قال سياسيون فلسطينيون ان الحكومة الفلسطينيةالجديدة المشكلة برئاسة سلام فياض التي بدأت اعمالها امس ستفاقم الصراع داخل حركة فتح، كما انها ستكرس الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وغزة التي تسيطر عليها حركة حماس.ونقلت وكالات الانباء عن المحلل السياسي مهدي عبدالهادي قوله 'ان تشكيل الحكومة في هذا الوقت يعتبر استفزازا للمشاركين في الحوار الجاري في القاهرة، والخلافات القائمة اكبر من ان تسهم هذه الحكومة في حلها ان لم تعمقها اكثر فأكثر'. وعارضت اطراف في حركة فتح الاعلان عن الحكومة الجديدة وقررت كتلة فتح البرلمانية الثلاثاء عدم المشاركة في الحكومة، ما اظهر وجود خلافات داخل حركة فتح بشأن هذه الحكومة. ومن المتوقع ان تنعكس هذه الخلافات على إجتماع للجنة المركزية لحركة فتح يعقد في مطلع الشهر المقبل بالعاصمة الأردنية. وكان الاجتماع الذي يحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس الغاءه مخصصا لتحديد مكان وزمان عقد المؤتمر السادس لحركة فتح. وقال مسؤولون فلسطينيون بالاردن ان اجتماع عمان من شأنه ان يؤدي لسقوط حكومة فياض، وان فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية يريد معاقبة وزراء فتح المشاركين بالحكومة. ويعتقد مسؤولون داخل فتح ان الادارة الامريكية ضغطت على عباس لتشكيل الحكومة واعتبروها حكومة املاءات. ويصر الرئيس عباس على الغاء اجتماع عمان، الا ان اعضاء باللجنة المركزية اكدوا ان العدد الاكبر من اللجنة يؤيدون عقد الاجتماع وان هناك توجها لصدام مع عباس، الذي يراهن على سحب بعض اعضاء اللجنة تأييدهم للاجتماع. وقال القدومي إنه لا يعترف بالحكومة الفلسطينيةالجديدة، ولا بصلاحياتها، ووصفها بأنها إجراء 'عبثي'. وانتقد القدومي الذي يتّخذ من تونس مقرا له منذ العام 1982،عباس لأنه 'أهمل الرأي الجماعي لأعضاء المجلس التشريعي من حركة فتح'، أثناء المداولات لتشكيل هذه الحكومة. ونقلت وكالات الانباء عن عضو المجلس الثوري لحركة فتح النائب محمود العالول قوله ان حركة فتح 'تعيش اصلا ازمة داخلية القت بظلالها على الية الاعلان على الحكومة، وليس العكس'. واضاف 'هناك ازمة في حركة فتح تلقي بظلالها على كل شيء، وبعض القوى تحاول استثمار هذه الازمة'. من جهته جدد فياض اثر اول اجتماع للحكومة الجديدة في رام الله تأكيده ان حكومته 'انتقالية' ينتهي عملها اثر الاتفاق بين فتح وحماس على حكومة توافق وطني. وقال فياض للصحافيين عقب اجتماع الحكومة في مقر مجلس الوزراء ان حكومته 'هي حكومة انتقالية سينتهي عملها بكل تأكيد فور الاتفاق على حكومة توافق وطني'. وتشكلت الحكومة الفلسطينيةالجديدة من شخصيات تنتمي الى اربعة فصائل فلسطينية هي فتح والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اضافة الى مستقلين . وأكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين امس الأربعاء أن مشاركتها في الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض جاءت على أساس أنها حكومة انتقالية مؤقتة. وقالت الجبهة، في بيان صحافي امس، إنها جاهزة لتقديم استقالتها فور التوصل لاتفاق بتشكيل حكومة وفاق وطني. واعلنت حركة حماس رفضها التعامل مع الحكومة التي قالت انها تعتبرها 'غير قانونية وغير شرعية'.