علم من مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن القيادة الفلسطينية قررت تشكيل 'حكومة منظمة التحرير' في حال فشل الحوار الوطني الفلسطيني الدائر منذ ايام في القاهرة برعاية مصرية. واوضحت المصادر السبت بأنه باتت لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة عمل كاملة لادارة الشؤون الفلسطينية في حال فشل حوار القاهرة في انهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة توافق وطني تحضر لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تعيد الوحدة الوطنية ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ حزيران (يونيو) عام 2007. واشارت المصادر الى أن القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تخشى من امكانية فشل الحوار بسبب تعنت حركة حماس في التعاطي مع تشكيل حكومة توافق وطني مقبولة دوليا وملتزمة بالتزامات منظمة التحرير والاتفاقيات التي وقعتها مع اسرائيل الامر الذي اضطرها لوضع خطة عمل في حال فشل حوار القاهرة. والمحت المصادر الى ان حكومة منظمة التحرير ستشارك فيها معظم الفصائل والقوى الوطنية المنطوية تحت مظلة المنظمة باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. واشارت المصادر الى ان عباس سيكلف رئيس الوزراء المستقيل الدكتور سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة تشارك فيها حركة فتح وباقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اضافة لبعض القوى التي ترغب بالمشاركة. وعلم أن الامين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة يدعم فكرة تشكيل حكومة منظمة التحرير في حال فشل الحوار الوطني في القاهرة، وان هناك موافقة من بعض الفصائل على المشاركة في تلك الحكومة، وان دولا عربية واوروبية اضافة لواشنطن اوضحت للقيادة الفلسطينية بأنها ستدعم حكومة المنظمة اذا ما فشل حوار القاهرة. واكدت مصادر فلسطينية متعددة الجمعة أن الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة يواجه عقبات الا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب على الامر قائلا: لا نريد أن نقول إن هناك ثغرات وعقبات، والمفاوضات صعبة وتحتاج إلى جهد وإرادة ونوايا حسنة ورغبة حقيقية للمصالحة الوطنية الفلسطينية، ونتمنى للمفاوضين النجاح. وجاءت اقوال عباس الجمعة خلال وضعه حجر الاساس لحديقة الشاعر محمود درويش في رام الله التي اطلق عليها اسم 'حديقة البروة' نسبة للقرية التي ولد فيها داخل فلسطينالمحتلة عام 1948. وكشف مسؤولون في لجان الحوار الوطني الفلسطيني الذي يجري في القاهرة عن مشاكل رئيسية ما زالت تعيق التوصل إلى اتفاق بين الفصائل على القضايا الجوهرية، مشيرين الى أن الخلاف ما زال قائما بشأن برنامج حكومة التوافق الوطني وشروط اللجنة الرباعية الدولية، والموقف من الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى مسألة تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولجنة اصلاح المنظمة. وقال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، ورئيس وفد الحركة للجنة الانتخابات في جلسات الحوار الوطني المنعقدة في القاهرة إنه مضى عدة أيام على الحوار ولم يتم تحقيق اي انجاز يذكر. ومن جهته قال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في تصريح لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية 'وفا': إن الحوار الفلسطيني في القاهرة يمر بلحظة حرجة ويواجه بصعوبات جدية في قضايا رئيسية، مثل موقف حكومة التوافق المزمع تشكيلها من التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى موضوعات أخرى مثل موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة والوحدة الوطنية الفلسطينية. وأضاف: رغم هذه الصعوبات فإننا برعاية الإخوة المصريين نبذل ما بوسعنا من جهد لتجاوزها وللوصول إلى اتفاق حولها، وفي ذهننا أن الفشل ممنوع لان ثمنه سيكون باهظا جدا على قضيتنا ومستقبل شعبنا. وقال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف الجمعة ان لجان الحوار الوطني الفلسطيني الخمس ستوقف عملها مساء السبت بسبب الصعوبات التي يواجهها الحوار. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أبو يوسف قوله ان اللجنة العليا للإشراف والتوجيه التي شكلت هي التي ستتولى استكمال الحوار وحل القضايا العالقة خاصة ملفي الحكومة والانتخابات. وأشار الى ان احتفالا كبيرا بحضور الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والأمين العام للجامعة العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيقام في الثاني والعشرين من آذار (مارس) الجاري في القاهرة تحت رعاية الرئيس حسني مبارك إذا ما تم الاتفاق.