26 حزيران (يونيو) المقبل. ونفت فصائل فلسطينية الاحد ان تكون مصر الراعي لاتفاق المصالحة الفلسطيني، قد ابلغتها بتقديم موعد توقيع الاتفاق او حتى تأجيله، او التوقيع بشكل منفرد وارساله للقيادة المصرية في القاهرة، مؤكدين ان كل ما يصدر مجرد تسريبات اعلامية ليست دقيقة. واكد عضو اللجنة المركز للجبهة الديمقراطية 'طلال ابو ظريفة'، ان مصر لم تبلغهم برسائل عاجلة بما يتعلق بتقديم موعد الحوار الفلسطيني، او توقيع اتفاق المصالحة بشكل منفرد. وقال ابو ظريفة في تصريح نشرته 'وكالة قدس نت للانباء': 'نحن لم نتلق اي اتصال مصري بشأن تحديد موعد جديد لتوقيع الاتفاق، ولم يتم ابلاغنا رسميا عبر الرسائل او من خلال اي فصيل فلسطيني آخر'، مؤكدا ان مصر لم تقدم مثل هذا المقترح . واضاف 'ان مثل هذا المقترح، من شأنه ان يزيد تعميق الانقسام الداخلي والانشقاق الفلسطيني، كما انه يتناقض مع مبدأ الحوار الوطني الشامل، ومع المصلحة الوطنية الفلسطينية'، معتبرا ان نتائج الانقسام تعكس نفسها سلبا او ايجابا على الواقع الفلسطيني. وعلى نفس الصعيد، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله امين مقبول 'ان الحركة لم تتسلم اي مقترح مصري بشأن تقديم موعد المصالحة او تأجيله'، مؤكدا ان موقف حركة فتح من المصالحة واضح وصريح . من جهته قال كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 'ان كل ما يتم تناقله حول تقديم موعد توقيع اتفاق المصالحة مجرد فرقعات صحافية، وانهم في الجبهة الشعبية لم يبلغوا بتقديم موعد للحوار الفلسطيني'. وتوقع الدكتور رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ان يصدر الرئيس عباس مرسوما رئاسيا بإجراء الانتخابات في موعدها، إذا أصرت حركة حماس على تأجيل الحوار الوطني. وأكد مهنا في تصريح تلقت 'القدس العربي' نسخة منه ان هناك احتمالا كبيرا بأن يصدر الرئيس قبل 25 مرسوما رئاسيا يدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، كرد على طلب 'حماس' تأجيل إجراء الحوار. وقال إن الخطوات المتوقعة تعتمد على القرار الذي سيتخذه المكتب السياسي لحركة حماس بعد انفضاض الاجتماع بين ممثليها والمسؤولين المصريين، الذين يدعمون توقيع اتفاق المصالحة في 25 من الشهر الجاري. وأكد مهنا على أن الجبهة الشعبية ترى أن مسألة تأجيل الحوار ستكون 'خاطئة'، ولا تخدم التوجه لمحاسبة المخطئين في إرجاء التصويت على تقرير غولدستون. ومن جهته طالب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل المجدلاوي بضرورة إنها 'الانقسام الكارثي'، وقال إن الانقسام 'هو التربة الخصبة المواتية لخطيئة مثل خطيئة غولدستون ولما هو أشد خطراً'. كما اكد القيادي في حركة حماس خليل الحية ان الحركة لم تتراجع عن قرار المصالحة ولكنها تبحث عن افضل الاوقات لتوقيع الاتفاق مشددا على ان الموعد لن يكون بعيدا. وقال الحية خلال مهرجان نظمه مجلس طلاب وطالبات الجامعة الاسلامية لنصرة المسجد الاقصى الاحد 'ليطمئن شعبنا ليست حماس من تتراجع عن استحقاقاتها، فقرار المصالحة الوطنية لا رجعة عنه ونحن ندفع للامام ونهيئ الظروف والاجواء ونبحث عن افضل الاوقات للتوقيع على اتفاق المصالحة لان المصالحة مصلحة للجميع'. واضاف الحية 'المصالحة طوق لنا جميعا من اجل رفع الحصار وفتح المعابر ولكي يتم تبييض السجون وانهاء مسلسل الاعتقال السياسي'. ومن جهتها اكدت اللجنة المركزية لحركة فتح ضرورة اصدار المرسوم الرئاسي والمتعلق باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعده الدستوري في 25/10/2009، وذلك التزاما بالقانون الاساسي وقانون الانتخابات العامة وصونا لحق الشعب الفلسطيني في المشاركة في صناعة القرار. وقررت اللجنة المركزية دعوة المجلس الثوري لحركة فتح للانعقاد في السادس عشر من تشرين الاول (اكتوبر) الجاري، لانتخاب امانة سر المجلس واستكمال اعضاء المجلس حسب قرارات المؤتمر السادس. ودعت اللجنة الى تنفيذ الخطط التي تقدمت بها المفوضيات واستكمال الخطط التي لم تنجز بعد. كما اكدت مركزية 'فتح' المضي قدما في طرح تقرير غولدستون مجددا امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، ودعوة منظمة التحرير الى العمل من اجل تأمين الاغلبية اللازمة لعقد اجتماع استثنائي لهذا المجلس.