تعلق كل أسرة آمالا عريضة على شهادة الباكلوريا وتعتقد في قرارة نفسها أن هذه الشهادة هي المفتاح والمعبر الذي سيأخذ بناصية أبنائها إلى مرحلة من التحصيل سيتحدد معها مستقبل فلذات أكبادها.كما يبدو في اعتقاد الكثيرين أن شهادة الباكلوريا هي السفينة التي ستأخذهم إلى بر الأمان وسيجدون على قارعة طريقها الوظيفة التي تمنوها منذ أن كانوا تلاميذ في الصف الأول أو الثاني وهم يجيبون على سؤال معلمهم ماذا ستكون في المستقبل ؟القلة القليلة هي التي يحالفها الحظ ويبتسم لها بمجرد حصولها على هذه الشهادة على بلوغ ما كانت تتمناه أما البعض الآخر فهم الذين ازدادوا وفي فمهم ملعقة من دهب فبمجرد حصولهم على الباكلوريا وان اختلفت طريقة حصولهم عليها فأموال ومناصب أبائهم تشفع لهم بأن تحجز لهم أرقى المقاعد وارفع المناصب مع أبناء علية القوم ، بل فقط يقومون بعملية ترويض لحكم المغرب ومؤسساته غدا، أما الباقي من أبناء الشعب فدعهم يتعاركون من اجل لقمة خبز ولا يهمنا ضجيجهم كما يقال. لم تعد شهادة الباكلوريا المعيار العادل في تصنيف المجتهد من المتقاعس ، فالآلاف من الحاصلين عليها يستخدمون عدة وسائل لنيل هذه الشهادة بل منهم من يحصل عليها بميزات عالية وهو خاوي الوفاض.مما جعل الكثير من مؤسسات الدولة تعاني من انعدام الكفاءة والتدبير الجيد وهذا ناتج عن عدم أهلية العديد من حاملي شهادة الباكلوريا ويتضح هذا جليا في المدرسة العمومية التي يلجها العديد من المعلمين أصحاب الباكلوريا فتراهم يتهربون من تدريس اللغة الفرنسية مثلا لمستويات أولى والأمثلة كثيرة والسبب راجع الى التقاعس المتواصل في الفصول الدراسية تم سيادة الغش في الامتحانات مما يجعل منهم تلاميذ من نوع خاص . إن الذي يجب أن يوضع في الحسبان هو التخلي عن هذه الشهادة كمعيار للعديد من المباريات لأنها لا تبرز الوجه الحقيقي للحاصل عليها ولم تعد الفيصل الحقيقي لمستوى الطالب والتلميذ المغربي على حد سواء ، فهي لا تكرس إلا الفشل واعتبارها أساسية في كل توظيف هو تكريس أيضا للارتجال والارتباك وتتجلى فظاعة الموقف عندما يقف التلميذ أو الطالب أمام لجنة اختبارات شفوية فما أن يسألوه أي سؤال حتى تتغير ملامح وجهه ويعلو الخوف والارتباك محياه لا لشيء فقط لأنه لا يحمل في جعبته ما يؤهله ليكون ندا لمن يحاوره ، لكن في النهاية المال والنسب والوساطات كفيلة بأن تضمن له بضذاك المنصب رغم انف الكثيرين ورغم أهلية آخرون لنيله. على الدولة أيضا أن تتخلى عن المباريات الشفوية في كل القطاعات لأنها لم تعد سوى وسيلة للاسترزاق والابتزاز والمتاجرة بآمال المستضعفين واستبدالها بمباريات كتابية ، كما يجب التخلي عن وضع سقف محدد في معدلات الباكلوريا لولوج مؤسسات ومناصب خاصة لان الظروف التي يدرس فيه تلميذ الرباط ليست هي ظروف تلميذ اكادير وليست هي ظروف تلميذ انفكو... ثم الحراسة في الامتحانات ليست متشابهة في كل الحالات فهذا الأستاذ يمنع الغش وهذا يساعد أولئك عليه... مما يجعلنا إمام مفارقة مرفوضة البتة حيث يمكن لتلميذ ان يحصل على أعلى معدل على المستوى الوطني بواسطة الغش ويكون له الحق في ولوج واجتياز أي مباراة وهو في الحقيقة لا يستحق النقطة والميزة التي حصل عليها، بينما يحرم السواد الأعظم من أبناء الشعب من اجتياز هذه المباريات بدعوى تواضع معدلاتهم التي حصلوا عليها عن جدارة واستحقاق. [email protected]