كثيرا ما تطالعنا الصحف اليومية الوطنية بأخبار مثيرة حول آستغلال النفوذ،أخر هذه الأخبار ما نشرته بعض الصحف الوطنية حول الشرطي الذي آعترض سير أحد حراس الملك الشخصين ،فما كان من هذا الأخير إلا أن اخرج هاتفه السحري وشرع في لعبة " ألوو الرباط " الحكاية وما فيها وكما روتها وتناقلتها إحدى وسائل الإعلام أن أحد رجال شرطة المرور أوقف سيارة احد حراس الملك الشخصين في شارع أنفا وطلب منه أوراق سيارته ،بسبب آرتكابه لأحدى المخالفات المرورية ،وبدل أن يمتثل (المواطن) المذكور للقانون الذي خالفه زمجر وتوعد وهو يخرج هاتفه النقال وماهي إلا هنيهة حتى تقاطرت الحشود الأمنية والمرورية على الشرطي المغلوب على أمره في آنتظار العصا. مثل هذه الحوادث المخجلة والتى تبعث على القلق تذكرنا أن لا شيء تغير في اللعبة وأن مايروج حول دولة الحق و القانون محض كذب وآفتراء على العقول وأن مغربهم لا مغربنا لا زال على قتامته وبؤسه ، فالبعض للأسف يحسب نفسه غير معنيَ بأي قانون او ناموس مادام أن قانون الغاب هو السائد فما معنى أن يخالف حارس الملك الشخصي قانون المرور؟ وحين يقترب منه الشرطي الذي أدى واجبه المهني ليطلب منه أوراق سيارته يقابل بلغة " أنا فلان خدام مع سيدنا " على هذ القيبال لعندو شي سلطة يعمل لي بغا والسلام . المصيبة أن الشرطي المسكين هو الذي سيعاقب بتهمة هي أغرب تهمة سمعتها على الإطلاق "عرقلة سير الحارس الشخصي للملك" بمعنى أخر كان على الشرطي يضربا بتكميشة ويغمض عويناتو حتى وإن دهس الحارس مواطنا من الفئة الثانية اوأي شيء أخر المهم يبقى مسكين على خاطرو . الحقيقة الواحدة المستخلصة أننا نحتاج لكثير من التضحية إن أردنا تغير الأوضاع القاتمة لأننا سنقولها بكل صراحة شتان بين ما يرفع من أكاذيب وبين الواقع المعيش لأن القانون في هذه البلاد لا يطبق إلا على المازليط أما أصحاب النفوذ والجاه والفخفخة فذاك شأن اخر ،أوا نسيتم قضية اليعقوبي الذي ُأخرج من قضية الشرطي كالشعرة من العجين بعد أن ادعو أنه مريض بمرض نادر لا يصيب ألا علية القوم من اصحاب السلطة النافدة ،ثم قضية بنت الوزير الذي دهست احد المواطنين في الطريق العام وهكذا ذوليك المهم عرام ذيال القضايا ،دون أن نسمع عن تحريك المتابعة في حق هؤلاء أنهم ببساطة من صنف أخر (الحقيقة أني أخّّرف حين اقول هذا الكلام قاليك تحريك المتابعة) المشكلة بل الطامة الكبرى أنه حين تأتي القلة القليلة من شرفاء هذا الوطن لفضح مثل هذه السلوكات المشينة التى تطعن في الصميم وتضرب كل مايتم رفعه من شعارات في الصفر يكافأ هؤلاء بطريقة تزكى معها الظالم وتكافأه بعدم المتابعة القانونية ،وتعاقب الإنسان الشريف إنه مغرب الغرائب والعجائب فكيف يريدون من المواطن أن يحترم شرطته التى تهان على مرأى ومسمع منه ؟؟وكيف يحترم قضاءه وهو يعلم قبل غيره أنه قضاء لا تجمعه بالإستقلالية إلا الخير والإحسان وأن قضاته مجرد كراكيز لا حول لهم ولاقوة . الواقع اضحى في هذه البلاد لا يطاق ولكن المثير للدهشة هو أن الشعب أضحى مخدرا بحيث لم يعد يعرف الداء من الدواء كلشي ملهي في السهرات والشراب والمخدرات. طيب سأقص عليكم حكاية السيناتور الأمريكي الذي سألوه قائلين أنه متى يحق تحدى الحكومة بالثورة عليها قال بلغة واثقة لا تحتاج لتأويل وهو مسؤول في دولته ؟ يحق تحدى الحكومة بالثورة عليها متى أهملت مصالح الشعب ؟ ياشعبي هل حكوتكم حافظت على مصالحكم وحقوقكم... ؟ اكيد الكاميرا شاعلة ...النشاط حتى شاط...كلشي واكل شارب...ناعس... الكاميرا طافية ...تفوو على بلاد ...لاصحة ...لا تعليم...لاخدمة فحال الناس.. ياشعبي لما أنت منافق...؟ كاتب وصحافي من طنجة