أجمعت الصحف المغربية، الصادرة اليوم الاثنين، على اعتبار أن موقف إيران " غير المبرر وغير المفهوم" إزاء المملكة المغربية، كما انتقدت بشدة تصرفات طهران التي تمس بوحدة المذهب المالكي السني.كتبت صحيفة (لوبنيون) في افتتاحيتها تحت عنوان "موقف طهران غير مبرر" أن "المغرب الذي يعد دولة مستقلة وذات سيادة، لا يمكن أن يقبل أن تملى عليه المواقف التي يتعين اتخاذها، ولا أن يتساهل مع التدخل في شؤونه الداخلية"، مشيرة إلى أن "دعم المغرب للبحرين أملته تشبتثه بالشرعية الدولية واحترامه لحق كل دولة في الوحدة الترابية". أما صحيفة "المغربية فأشارت في افتتاحية حول الموضوع تحت عنوان "الوجه والقفا" إلى أن "المغرب يرفض اللعب على كل الحبال، فهو لا يقبل أن تكون وحدته الترابية وسيادته الوطنية وأمنه الداخلي محل ابتزاز، مثلما يرفض بالقطع أن تكون مواقفه التضامنية الطبيعية والمبدئية مع مملكة البحرين، وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، موضع مزايدة. فالمغرب، مثلما أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، دولة تتعامل مع الدول الإسلامية الشقيقة باحترام، وتنتظر من الدول الإسلامية أن تتعامل معها بالاحترام نفسه. واستنادا إلى هذه الروح، وهذه المبادئ والقيم، التي تتماشى مع الأعراف الدولية، يتخذ المغرب الموقف الذي يستوجبه التعامل الطبيعي مع سيادته، ومع ما يستحقه من احترام، انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل. أما غير ذلك، من تهريب للقضايا وتعويم للمشاكل الحقيقية، فلا يمكن أن يلقى أي احترام، لا للوجه ولا للقفا". من جانبه اعتبر كاتب افتتاحية صحيفة "اجوردوي لوماروك" أن الأمن الروحي يشكل معطى رئيسا في الاستقرار السياسي والاجتماعي بالمغرب، وأن أي مساس بهذا الأمن يشكل خطرا على مجموع الصرح المؤسساتي للبلاد، مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق "يتعين قراءة الأزمة الإيراينة المغربية الأخيرة". أما صحيفتا "الأحداث المغربية" و"لبيراسيون" فاعتبرتا أن الملف البحريني لم يكن سوى النقطة التي أفاضت الكأس بعد محاولة اختراق المذهب الشيعي للمغرب والمساس بوحدة المذهب المالكي، علاوة على الموقف الإيراني المستفز إزاء ملف الوحدة الترابية للمملكة. وتحت عنوان "طهران تكشف عن نواياها المشبوهة تجاه العالم العربي"، ذكرت يومية رسالة الأمة أن "الأزمة التي افتعلتها إيران مع المغرب كشفت نوايا ملالي الجمهورية الإسلامية تجاه الدول العربية، ما يفرض عليها أن تدرك أن حيثيات قرار المغرب لا يخرج عن الحق في الدفاع عن النفس وعن السيادة الوطنية". وأوضحت أن هذا يحتم عدم قبول أي دولة عربية واحدة المس بسيادة أو سمعة دولة شقيقة أخرى من باب التضامن العربي. من جانبها أكدت صحيفة "البيان" أن "طهران التي تتهرب من فهم الأسباب العميقة لقرار المغرب تفضل البحث عن دوافع أخرى"، مشيرة إلى أن "الرباط رفضت رفضا قاطعا هذا الغموض الذي ينبع من الإرادة في زرع اللبس في الأفكار في حين أن المشكل الحقيقي هو التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للمغرب". وكانت حكومة الرباط أعلنت قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية، ابتداء من يوم الجمعة. فيما قالت إيران إن قرار الرباط قطع العلاقات الدبلوماسية معها "يضر بوحدة العالم الإسلامي" و"يثير الدهشة"، وأعربت عن أسفها لتزامن الخطوة مع مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، الذي عقد أخيرا في طهران بمشارکة وفود برلمانية ورسمية من دول إسلامية وعربية، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أمس السبت، أن المغرب يرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند إليها رد فعل السلطات الإيرانية على قراره السيادي بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.