بعد هندسة حكومة التوافق / التناوب في الكواليس التي أدت الى دخول المعارضة المتمثلة في الإتحاد الإشتراكي بالخصوص إلى بيت المخزن راضية مرضية.وتم رفع شعارات شتى في مجالات شتى من إنتقال ديمقراطي وتخليق الحياة السياسية ومحاربة الفساد والرشوة إلى آخر اللائحة . وبعد مجيء الملك محمد السادس إلى سدة الحكم عاش الجميع في أحلام وأمال ما أطلق عليه بالعهد الجديد ولا جديد تحت الشمش .وبتنا نسمع أكثر عن حقوق الإنسان والحريات العامة ومحاربة الفقر والبطالة ...إلخ وبعد فترة من الزمن بدأنا نسمع عندما نستيقظ في الصباح من أحلام اليقظة الجميلة عن توقيف الجريدة الفلانية وسجن ومنع وطرد الصحافي الذي يحاول أن ينور الرأي العام .ومنع مظاهرة هناك وتفريق أخرى هنالك بالعصى والهروا ت المستوردة من جارتنا إسبانيا .وتكسير العظام والجماجم لحاملي الشواهد العليا أمام البرلمان لمجرد أنهم طلبوا حق يكفله القانون لهم وهو الشغل .وعن حل وحظر الحزب العلاني وعدم إعطاء توصيل الإيداع القانوني لبعض الجمعيات ...فمثل هذه الممارسات لم تتوقف والحمد لله منذ مجيء حكومة التوافق والعهد الجديد وإن كانت سائدة من قبل وسوف تستمر فهي نعم أكرمنا الله بها وخصنا نحن المغاربة بهذه الأعطيات فالواجب أن نشكر النعمة ونطلب التسليم .حتى لا تذهب هذه النعم بلا رجعى ولا تعود ونبقى محرومين من تلك النعم التي يجود بها الحق الواحد الأحد الذي هو على كل شيء قدير القاهر لعباده نحمده ونخافه ونطلب عفوه إنه على كل شيء حاكم. وبفعل هذه السياسات الرشيدة والأفعال الحميد أصبحنا أجمل بلد في العالم وقبلة لطلب اللذة والمتعة.والرشوة في البلد تزداد ولا تنقص .فالرشوة من القهوة والقهوة تؤدي بصاحبها للنخوة الحلوة بعد هذا أقول بأن الديمقراطية في المغرب لها خصوصيات كثيرة ومن جملة هذه الخصوصيات أنها أصبحت شعرا مقفى ونثرا يتغنى وشعارا يملى .ينطق به الزعيم المفوه الذي يتقن فن الخطابة والديماغوجية فهي مهنة من لا مهمة له. وحتى لا نوصف بالعدميين ويطلق عليناإسم محترفي رسم اللوحات السوداء فإننا نعترف للديمقراطية ما حققته للديمقراطيين من إنتفاخ البطن والخدين والجيوب فجل الديمقراطيين "داروا لا بس وصحاحو مزيان ما بقى خصهم حتى خير" وهذا بفضل الديمقراطية المغربية الأصيلة التي تغدق على أهلها النعم والبركات ...بل حتى أولاد وعائلات الديمقراطيين ينتفعون برحمات الديمقراطية الأصيلة .وبطبيعة الحال فهم يطبقون "المقربون أولى بالصدقة" وفي الأمثلة الشعبية يقول أجدادنا " الشجرة لي ما تغطي عروقها خصها التقطيع" فالحمد لله الشجرة الديمقراطية لدينا تغطي وتخفي "عروق" الغابة عن آخرها " ما خصنا حتى خير واكلين شاربين ناعسين نايمين الى يوم الدين في سبات عميق .وأستأذنكم للقول بأن هذا "نعاس الشيطان فيقوا الله يهديكم راه الصباح هذا والنهار طلع والشمس شرقت" وأقول قول مأثور عن جدتي أطال الله عمرها " عام ذ النعاس ما يسوش مد ديال النخالة" فإذا أردتم أن تستيقظوا على "النخالة" وتأكلوا النخالة "ويعطوكم هاذ الناس النخالة صباح وعشية" فهذه هي الديدقراطية وإلا فلا أما إذا أردتم الزرع فعليكم بالزريعة وحرث الأرض وقلبها ومن زرع حصد.وأختم هنا ونلتقي في مقال جديد في يوم جديد فإلى ذاك الحين فهذا ديمقراطي جديد يحييكم ويشد على أيديكم الله يسمعنا خبر خير والسلام عليكم ورحمة الله