علم من مصادرة امنية فلسطينية رفيعة المستوى الاربعاء بأن جهاز الامن الوقائي يعتقل ضابطين من عناصره في مقره الرئيس برام الله منذ ايام بعد ان تم استدعاؤهما من منطقة بيت لحم التي كانا يعملان فيها ضمن دائرة الجهاز هناك.وحسب المصادر فان رئيس جهاز الامن الوقائي هو من استدعاهما للحضور الى مقر الجهاز في رام الله وبعد حضورهم تم اعتقالهما وتوجيه التهم لهما بقيادة عصابة مسلحة ارتكبت العديد من الجرائم اضافة الى تورطهما في سرقة اسلحة وذخيرة للجهاز في منطقة بيت لحم. وحسب المصادر فان احد الضابطين كان مسؤولا عن قسم التسليح في دائرة الجهاز ببيت لحم في حين كان الضابط الثاني يشغل موقعا رفيع المستوى في دائرة الجهاز بالمدينة. واوضحت مصادر امنية بأن جهاز المباحث العامة هو من كشف تورط الضابطين في قيادة عصابة مسلحة وذلك بعد احراق سيارة احد المواطنين في منطقة بيت لحم حيث ابلغ صاحبها المباحث عن شكوكه بالفاعلين الذين تم اعتقالهم ومن ثم اعترافوا بأن الضابطين المعتقلين هما من طلبا منهم فعل ذلك الامر الذي شكل مفاجئة لعناصر المباحث الذين ابلغوا قيادة جهاز الامن الوقائي في المحافظة بالامر الذي قاد لاستدعاء الضابطين الى رام الله واعتقالهما في سجن الجهاز. وكانت قيادة الشرطة في بيت لحم اعلنت الاثنين في مؤتمر صحافي عن تمكنها من القاء القبض على عصابتين بينهم 6 من عناصر الاجهزة الامنية. واصدرت إدارة العلاقات العامة والإعلام في شرطة محافظة بيت لحم تقريرا بعد المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه العقيد عبد الجبار برقان مدير شرطة محافظة بيت لحم والمقدم خالد التميمي نائب مدير شرطة المحافظة والرائد احمد شريم مدير إدارة المباحث، حيث قال العقيد عبد الجبار برقان ان محافظة بيت لحم تنعم بالهدوء النسبي وشهد الجميع بالاستقرار الأمني في المحافظة والنجاحات التي حققتها الشرطة والأجهزة الأمنية من أجل ذلك، وجاء بعض الاشخاص لتخريب هذا الشعور وإفساد الوضع الآمن في محافظتنا بقيامهم بسلسلة جرائم خطيرة ومنظمة تسببت في إثارة مشاعر المواطنين. واوضح برقان انه تم إلقاء القبض على عصابتين الاولى مكونة من 10 أشخاص جميعهم من سكان بيت لحم من بينهم مدنيون ومنهم ايضاً عاملون في بعض الأجهزة الأمنية، وبالتحقيقات الأولية معهم اعترفوا بقيامهم بمجموعة جرائم سطو مسلح أهمها: بتاريخ 14/1/2009 قاموا بسرقة احد مطاعم بيت جالا في ساعات الفجر الأولى بعد ان تمكنوا من عمل فتحة في سقف المحل والدخول إليه بحبل طوله 12 مترا، وقاموا بسرقة مبلغ مالي يقدر ب 4 آلاف شيكل وبعض محتويات المطعم، ونفذ هذه الجريمة ثلاثة أشخاص. وارتكبت تلك العصابة عملية سطو على محطة الوقود في بيت جالا بتاريخ 3/2/2009 حوالي الساعة التاسعة مساء حيث نفذ أربعة أشخاص من أفراد العصابة ومنهم من يعمل في بعض الأجهزة الأمنية وقاموا بعملية سطو مسلح على عمال محطة وقود بيت جالا بعد إغلاقهم للمحطة ونقل 17 ألف شيكل وشيكات بمبالغ مالية أخرى. واشارت ادارة العلاقات العامة في شرطة بيت لحم ان الجناة تستروا بلباس عسكري وأقنعة واستخدموا سلاحي كلاشينكوف ومسدسا ووضعوا حاجزا شبه عسكري ظنت قوى الأمن في حينه أنهم من