وتتباين مستويات المنتخبات العربية بيد ان طموحها واحد وهو التواجد في العرس العالمي، فمصر تسعى الى تأكيد تفوقها على الساحة القارية في السنوات الاربع الاخيرة وتحقيق حلم شعبها بالتأهل الى النهائيات العالمية للمرة الاولى منذ عام 1990 عندما شاركت في مونديال ايطاليا والثالثة في تاريخه بعد عام 1934 في ايطاليا ايضا عندما نال شرف ان يكون اول سفير للكرة الافريقية في النهائيات العالمية. ولا تختلف حال الجزائر عن الفراعنة، فهي بدورها تأمل في محو صورتها المخيبة في الاعوام الاخيرة والتي غيبتها عن البطولة القارية في النسختين الاخيرتين في مصر وغانا وحجز بطاقتها الى المونديال للمرة الثالثة في تاريخها وتحقيق حلم لطالما راود شعبها وتحديدا منذ عام 1986 في المكسيك بعد مشاركتها الرائعة في مونديال اسبانيا 1982 عندما حققت المفاجأة بالفوز على المانيا الغربية 2-1 وكانت قاب قوسين او ادنى من بلوغ الدور الثاني لولا تلاعب الالمان بنتيجة مباراتهم مع النمسا. ويأمل المنتخب المغربي بدوره الى ضمان تواجده في النهائيات للمرة الاولى منذ عام 1998 في فرنسا والخامسة في تاريخه بعد اعوام 1970 و1986 و1994 و1998، والامر ذاته بالنسبة الى تونس الساعية الى التأهل للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في تاريخها بعد اعوام 1978 و2998 و2002 و2006. اما السودان فيمني النفس بالتأهل للمرة الاولى في تاريخه. وتدرك المنتخبات العربية جيدا بان طريق المونديال لن يكون مفروشا بالورود ولن يتحقق الا من خلال الانطلاقة القوية ومن المباراة الاولى في التصفيات والتركيز على كل مباراة دون الاستهانة بباقي المنتخبات المنافسة والتي تبدو على الورق غير مرشحة للمنافسة على بطاقة النهائيات. ولسوء حظ المنتخبات العربية فانه لن يكون بامكانها حجز البطاقات الخمس، لان القرعة اوقعت اثنين منها في مجموعة واحدة ويتعلق الامر بمصر والجزائر اللتين ستتنافسان مع زامبيا ورواندا على بطاقة المجموعة الثالثة. ولم ترحم القرعة المنتخبين المغربي والتونسي واوقعتهما في مجموعتين قويتين الاول ضمن الاولى الى جانب الكاميرون وتوغووالغابون، والثاني في الثانية الى جانب نيجيريا وكينيا وموزامبيق، والامر ذاته ينطبق على السودان ايضا لانه جاء في المجموعة الرابعة الى جانب غانا ومالي وبنين. ويتأهل بطل كل مجموعة فقط الى المونديال، فيما تحجز المنتخبات الثلاثة الاولى في كل مجموعة بطاقاتها الى النهائيات القارية في انغولا. وستستهل منتخبات مصر والمغرب والسودان التصفيات من ملاعبها وبالتالي فهي تسعى الى استغلال عاملي الارض والجمهور لكسب النقاط الثلاث الاولى لرفع معنويات لاعبيها في مشوار التصفيات، فيما يبدأ المنتخبان التونسي والجزائري مشوارهما خارج القواعد. ويستضيف المنتخب المصري نظيره الزامبي بعد غد الاحد على استاد القاهرة الدولي. وشدد مدرب الفراعنة حسن شحاتة على ان مواجهة زامبيا ليست سهلة لانها الاولى لنا في التصفيات وستقام على ارضنا وامام جماهيرنا، مضيفا "انها مباراة هامة وعلى ضوء نتيجتها سيتبين مشوارنا. اكيد ان هدفنا هو التأهل الى النهائيات العالمية وسنسعى الى تحقيق ذلك بكل ما نملك من قوة وامكانيات اعتبارا من مباراة زامبيا". وتابع "تركيزنا منصب في الوقت الحالي على المباراة الاولى وقد شاهدنا مبارياتها الاخيرة في التصفيات للوقوف