فالصحافة السورية تعيب على الدراما المصرية وقوعها في فخ التشابه والتكرار، مع طغيان مسلسلات السير الذاتية، التي تشبه كل شيء الا اصحاب السير، فضلاً عن تشابه مواضيعها حيث يغلب عنصر الجاسوسية وحرب المخابرات الاسرائيلية والمصرية على مسلسلات هذا العام. بينما يرى النقاد المصريون ان ثمة تشابه وتكرار في الشخصيات اصبح سمة بعض الأعمال الدرامية السورية التي تعرض في هذا الشهر الفضيل، وهذا ليس مأخذاً عليها بل يمكن اعتباره دليلاً على وطأة تلك الشخصيات على المجتمع، كشخصية ابن صاحب السلطة الذي ينتهك أعراض الناس، أو الشخصيات التي تكرر فعل الخيانة الزوجيه وترتكبه سواء بفهم صحيح للحب أو بفهم مغلوط. لكن هل يفرز تكرار الشخصيات أخطاء فنية؟ أن تتكرر شخصية في مسلسلين تلفزيونين مسألة قد تكون غير لافتة للنظر، لكن عندما تجسدهما الممثلة ذاتها في المسلسلين تصبح للمسألة مفضوحة. هذا ما وقعت به الممثلة ريم علي التي تجسّد شخصية صبية عازبة في مسلسل «سحابة صيف»، تحب رجلاً متزوجا ً(جهاد سعد)، كما تجسد أيضاً شخصية تعيش المعضلة نفسها على الرغم من أنها متزوجة في مسلسل "قلبي معكم". يصح سؤال الفنانة علي عن سبب تكرارها الدور نفسه في مسلسلين على الرغم من الفارق في الحالة الاجتماعية لشخصيتها بينهما، وفي المقلب الآخر يمكن التوقف عند أداء الممثل محمد قنوع الذي جسد شخصية الرجل «العواني» في مسلسل «سحابة صيف»، أي ذاك الذي يقوم بكتابة التقارير لجهة أمنية ما، مقابل نفوذ يستثمره في الحصول على مكاسب شخصية بعدما يوقع الضرر بالناس المساكين. يصعب التعاطي مع خيار قنوع بنظرة سلبية وان كان قد كرر الشخصية نفسها في الفيلم السينمائي «خارج التغطية» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، ذلك ان مسوغات تجسيد الشخصية في المسلسل سمحت بعرض تجليات أبعادها وأضرارها على أفراد المجتمع أكثر مما سمح لها الفيلم، فضلاً عن انها تجسّد في الدراما التلفزيونية للمرة الأولى. أما في محور الخيانة الزوجية الذي استأثر بأقلام كتّاب مسلسلات هذا الموسم والذي حضر أيضاً في مسلسلين آخرين وبطريقة متشابهة، لا نزال نتابع شخصية المرأة العازبة التي تحب زوج صديقتها مع الممثلة كاريس بشار في مسلسل عن «الخوف والعزلة»، (إذ تقع في غرام زوج صديقتها (لينا حوارنة) الذي يجسده عدنان أبو الشامات). وهو ما تفعله أيضاً سلافة معمار في «زمن العار» التي تحب زوج صديقتها (قمر خلف) الذي يجسده الفنان تيم حسن، أما مسوغات الشخصيتين فهي فقدانهما للرجل الذي يهتم بهما، وشعورهما بعدم التفات المجتمع إليهما.