القوات الإسرائيلية الخاصة واعترضوا سيارة المحطة وبعد الاعتداء على العمال واهانتهم تمكنوا من سلب المبلغ المالي والشيكات تحت تهديد السلاح. كذلك اعترف أفراد العصابة أنهم بتاريخ 27/1/2008 الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قام شخصان مسلحان ويتستران بلباس عسكري وأقنعة نفذا جريمة سطو مسلح في كمين نصب لمواطن يمتلك مطعما في مدينة بيت جالا في منطقة السهل بينما كان عائدا لمنزله بعد إغلاق المطعم وتحت تهديد السلاح سلبوا منه مبلغ 18 ألف شيكل وعددا من الشيكات. وأفاد مدير المباحث أن أفراد العصابة قاموا بالعديد من الأعمال 'الإجرامية' الأخرى منها ترويج عملة مزورة وبيع سلاح في السوق السوداء وما زال البحث والتحقيق جاريا من قبل المباحث وبمساعدة جهات الاختصاص بالأجهزة الأمنية الأخرى. واضاف برقان ان العصابة خطيرة جدا ولها امتداد وتبين ان لديها تخطيطات كانت جاهزة لعمليات سطو أخرى على صرافين ومحلات بيع ذهب ومحلات تحف شرقية، وكانت لديهم مخططات تشمل إطلاق نار وإلقاء قنابل على المجني عليهم في حال تنفيذ جرائمهم. من جهته أفاد المقدم خالد التميمي نائب مدير شرطة المحافظة الذي ترأس فريق البحث والتحري والعمل الميداني، ان أفراد العصابة من المدنيين تمت إحالتهم للنيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم أما أفراد العصابة الستة من منتسبي الأجهزة الأمنية فقد رفع عنهم الغطاء الأمني وتمت إحالتهم للاستخبارات والنيابة العسكرية وما زالت التحقيقات معهم مستمرة، قائلا 'لا نستطيع التصريح بأي معلومات حولهم خوفا من التأثير على مجرى التحقيق'، وقدر المبلغ الذي سلب من قبل تلك العصابة بحوالي 75 الف دولار امريكي. اما العصابة الثانية فتمكنت شرطة مباحث بيت لحم وخلال 48 ساعة من عملية السطو المسلح التي تعرض لها موظف من شركة خميس التجارية في مدينة بيت جالا من إلقاء القبض عليهم - تسعة أشخاص - وهم من سكان بيت لحم والقدس والخليل، وبالتحقيق معهم اعترفوا أنهم بتاريخ 26/2/2009 قاموا بجريمة سطو مسلح على موظفي شركة خميس التجارية في احد شوارع مدينة بيت جالا الفرعية بينما كان يقوم بنقل مبلغ مالي يقدر ب 170 ألف شيكل وشيكات بقيمة 350 ألف شيكل من الشركة إلى احد البنوك في مدينة بيت لحم وتحت تهديد السلاح من قبل سيارة بداخلها أربعة ملثمين مسلحين وساندهم أفراد آخرون من العصابة بإغلاق الطريق من كلا المدخلين بسيارتين خلال تنفيذ جريمتهم. وأفاد مدير شرطة محافظة بيت لحم انه ومن خلال تحقيقات المباحث تبين ان العصابة هي مجموعة 'أشرار'، خطيرة لأنها تمتلك إمكانيات كبيرة وعملها منظم بشكل دقيق ونستطيع القول ان هذه المرة الأولى التي نواجه فيها جريمة منظمة في منطقتنا. واستعرض العقيد عبد الجبار برقان أمام الصحافيين الأموال والمواد المضبوطة بحوزة العصابتين والأسلحة المستخدمة في عمليات السطو وهي عبارة عن مسدسات غير حقيقية وقنابل غاز من مخلفات الاحتلال وعلب غاز مخدر، مشيرا الى انه سيتم إرسالها للجهات المعنية والقضاء. واعتبرت الاجهزة الامنية الكشف عن العصابين رسالة تطمئن المواطنين في محافظة بيت لحم وتؤكد لهم بان الشرطة تعمل على ملاحقة ومحاسبة العابثين.