لم تنتظر الدراما التركية طويلاً، قبل أن تغادر جاذبيتها التي لطالما اجتاحت العالم العربي وأثارت الجدل فيه. بدأت المسلسلات التركية بتكرار موضوعاتها، ضمن حدود ضيقة لحكاية عصبها الحب والمال والانتقام، وهذا ما بدا على الأقل في موجة الأعمال التركية الجديدة التي سعت الفضائيات العربية لشرائها ودبلجتها استثماراً للنجاح الجماهيري الذي حققه مسلسلا »سنوات الضياع« و»نور« على قناة »أم بي سي«.ولعل المتابع لأحداث مسلسل »دموع الورد« وغيره والذي تعرضه عدد من الفضائيات حالياً، ومن بينها مسلسل تركي ترجمته القناة التانية الى دارجتنا المغربية من شأنه أن يكتشف أن التكرار في الدراما التركية، بلغ في بعض الأحيان حد التطابق؛ FPRIVATE "TYPE=PICT;ALT=" فالمسلسل الجديد يروي قصة حب بطلاها »عمار« و»نرمين« لا يقدران على الزواج نظرا إلى وضعهما المادي المتواضع، وبينما يصارع الحبيبان خيبة الأمل، تتعرف »نرمين« الى شاب ثري »أيمن« يعجب بها، وتحت تأثير الضغوط المادية التي تعيش بها، تتزوجه، ليصدم »عمار« بما حدث ويقرر تغيير ظروفه المادية والانتقام«، وفي طريقه لتنفيذ خطنه يتعرف على »فرح« أخت »أيمن« وشريكته في العمل.تحيلنا الأحداث بمجملها إلى حكاية مسلسل »سنوات الضياع« الذي تابعناه من قبل، حيث قصة حب تجمع »يحيى« و»رفيف« وهما ابنا حي فقير، ثم تبدأ الأحداث عندما تتعرف »رفيف« على رب عملها الثري »عمر« الذي سرعان ما يقع في حبها ويتزوجها، ليقرر »يحيى« الانتقام من عائلة »عمر«، وبينما يمضي عمر في انتقامه، يتعرف على »لميس« أخت »عمر«، فيعيش معها قصة حب لاهبة تعيد حكاية المسلسل إلى بدايته.لا ندري ان كانت الحلقات القادمة من »دموع الورد« ستحمل لنا تطابقاً بين شخصية »فرح« و»لميس« في مسلسل »سنوات الضياع«.التشابه في أحداث المسلسلين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل فضائية تبحث عن أفضل ما في الدراما التركية لتجذب مشاهدها، سيضعنا أمام احتمالين اثنين أولهما هو أن الفضائيات أرادت أن تستثمر نجاح الدراما التركية، فبحثت عن قصص »رومانسية« مطابقة لتلك التي لقيت الرواج، أو أن التشابه والتكرار هما حقيقة الدراما التركية، وبالتالي لن يبقى من بريقها سوى سحر لهجة الدبلجة، أي اللهجة المحكية السورية..وقد كانت الحامل الأساسي بداية لنجاح مسلسلات »سنوات الضياع« و»نور«.ثمة وجه واحد لتطابق الحكايات التركية، فالتكرار هو الخطوة الأولى نحو الملل..والملل كفيل بإجهاض جماهيرية أي عمل