على نقاط الضعف والقوة، والامر ذاته سيكون على باقي المباريات في التصفيات. انها تصفيات ساخنة والتركيز فيها سيكون عاملا اساسيا من اجل الظفر ببطاقة المجموعة". من جهته، اكد المدرب العام شوقي غريب ان اللاعبين جاهزون ومعنوياتهم عالية مشيرا الى أن المنتخب الزامبي قوي وتكمن خطورته في قوة خطي الوسط والهجوم. ويملك المنتخب المصري تشكيلة قوية يقودها مهاجما ويغان الانكليزي عمرو زكي واحمد حسام "ميدو" ونجم الاهلي محمد ابو تريكة، ومهاجم دورتموند الالماني بوروسيا دورتموند محمد زيدان. ويخوض المنتخب الجزائري رحلة محفوفة بالمخاطر عندما يحل ضيفا على رواندا التي ابلت بلاء حسنا في الدور الثاني من خلال فوزها على المنتخب المغربي 3-1. واكد مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان على صعوبة المواجهة امام رواندا، وقال "مواجهة رواندا صعبة جدا لانها الاولى في التصفيات وتقام عخارج قواعدنا. منتخب رواندا يملك لاعبين جيدين ومساند من قبل جماهيره ويرغب في تحقيق الفوز على ارضه. كلها عراقيل ستصادفنا ويجب ان نتعامل معها بذكاء لانتزاع نتيجة ايجابية". وأضاف "نحن جاهزون للمباراة وجميع اللاعبين مصرين على تحقيق الفوز هنا في كيغالي من اجل رفع معنوياتهم ترقبا لمواجهة المنتخب المصري"، مشيرا الى ان "لاعبي المنتخب الجزائري يتلهفون لانطلاق التصفيات ليبينوا علو كعبهم ومدى استعداداهم للتأهل الى النهائيات القارية والعالمية". من جهته، سيكون ملعب "محمد الخامس" في الدارالبيضاء مسرحا للمواجهة المرتقبة بين المغرب والغابون غدا السبت. وأكد مدرب المنتخب المغربي الفرنسي روجيه لومير على ضرورة الفوز على الغابون، وقال "الفوز على الغابون مطلب ملح يجب ان نحققه لانه سيضعنا على الطريق الصحيح في التصفيات. نحترم المنتخب الغابوني والفوز طموح مشترك بالنسبة الى المنتخبين لكننا بامس الحاجة اليه اذا ما اخذنا بالاعتبار لعبنا على ارضنا وامام جماهيرنا". وتابع "في مثل هذه المباريات لا تنفع العروض الجيدة بيد ان المهم هو النقاط الثلاث وهو ما سنسعى الى تحقيقه لكن سنعمل على الفوز بالطريقة والاداء والنتيجة حتى نطمئن الجمهور المغربي ونؤكد له بانه بامكاننا فك النحس والتأهل الى العرس العالمي". واضاف "مباراتنا المقبلة في حزيران/يونيو المقبل ستكون امام الكاميرون في ياوندي وبالتالي فان الفوز على الغابون سيساعدنا كثيرا على تحقيق نتيجة ايجابية في المباراة الثانية. انها تصفيات وكل مباراة ستكون بمثابة نهائي لانه لا يتعين علينا اهدار النقاط على ارضنا ويجب علينا في النقاط كسب اكبر عدد من النقاط خارج قواعدنا". وختم قائلا "لدي ثقة كبيرة في لاعبي المنتخب المغربي وسنعمل معا على تحقيق حلم الشعب المغربي". ويعول المنتخب المغربي على قوته الضاربة في خط الهجوم بقيادة هداف الدوري الهولندي منير الحمداوي الذي ترغب اندية اوروبية عدة في التعاقد معه ابرزها برشلونة الاسباني، ومهاجم بوردو الفرنسي مروان الشماخ وجناج اندرلخت البلجيكي مبارك بوصوفة ومهاجم نانسي يوسف حجي بالاضافة الى نجم كوينز بارك رينجرز عادل تاعرابت المنتقل الى صفوفه على سبيل الاعارة من توتنهام والذي ابلى البلاء الحسن في مباراتيه مع فريقه الجديد وقاده الى الفوز فيهما وفك النحس الذي لازمه في المباريات الثماني الاخيرة. وسيكون لومير في مواجهة مواطنه