شهدت مدينة مليلية السليبة الجمعة، مواجهات عنيفة بين المغاربة الحاملين للجنسية الإسبانية والقاطنين بها، وشرطة الاستعمار الإسباني. المواجهات التي اندلعت في الساعات الاولى من يوم أمس، تأتي احتجاجا على سياسة الاقصاء التي تنهجها السلطات الاستعمارية تجاه المغاربة القاطنين بهذه المستعمرة، والمتمثلة أساسا في إقصائهم من فرص الشغل بدعوى أنهم مسلمين، أو من أصول مغربية. فالمغاربة القاطنين بالمستعمرة والحاملين للجنسية الاسبانية يأتون في المرتبة الثانية بعد "الاسبان الحقيقيين" الذين لهم الأولوية في الحصول على فرصة العمل، تدهور الوضعية الإقتصادية والإجتماعية للمغاربة الإسبان القاطنين بمليلية دفعهم إلى الاحتجاج على السياسة الاستعمارية إلا أن المسؤولين الاسبان أجابوهم بالعصا والرصاص والاعتقالات. الإحتجاجات التي أحرقت فيها صور "عبد الإله ابن كيران" رئيس الحكومة المغربية، و"ماريانو راخوي" رئيس الحكومة الإسبانية، خلفت لحد الآن حسب مصادر جد مطلعة جريحا في صفوف المحتجين و جرح ستة عناصر من أمن الإحتلال، كما علم أيضا بإستعمال الرصاص الحي من كلى الطرفين فالمحتجين أطلقوا خمسة اعير نارية و من بينها عيار من 22 مليمتر اخترقت إحدى واقيات عناصر التخل الإسبانية ولا تزال المواجهات مستمرة، ويتخوف أن يمتد فتيلها إلى الأحياء الهامشية بالمدينة، هذه الأحداث تحظى بدعم ومشاركة أعضاء من اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلة والجزر. كما لا تستبعد المصادر ذاتها، أن يكون لدعوة فعاليات المجتمع المدني بكل من الناظور وبني انصار إلى التظاهر يوم الاربعاء 15 يناير الجاري أمام معبري بني انصار وفرخانة علاقة في الموضوع و للاحتجاج على التعامل اللاإنساني للشرطة الاسعمارية مع المئات المغاربة الذين يمتهنون التهريب المعاشي ويعبرون المعبرين المذكورين بشكل يومي، ويدخل هذا في جزأ من استراتيجة متقنة للرد على الإحتلال الإسباني الذي أسال دماء المغاربة في المعبر و اعتدى على النساء بمباركة الحكومة المغربية في شخص رئيسها "عبد الإله ابن كيران" الذي لم يستطع ان يدين الاعتداءات التي تقوم بها قوات صديقه "ماريانو راخوي" ضد المغاربة . تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الإسبانية الصادرة اليوم قللت من وقع ما حدث بدعوى أن المحتجين مجموعة صغيرة من الشباب لكن شهود عيان أكدوا أن عدد المحتجين كبيرا وهو مرشح للإرتفاع ويتخوف أن يحتد فتيل اشتعالها على غرار نفس الأحداث التي عرفتها مليلية السليبة قبل سنتين وخلفت ضحايا كثيرة .