شهدت بعض المداشر والدواوير في دائرة سيدي يحيى بني زروال المتاخمة لمدينة غفساي الجبلية ليالي مأساوية، بسبب الأمطار التي تساقطت بغزارة على المنطقة، حيث غمرت السيول كل مجاري المياه وقطعت بذلك الطريق على بعض الدواوير والمداشر التي تفصلها عن المركز وديان موسمية. فعلى بعد كيلومترين فقط من الشمال الغربي لغفساي توجد شبه قنطرة صغيرة متردية، وهي تمثل عصب الحياة بالنسبة إلى ستة دواوير هي دوار بوعجول، خد البغال، الهوتة، يسلان، تافرنوت، وبني كيسان.. حيث إن آلاف المواطنين يرهنون حياتهم اليومية بها ويتشبثون بها، علما أنهم ينتظرون انهيارها مع كل تساقطات مطرية وهو ما سيجعلهم في عزلة تامة. وأكد بعض السكان أن الحالة المهترئة للقنطرة المذكورة كادت تتسبب في كارثة بعدما انزلقت بها شاحنة صغيرة كانت محملة بعدد من الركاب وهو ما جعل الركاب يقفزون منها نحو المياه الجارفة، من بينهم 14 تلميذا وما يفوق هذا العدد من رجال ونساء، في حين ظلت الشاحنة الصغيرة معلقة في وضع خطير وهي تهدد في كل لحظة بالسقوط في الوادي، ولولا تدخل بعض الأشخاص، الذين غامروا بحياتهم وهم يندفعون في الأمواج لانتشال النساء والأطفال، لهلك أغلب النساء والأطفال في المياه. ومباشرة بعد عملية الإنقاذ هوت الشاحنة وسط المياه. وطالب سكان بالمنطقة الجهات المسؤولة بالعمل على إصلاح هذه القنطرة رفقا ورحمة بأرواح السكان، خاصة أن عددا من التلاميذ يتابعون دراستهم ويضطرون يوميا إلى قطعها للوصول إلى مؤسساتهم التعليمية. كما طالبوا بإنجاز طرق وقناطر بالمنطقة التي تنعدم فيها المسالك الطرقية حفاظا على أرواحهم، علما أنهم ينقطعون عن العالم الخارجي مع كل تساقطات مطرية غزيرة.