نجم المنتخب الفرنسي سابقا الان جيريس الذي يشرف على تدريب المنتخب الغابوني. ويعرف جيريس الكرة المغربية جيدا بحكم اشرافه على تدريب الجيش الملكي قبل عامين. وقال جيريس "المنتخب المغربي قوي ولديه لاعبين بارعين بامكانهم قلب نتيجة المباراة في اي وقت. بالنسبة لنا سنحاول الخروج باقل الخسائر حتى تعطينا دفعة قوية في باقي مشوارنا في النهائيات". وفي المجموعة ذاتها، تلتقي توغو مع الكاميرون في قمة ساخنة تبدو فيها حظوظ الاخيرة كبيرة لانتزاع النقاط الثلاث بالنظر الى تراجع اداء منتخب توغو ومعاناته في حجز بطاقته الى الدور الثالث بالاضافة الى غياب نجمه هداف ارسنال الانكليزي ايمانويل اديبايور بسبب الاصابة. ويعول المنتخب الكاميروني على نجم برشلونة هداف الدوري الاسباني صامويل ايتو لتحقيق الفوز على توغو في عقر دارها. ويخوض المنتخب السوداني اختبارا صعبا امام ضيفه المالي غدا السبت في ام درمان. ويعرف المنتخبان بعضهما جيدا بحكم انهما التقيا في الدور الثاني حيث فاز السودان 3-2 في ام درمان وردت مالي التحية بثلاثية نظيفة في باماكو. ويخوض المنتخب السوداني مباراته الرسمية الاولى بقيادة مدربه الجديد الانكليزي ستيفن قسطنطين بيد ان الاجواء التي تسود داخل التشكيلة السودانية ليست جيدة بعدما هاجمت الجماهير حافلة المنتخب احتجاجا على اختيارات المدرب الجديد بسبب استبعاده المهاجم فيصل العجب. ويعقد المنتخب السوداني الامال على هيثم مصطفي وهيثم طمبل وعبد الحميد السعودي وعلاء الدين بابكر، بيد انه في المقابل يتعين عليه الحذر من هداف اشبيلية الاسباني فريديريك عمر كانوتيه الذي دك شباك السودان بثلاثة اهداف في مباراتيهما في الدور الاول الى جانب لاعب وسط برشلونة سيدو كيتا. وفي المجموعة ذاتها، تلتقي غانا مع بنين بعد غد الاحد في اختبار سهل لاصحاب الارض بقيادة نجم تسلسي مايكل ايسيان ولاعب وسط انتر ميلان سولي علي مونتاري وستيفن ابيا ولاريا كينغستون. وتحل تونس ضيفة على كينيا وكلها امل في انتزاع النقاط الثلاث. وأكد المدرب البرتغالي هومبرتو كويليو على جاهزية اللاعبين "لهذا الموعد الهام" مشيرا الى ان "اللاعبين عازمون على تحقيق الانتصار امام كينيا لتامين انطلاقة موفقة في هذه التصفيات على الرغم من صلابة المنافس والعوامل المناخية الصعبة". واوضح ان ان المدرب الالماني للمنتخب الكيني انطوان هاي على المام بكرة القدم التونسية باعتباره سبق له ان درب الاتحاد المنستيري مبرزا انه تمت معاينة عدد من مباريات المنتخب الكيني من اجل الوقوف على نقاط قوته وتشخيص مواطن ضعفه. وفي المجموعة ذاتها، تخوض نيجيريا اختبارا سهلا نسبيا امام مضيفتها موزامبيق مفاجأة تصفيات الدور الثاني. وتلعب نيجيريا المباراة في غياب اكثر من لاعب اساسي بسبب الاصابة في مقدمتهم لاعب وسط تشلسي الانكليزي جون ميكل اوبي ومدافع ايفرتون الانكليزي جوزيف يوبو ومدافع سيون السويسري يوسف محمد، بيد ان المدرب شعيبو امودو ابدى تفاؤله بخصوص العودة بالنقاط الثلاث من قلب مابوتو. وفي المجموعة الخامسة، تلتقي ساحل العاج بقيادة ثنائي تشلسي الانكليزي ديدييه دروغبا وسالومون كالو ونجم برشلونة الاسباني يحيى توريه وشقيقه مدافع ارسنال الانكليزي حبيب كولو توريه وزميله ايمانويل ايبوي اختبارا سهلا امام مالاوي، فيما تلعب بوركينا فاسو مع غينيا في مباراة متكافئة.