"..إن لم أحترق أنا وتحترق أنت ونحترق نحن فمن ذا الذي ينير هذه الظلمات .." ناظم حكمت أن تشاكس ..أن تنتقد ..وأن تقول كلمة "لا" ....في زمن "نعم " و الإنحناء. زمن الهرولة خلف الكراسي الوثيرة والابتسامات المزيفة . أن تعشق "أب الفنون "...لذاته وروحه... وليس حبا في الدعم وللدعم ..وملء الأرصدة البنكية "الفارغة". أن تحترق من أجل الآخرين ،في زمن فضل فيه العد يدون ،"الاحتراق" حبا في المناصب والارتقاء الاجتماعي... في زمن عشق فيه الكثيرون التقاط الصور التذكارية ،لملء الجرائد الصفراء والملونة بلقاءات وحوارات صحافية مأجورة .. أن تعشق الركح بجنون ..وأن تقشعر فوق الخشبة ..ملء ذاتك وروحك .. أن ... وأن ... هكذا عاش ،رواد الحركة المسرحية الهاوية .. وهكذا مرت ،في الزمن الجميل القريب .. أسماء وتجارب مسرحية طواها النسيان والصمت ..و الإهمال . أسماء فاعلة ،ماتت "عشقا " و"حبا " ،في مسرح...عانى و ظل يعاني ، لغير قليل من الوقت ،قلة ذات اليد والتجاهل... واللامبالاة . "مسرح الهواة " الذي كان ينظر إليه ..كمسرح "مشاكس " ...و"جريء" . أو ،إن شئت ،على وجه التحديد ... مسرح "مشاغب " بامتياز. وكانت العديد من الجمعيات التي اكتوت بنار "فنيس".. و جمعية "السلام البرنوصي "للمسرح ،بحي البرنوصي .. كانوا أحد هؤلاء ..الذين مستهم نار العشق والجنون المسرحي . بالأمس القريب ،كانت الجمعية .. علامة مضيئة في تاريخ الحركة المسرحية الهاوية ،بالمغرب. فمن منكم مازال يتذكر أسماء مؤسسيها ك :نشيخ ابراهيم ،محمد قاوتي ،سعيد لهليل ،بشير وعمر لهبوب ،بوعام عبد الحق ،لزهر ..وآخرون . بل من منكم مازال يتذكر مسرحيات مثل : "في إنتظار سيدنا قدر "،"نومانسلاند"،"القفة"،"الحلاج يصلب مرتين"،"الرينك"،"علاش وكيفاش"،"إندحا ر الأوثان"،"رحلة موحا" ،"القرامطة يتمرنون" و"عام 2000" أعمال درامية استطاعت ،بالموهبة والاحتكاك بالتجارب الأخرى ..أن تعطي وتنتزع الاعتراف بأعمال نوعية ،أسالت الكثير من المداد وحصلت على العديد من الجوائز في ملتقيات ومهرجانات مسرحية هاوية على امتداد الوطن . كان ذلك في الزمن الجميل .. حيث كان للخشبة سحرها ..وللمسرح قدسيته .. وللكلمة وقعها ،على الذات والروح .. مسرح زرع ،فينا الأسئلة "القلقة" ..والرغبة في الخروج من عنق الزجاجة ..وتكسير النمطية والتمرد على عقلية القطيع . فمن "قتل،إذن، "مسرح الهواة بالمغرب ؟ا بل ،من أقبر،كل تلك التجارب والأسماء الرائدة ،في مجال الكتابة و الركح ؟ا هل هم أهله أم هناك أياد خفية ،ساهمت ،بوعي أو لاوعي في "موت" التجربة المسرحية الهاوية ببلادنا ،لما تشكله من "شعلة" غير مرغوب فيها ،في زمن "العتمة " ؟ا. إضاءات : " ان شعبا لا يشجع المسرح في بلده ،إنما هو شعب يحتضر "/ لوركا