هذه الصورة تختزل وضع ساكنة حي العوامة الشرقية بالوسط الحضري لمدينة طنجة العظمى ، حيث يتواجد الوادي الذي يفصل بين شطري العوامة الشرقية والغربية، والذي يفتقر إلى قنطرة تساعد الساكنة على اجتيازه والتخلص من الخطر الذي يتهددهم يوميا وخصوصا في مواسم الأمطار. فالمشهد يبرز لنا قطعا من الألواح الهشة المتناثرة هنا وهناك، يستعملها السكان لقطع الوادي في ظروف محفوفة بالأخطار ، وخصوصا في الليل بسبب استمرار تدفق الماء بالوادي الذي يستقبل المياه العادمة القادمة من مخلف الأحياء العشوائية بالمنطقة .. ولنتساءل عن حالة الصغار الذين يمرون يوميا بهذا الصراط من أجل الالتحاق بالمدرسة الموجودة في الجهة المقابلة ، هل لم تتعثر قدم أحد منهم، ولم تنزلق ليسقط وسط مجرى الوادي الملوث؟، وكيف يكون حال الساكنة عندما يفيض النهر وتعم الفيضانات أرجاء المنطقة ؟، هل يبقى للقاطنين بالمنطقة أي منفذ للمرور إلا قطع مسافات إضافية لأدراك وجهتهم ، ومنها السير على جنبات السكة الحديدية من أجل الوصول إلى منفذ آخر عند نقط أبعد .. تلك هي حالة ساكنة حي العوامة العشوائي الذي يكاد ينقصه كل شيء مما يدخل ضمن قائمة المرافق العامة والتجهيزات الأساسية . لكن أن يحيى الناس هذه الحياة البدائية وسط مدينة تعيش وهم التقدم الحضاري والسباق مع كبريات المدن الحديثة، فذلك ما لا يقبله العقل والمنطق السليم ، ورحم الله عمر بن الخطاب الذي كان يبكي حزنا وهو بالمدينة فيسأل عن حاله ، فيقول أخشى أن تتعثر بغلة بوادي الفرات بالعراق فيسألني الله غدا عن ذلك ، لماذا لم أجعل لها ممرا آمنا .. ولكن تلك هي المسؤولية ، وهذه اللا مسؤولية وكفى... المكتب المركزي لرابطة الدجفاع عن حقوق المستهلكين