ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن التوفيق قوله في تصريح له على هامش أعمال الدورة الثانية للمنتدى الأممي حول تحالف الحضارات المنعقدة يومي 6 و7 أبريل الجاري: "إن المرجعية والنموذج اللذين يلهمان فكرة تحالف الحضارات يتمثلان في الحقبة الأندلسية التي كان فيها حوار الحضارات حقيقة تاريخية ملموسة". وأضاف الوزير قائلا:" عندما نتحدث عن الأندلس وما شهدته من تعايش بين الأديان والثقافات الذي طبع تلك الفترة، نجد أن المغرب يوجد في صلب هذه الفترة من التاريخ المزدهر من حوار الحضارات والانفتاح على الآخر". وفي معرض حديثه عن مشاركة المغرب في منتدى إسطنبول، قال التوفيق:" إن المملكة تشارك في الدورة الثانية للمنتدى الأممي حول تحالف الحضارات بعد مشاركتها في الدورة الأولى التي نظمت في يناير 2008 بمدريد"، مذكرا بأن المملكة قدمت سلسلة من التوصيات، منها على الخصوص، إحداث شبكة جامعات أصبحت حقيقة اليوم. وأشار التوفيق إلى أن المغرب يحضر في منتدى إسطنبول من خلال وفد يمثل مختلف المشارب بما في ذلك وزارات ومؤسسات جامعية، موضحا أن أعضاء هذا الوفد شاركوا وأغنوا المناقشات داخل مختلف فرق العمل ولجان التظاهرة. وأكد وزير الأوقاف والشئون الإسلامية أن فكرة تحالف الحضارات تظل مبادرة مهمة من أجل تعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الحضارات، موضحا أن منتدى إسطنبول يطرح من خلال النقاشات وتبادل الأفكار إشكالية التداخل بين الثقافي والسياسي. وأوضح الوزير أن البعض يعتبر أن تسوية النزاعات والتوترات السياسية تمر حتما عن طريق إقامة حوار ثقافي باعتباره الوسيلة الوحيدة الكفيلة بحل، أو على الأقل، التخفيف من حدة الخلافات السياسية، في حين يدافع آخرون عن الفكرة القائلة بأن تسوية المشاكل والنزاعات السياسية هي التي ستمكن من إرساء حوار حقيقي بين الثقافات. وأشار الوزير الذي شارك امس، في جلسة حول "المساهمة الإسلامية في المجتمعات، الثقافات والهويات الأوربية" إلى أن المشاركين في هذا النقاش تطرقوا من جهة إلى مساهمة الحضارة الإسلامية في إغناء الثقافة الأوربية، ومن جهة أخرى للبرامج والمبادرات التربوية في أوربا من أجل إدماج المسلمين.